لا تَسْأَلْني عنْ صَديقٍ
وشَّمَ اسمَهُ الرّيفُ
عَلى جِذْعِ خُزامى
نَمَتْ عَلى صَدْرِ مَدينةٍ
تَشْهَقُ إِلى الشَّهامَةِ روحُها
أَيْنَ أَروحُ باحِثًا عَنْ عَبْدٍ
تَضَوَّعَ مَقامُهُ في مَلَكوتِ الإله.
تَرَكْتُهُ وَرائي
يَرْعى الحُقوقَ
على وَجْهِ أَرْضٍ تَعالى صَوْتُها في العالَمين
يَهُشُّ على السّواد
بِصَوْتِهِ البَليل
مُذْ آمَنَ في كَلِماتِه بِالفُقَراء
مُذْ آمَنَ بالنَّهارِ جاثِماً
عَلى جِلْدِ مَدينَةٍ
عَلَّقَها الأَوْفِياءُ
أَوْسِمَةً عَلى أَكْتافِهِم
وَساروا إلى شَجَرِ الوَقْتِ
يَقْرَعونَ أَجراسَ الغَضَبِ الأعْمى.
٭ ٭ ٭
لا تَسْأَلْني عَنْ صَديقٍ
لَمْ يَمُتْ
ما زالَ نُسْغُ روحِهِ يَصْدَحُ بِالبَقاءِ بَيْنَنا
هارِباً
مِنْ تَضاريسِ الغِياب
إلى مَمَرّات تَرْمي طائِرَها
في غاباتِ الكَلام
يَتَفَقَّدُ أَثَرَ فُتوحاتِه
رُفقةَ رِفاقٍ
تَصيحُ الشَّمسُ في أسْمائِهِم
المَنْذورةِ لِشاراتِ النَّصْر.
٭ ٭ ٭
لا تَسْأَلْني عَنْ صَديقٍ
اِرْتَقى صُروحا فاضَتْ أَمْداؤُها
عَلى بَحْرٍ
نُرَبّي أَمْواجَهُ في قُلوبِنا
العاشِقَةِ مِنْ دونِ أُنْثى…
كُلُّنا حَجَرٌ
وَأنتَ شَجَرٌ
عادَ إِلَيْنا حامِلا على أوْراقِهِ بَرقاً
بِضَوْئِهِ نَمْضي
رافِعينَ رُؤوسَنا
إلى سَماءٍ
فَتَحتْ أَبْوابَها لِرائِحَةِ أَعْمارِنا.
٭ ٭ ٭
لا تَسْأَلْني عَنْ صَديقٍ
هُنا في القَريب
أَشُمُّ رائِحَةَ عُمْرِهِ
فَأصيحُ: لمْ يَمُت
بَلْ دَثَّرَتْهُ المَدينَةُ بِالخُزامى
كَيْ نَراهُ نَورَساً
يحَومُ على دِمائِنا
فَأَصيحُ: لَمْ يَمُتْ
بلْ روحُه تَفَتَّحَت
كَي تَبْتَكِرَ حُقوقَ المَعْنى
في زَمَنٍ
تُدَحْرِجُه أَصواتُ المَكْرِ
إلى عُمْقِ التّفاهَة الفاشِيَة.
لَكَ السّلامُ يا سَيِّدَ الخُزامى
المُذَرّى فَوقَ صُدورِنا
المَفْتوحَةِ
على السَّفائِنِ المُثقَلاتِ بِأَحْ
وَشمٌ عَلى جِذعِ الخُزامى !!
بقلم : جمال أزراغيد ... 26.09.2024