أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
السعودية وايران في كفتي ميزان القوى!!
بقلم :  علي الكاش ... 16.04.2015

جمع المحل السياسي والإستراتيجي مورغنتاو في كتابه (السياسة بين الأمم) مصادر قوة الأمم المادية والمعنوية على إعتبار إن كل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر، وهي السكان، الثروات الطبيعية، الموقع الجغرافي، التقنية الصناعية، المزايا القومية، القوة الدبلوماسية وتقنية الإتصالات. بالطبع ليس من السهولة تقدير قوة الدولة التي تعتبر من أسرار أمنها الوطني والقومي، سيما المتعلق بالجانب العسكري والمخابراتي والأحلاف والإتفاقيات السرية. كما إن تلك المؤشرات بحد ذاتها غير مستقرة فهي تخضع لعوامل الزمان قوة أو ضعفا علاوة على إستنزافها بسبب الحروب مثلا، إضافة الى التطور التقني في المجال التسليحي الذي يقفز قفزات سريعة وطويلة سنويا. لكن يمكن من خلال مؤشرات الإنفاق على التسليح والمناورات العسكرية والأحلاف المعلنة والتجارب الحربية السابقة والمناورات العسكرية، وحركة المعلومات الإستخبارية تقنيا أو بشريا التعرف على مقدرات الدولة وقوتها.
1. من الناحية العسكرية يصعب إجراء مقارنة بين الطرفين السعودي والإيراني، فالسعودية تنفق المليارات سنويا على وارداتها التسليحية في حين تعتمد إيران على تسليحها الذاتي وضعف قدرتها الإستيرادية من الأسلحة بسبب الحصار المفروض عليها. علما السعودية هي الدولة الرابعة في العالم من حيث الإنفاق العسكري( بعد الولايات المتحدة الأمريكية ،الصين وروسيا)، وزاد إنفاقها العسكري بنسبة 17% عام 2014 عن العام الذي سبقه.
بلا شك إن الأسلحة المستوردة أكثر كفاءة من تلك التي تصنعها دول العالم الثالث وهي أسلحة أجنبية الصنع غالبا، ويتم تصنيعها أو تطويرها محليا،. لذا سنضع هذا الأمر جانبا لصعوبة تقديره، مع إنه عامل حاسم في الحروب. ومن الناحية الجغرافية يمكن إعتبار البلدين يتمتعان بموقعين جغرافيين مهمين، وإذا حسبنا دول الخليج ضمن إطار التحالف الخليجي مع السعودية، فهذا يعني هذا وجود توازن إستراتيجي قائم بين الطرفين. أما الثروة الوطنية فأن السعودية تتفوق على إيران لأنها تمتلك أكبر إحتياطي عالمي من البترول كما سنتحدث عنه لاحقا.
من ناحية السكان تتفوق إيران على السعودية، فالأولى عدد سكانها حوالي(78) مليون نسمة، في حين لا يتجاوز عدد سكان السعودية ثلث سكان إيران الذي يقدر بحوالي (31) مليون نسمة. والعامل البشري رغم أهميته لكنه لا يعتبر حد فاصل في الحرب، والحرب العراقية الإيرانية شاهد على ذلك، كما إنه يمكن للسعودية التعويض البشري من خلال مجلس التعاون الخليجي، أو بقية الدول العربية وقد سربت بعض المصادر بأن ( مصر ستشارك بـ 48 ألف جندي ضمن قوات التحالف العربي بينما سيصل تعداد القوات السعودية لـ 80 ألف جندي وستشارك الإمارات بـ 16 ألف جندي، وقطر والكويت ستشارك كل منهما بـسبعة آلاف جندي والبحرين ستشارك بخمسة آلاف جندي، علاوة على مشاركات متوقعة من المغرب والسودان والأردن). علاوة على إمكانية المملكة بفتح باب الجهاد أما المسلمين وستجد الدعوة لها صدى عند المسلمين قاطبة. سيما ان أقطاب النظام الايراني يعلنون دائما رغبتهم بإحتلال مكة المكرمة وآخر تصريح لآية الله جوادي آملي يوم 16 نيسان 2015 " ان سدانة الاراضي المقدسة يجب ان تكون بيد اناس أتقياء وليس بيد آل سعود، وان تحرير مكة والمدينة من سيطرة آل سعود واجب على الجميع. ولا يجب التعويل على الحكومات، بل على الشعوب الاسلامية ان تفكر بتحرير الحرمين الشريفين من قبضة آل سعود وهو بمثابة الجهاد الاكبر".
