أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
اعتقالات عشوائية شبه يومية تطال سكان منطقة الراشدية في بغداد!!
بقلم : علي عمر ... 23.08.2014

“وراء كُل انفجار يستهدف الجيش في الراشدية، لا بد أن يُعتقل 150 من أبناء المنطقة”، بهذه الجملة بدأ علي فالح حديثه معنا عن معاناة منطقة الراشدية التابعة لقضاء الأعظمية في بغداد وسط العراق، حيث يعاني سكانها ذو الغالبية السنية من اعتقالات تكاد تكون يومية.
الراشدية والتي يقطنها علي تقع إلى الشمال الشرقي من بغداد وتتكون في معظم مساحاتها من بساتين وغابات وهي تعتبر منطقة ريفية، يروي عملية اعتقاله قبل أيام على يد أفراد من الجيش العراقي والذي لم يستمر سوى أيام، حيث يقول علي، “قبل ثلاثة أيام وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حدث إنفجار استهدف آمر أحد الأفواج في الجيش العراقي، وبعد الانفجار بأقل من نصف ساعة بدأت عمليات الاعتقال العشوائية تطال الشباب والشيوخ في المنطقة”.
ويتابع علي الذي بدا عليه آثار الإنهاك والتعب من الضرب “التفجير استهدف آمر الفوج الثاني الرائد خالد في منطقة السيلاوي وهي منطقة عبارة عن بساتين يمر بها طريق فرعي، بعد التفجير ذهبت القوات إلى منطقة السوامرة والتي تبعد عن مكان التفجير حوالي 5 كيلو وبدأت بالدخول إلى بيوتنا والقيام باعتقالات عشوائية”.
ويؤكد علي أن رجال منطقته اعتقلوا جميعا ولم يبق سوى فيها النساء والأطفال، مشيرا إلى أنهم أخذوهم إلى مقر إحدى الأفواج وبدؤوا بتعذيبهم، وأثناء حديثنا مع علي طلب منا الدخول إلى غرفة كان فيها رجل يبلغ من العمر 45 عاما، كان ممدا على الفراش لا يستطيع التحرك، قال علي أن هذا أخوه الكبير لم يعد قادرا على الحركة من شدة الضرب والتعذيب، وأخرج قدحا فيه سائل بلون أحمر أكد أن هذا من تبول أخيه.
ويكمل علي أن أخاه من الذين نالوا الحصة الأكبر من التعذيب بسبب مجادلته مع تلك القوات، ويضيف ” بقينا هناك لمدة ثلاثة أيام لم يتم التحقيق معنا نهائيا، كنا نتعرض للسب واضرب فقط، وكأنهم متأكدون أننا لسنا سببا في التفجيرات ويعرفون من يقف ورائها “.
وفي بيت علي التقينا بسيدة عجوز كبيرة في السن ـ والدة علي-، قالت أنها ونسوة الحي ذهبن في الصباح إلى مقر الفوج والتقين بالضباط هناك ولم يجدن تفسيرا لاعتقال رجال المنطقة، مضيفة “قلنا لهم لماذا اعتقلتم أولادنا، أجابونا أن الاعتقال كان لرد الاعتبار لآمر فوجنا ولنا”. وتشير إلى أنه وبعد مناشدات النساء واعتصامهن أمام مقر الجيش تم الإفراج عن أولادهن وأزواجهن.
وتؤكد والدة علي أن كثير من رجال الحي المعتقلين يتقيئون أو يتبولون دما ومنهم من يعاني من نزيف داخلي جراء الضرب المبرح، مشيرة إلى أن الكثير من المعتقلين ومنهم ابنها الأكبر أصبحوا طريحي الفراش بسبب كسر في أرجلهم أو أيديهم.
ويقاطع علي والدته ليشير إلى موضوع آخر، حيث يقول “معاناة منطقة الراشدية لا تتوقف عند الاعتقالات، بل تتجاوز إلى الميلشيات الغير رسمية التي تتجول بين فترة وأخرى في المنطقة، وقبل فترة قصيرة اختطفوا عددا من الأشخاص في الحي وما زال مصيرهم مجهولا”.
ورفض علي أن تنشر له أية صورة له أو لأخيه بسبب تخوفه من تكرار اعتقالهم مرة أخرى، مشيرا إلى أن تلك القوات والميليشيات دأبت على الانتقام من أهالي المنطقة، مؤكدا أن حدة الاعتقالات والاختطافات بدأت تزداد بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على بعض المناطق السنية في العراق.
ويقطن في منطقة الراشدية سكان من العشائر العربية السنية، حيث يتجاوز عدد سكان المنطقة 200 ألف نسمة.

1