أما بقية المؤشرات التي لم يتحدث عنها (مورغنتاو) كعوامل رئيسة بالرغم من أهميتها، فيمكن إجمالها بالتالي.
2. طبيعة وقوة الأحلاف الدولية والإقليمية. حيث ترتبط السعودية بأحلاف دولية وإقليمية أهمها مجلس التعاون الخليجي، علاوة على إتفاقيات سرية غير معلن عنها مع الولايات المتحدة والباكستان ومصر ودول أخرى، في حين تفتقر إيران إلى مثل هذه الأحلاف العسكرية، لكنها يمكن أن تعوضها من خلال الميليشيات المحلية في الدول العربية المرتبطة بها مذهبيا.
3. مستوى الدعم. تتمتع المملكة بالدعم العربي والخليجي، فقد أعلنت دول الخليج برمتها تأييد الهجوم السعودي بإستثنتء سلطنة عمان التي لا تقدم ولا تؤخر في الحسابات العسكرية وغير العسكرية. كما إن جميع الدول العربية أيدت السعودية بإستثناء الجزائر وسوريا وموقف مذبذب من العراق، جهة تؤيد وجهة تعارض، وموقف مبهم معلن من حماس، ربما له ما يبرره.
4. القوة الإقتصادية. بلا شك تمتلك السعودية مقدرات إقتصادية كبيرة لا تقارن بإيران ولا بغيرها من دول العالم، فالمملكة إحتلت المرتبة (21) من حيث مؤشرات الرفاهية العالمية عام 2013 كما إحتلت المرتبة (39) دوليا لمؤشر رأس المال البشري، وتحتل المرتبة (20) دوليا في إجمالي الناتج المحلي، والمرتبة الأولى عربيا في مجال الإستثمارات الأجنبية، والمركز الثامن عشر في مؤشرات المنافسة الإقتصادية. ويقدر الإحتياطي النفطي السعودي بحوالي (267) مليار برميل أي بنسبة 24% من الإحتياطي العالمي، مقابل (154) مليار برميل في إيران، أي بنسبة حوالي (12.9)% لإيران. وتمتلك السعودية ثالث أكبر إحتياطي نقدي أجنبي في العالم بعد الصين واليابان، ويقدر بحوالي (683.2) مليار دولار، في حين لا يتجاوز الإحتياطي النقدي الأجنبي الإيراني (52) مليار يورو عام 2007 وهو في إنخفاض مستمر بسبب الحصار الإقتصادي من جهة وتدني أسعار النفط من جهة أخرى، علاوة على تجميد حساباتها في البنوك الأوربية بموجب الحظر الأوربي والذي يقدر بحوالي(100) مليار دولار، بالإضافة إلى الصرفيات المهولة على العمليات العسكرية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، والصرف على الخلايا النائمة في بقية الدول، وصرفيات ما يسمى بتصدير الثورة، مما حدا بالسلطات الإيرانية الى حظر إستيراد (600) سلعة للمحافظة على الإحتياطي الأجنبي. والقوة الإقتصادية كما هو معروف من شأنها إدامة زخم المعركة.
5. قوة مصادر جمع المعلومات والتقنية المعلوماتية والمخابراتية. تمتلك المملكة قوة معلوماتية من عدة مصادر عبر حلفائها ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وأقمارها التجسسية، وتقنيات بقية دول الخليج العربي، إما إيران فبالرغم من تطور تفنية المعلومات عندها والتي تعتمد على إمكاناتها الذاتية لكنها لا تضاهي التقنية الأمريكية والأوربية، لذا فإنها تعتمد على مصادرها البشرية من الخلايا النائمة والعملاء الموجودين داخل السعودية وخارجها، أي التجسس، وهي تتفوق في هذا المجال على السعودية. وهذا ما عبر عنه (سكوت مودال) الخبير فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن" أن خطورة تحركات إيران فى المنطقة، تكمن فى أنها نجحت بالفعل فى أن تقطع شوطاً طويلاً فى تكوين وبناء نظم عمل وأجهزة تعمل فى الخفاء والظل و سيكون على دول الخليج أن تجهز نفسها لمواجهة زيادة فى العمليات السرية الإيرانية ضدها، سواء كان ذلك عبر تدريب الفصائل المحلية المناوئة للحكم فيها، أو عبر إمدادها بالمال والدعم والسلاح، خاصة فى البحرين والكويت والسعودية التى تملك إيران سجلاً حافلاً من دعم الحركات الشيعية فيها".
6. الإستقرار السياسي والوحدة الوطنية والتلاحم الجماهيري بين القيادة والشعب. جميع المؤشرات في السعودية إيجابية وتساعدها في تأمين الإستقرار والأمن الداخلي، على العكس من إيران التي تعاني من مشاكل داخلية خطيرة مع أهل السنة بشكل عام، والأكراد والبلوش، علاوة على حركة الإحتجاجات المتواصلة في عربستان والتي بدأت شراراتها تعلو يوما بعد آخر، وسطوع شمس حركات التحرر في الأحواز، وإرتفاع شعبية منظمة مجاهدي خلق داخل إيران وخارجها، يضاف إلى ذلك السخط الشعبي الناجم عن ضعف الإقتصاد وإرتفاع تكاليف المعيشة وتنامي البطالة التي وصلت الى (10) مليون عاطل وتزايد نسبة الفقر بشكل مخيف، على حساب تصدير الفوضى والإضطراب الى دول العالم.
7. القوة الدبلوماسية والقدرة التأثيرية على الدول الأخرى وإستمالة مواقفها أو إخضاعها ترغيبا أو قناعة بمواقفها. وهذا ما عبر عنه المحلل السياسي الأمريكي (دانييل بايبز) بقوله " إن الدبلوماسية الماهرة التي يتمتع بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز واستعداده لاستخدام القوة في اليمن جاءت استجابة لمزيج قاتل من الفوضى العربية والعدوان الإيراني وضعف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأن هذه الدبلوماسية ستعيد تشكيل المنطقة لسنوات".(صحيفة واشنطن تايمز في 30/3/2015). الحقيقة إن وزير الخارجية السعودي اسقط جميع حجج الحوثيين وسحب البساط من تحت أقدامهم بقوله" أن كل الدعوات إلى المؤتمر اليمني بالرياض، أرسلت لجميع الطوائف اليمنية، ولم يكن هناك أي استثناء، قدمنا المكان والدعم للرئيس هادي، ولا أحد يتم رفضه في حضور المؤتمر اليمني، وليس هناك تمييز لأي شخص بطريقة مختلفة عن الأطراف اليمنية الأخرى، كل هذا ليرجع السلام إلى اليمن".
كما تمتلك السعودية علاقات إيجابية مع معظم دول العالم، ولها وزنها ومكانتها الدولية المرموقة، وموقفها الأخير في تخفيض أسعار النفط العالمي أثبت بما لا يقبل الشك انها اللاعب الوحيد في الساحة الدولية في المجال النفطي وبالتالي التأثير في الإقتصاد الدولي سلبا أو إيجابا. على سبيل المثال بشأن الدعم الدولي، أكد جنرالات في الجيش الباكستاني أن أي إعتداء على السعوديه من إيران ستكون عواقبه وخيمه ولا تغتفر. وإن فكرت إيران بذلك سيتم محوها من الخارطة. وأن علماء باكستان جهزوا مايزيد عن 90 رأس نووي في حال وقوع إعتداء عالمي على الخليج. وان السفن والغواصات الباكستانيه تجوب المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأحمر وسوف تدمر أي سفينة إيرانية ترد على عاصفة الحزم. ربما تغير الموقف المعلن من قبل الباكستان تجاه السعودية بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني للباكستان، لكن ليس كل ما يعلن في وسائل الإعلام يعبر عن الحقيقة.
تصنف إيران كأحد محاور الشر عالميا، وتتسم بصفة الدولة الأولى الراعية للإرهاب الدولي. ولا تمتلك إيران أي قوة دبلوماسية بسبب سياسية الغرور والعنجهية في تعاملها مع بقية الدول بما فيها الأوربية. فقد وصف عميد الحرس محمد رضا نقدي دول الاتحاد الاوربي بأنهم " أسوأ من المواشي"! (موقع تابناك الحكومي في 3/4/2014). كما هدد نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية، العميد مسعود جزائري بأن ايران" ستحول المنطقة إلى جهنم لأميركا إذا ارتكبت أي حماقة ضدها"، هذا بعد يومين من دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني القادة العسكريين الى تجنب إطلاق تصريحات عدائية تثير التوتر في علاقات ايران الاقليمية والدولية.
تنحصر علاقات إيران الجيدة مع دول مضطربة وغير مستقرة سياسيا هي العراق وسوريا ودويلة حسن نصر الله، ودويلة الحوثيين، وعلاقات شبة طبيعية مع روسيا والصين، وهي دول لها مشاكلها الخاصة ويكفيها ما فيها من أزمات، كما إنها تمشي وراء مصالحها العليا وتتقلب في مواقفها السياسية حسب مؤشرات المزايا المتحققة، ومواقف الدولتين تجاة غزو العراق عام 2003 أبرز دليل على ذلك، بمعنى أن جانبهما لا يؤتمن مطلقا. كما إن التعنت الإيراني في الملف النووي أثار إستياء الولايات المتحدة والدول الأوربية رغم إتباع دبلوماسية النفس الطويل معها، مما إنعكس سلبا على سياستها الخارجية. وحتى الإتفاق الأخير في لوزان فهو ما يزال مشوب بالحذر لعدم ثقة الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي بجدية النظام الإيراني.
8. القناعة الشعبية والدولية بالنظام ومواقفه. تمتلك المملكة مبررات قوية في وقف الزحف الإيراني على المنطقة، فقد طوق نظام الملالي المملكة من معظم الجهات، ومحاولاته مستمرة لتأليب شيعة القطيف على النظام السعودي. والتصريحات الإيرانية كما بينا سابقا هددت المملكة جهارا بقلب النظام. فقد صرح عضو البرلمان الإيراني(علي رضا زاكاني) في شهر ايلول عام 2014 بأنه " في اليمن هناك حدث أهم وأكبر من لبنان في حال التكوين بحيث يسطر الثوار على 14 محافظة من اصل 20 محافظة يمنية وكذلك 90 بالمئة من مدينة صنعاء، وبذلك انهم قلبوا كل موازين القوى وبعد الانتصار في اليمن بالتأكيد سيأتي دور السعودي". والأهم من هذا وذاك هو شعور المواطن السعودي بأن أمنه الوطني والقومي مهددا، وهذا ما لاحظناه في موقف شيعة القطيف، فقد تغلب الإنتماء الوطني عندهم على الإنتماء المذهبي. في حين لا يشعر المواطن الإيراني بهذا الشعور، لأن أمنه الوطني في إيران وليس اليمن ولبنان وسوريا! ولا توجد قناعات داخل إيران أو خارجها بسياسة النظام التي تعتمد القمع والإضطهاد لشعبها، وعلى تصدير الفوضى والإرهاب للخارج. ما حصل في العراق وسوريا ولبنان يقدم مبررات كافية للمملكة لوقف المد الحوثي في اليمن. في حين لا يوجد غير المبرر الطائفي لنصرة إيران الحوثيين والأنظمة الدكتاتورية في دمشق وبغداد، وهو مبرر غير مقبول في السياسة الخارجية والقانون الدولي.
9. قوة الإعلام السعودي. بلا شك إن الموقف الدولي والعربي الداعم للسعودية ألقى بضلالة على توجه الإعلام بشكل عام، بإستثناء القنوات الموالية لولاية الفقيه وبعض وسائل الإعلام العراقية والسورية واللبنانية المأجورة. فإن وسائل الإعلام قاطبة تقف مع المملكة. كما إن الإعلام الإيراني بحد ذاته يعيش حالة عدم الثقة داخل إيران وخارجها. فهو إعلام متقوقع وضال لا يعبر عن الحقيقة ُ فملالي لا علاقة لهم بالإعلام أصلا، ومن خلال التصريحات المتناقضة للمسؤولين الإيرانيين يمكن أن نستشف مقدار الفوضى الإعلامية. فهم أشبه بلاعبي التنس واحد يرفع والآخر يكبس. وهذا ما يقال بالنسبة للإعلام التابع لولاية الفقه في العراق وسوريا ودويلة حسن نصر الله في لبنان، ودويلة الحوثي في اليمن، إعلام مزيف ومأجور لا يمتلك مصداقية محليا واقليميا ودوليا.
10. التضامن المذهبي، يشكل أهل السنة حوالي 90% من إجمالي نسبة المسلمين في العالم، وهذه النسبة العالية تتضامن مع السعودية لعدة أسباب منها الإصطفاف المذهبي، وكراهية التوجهات الإيرانية التي تعادي أهل السنة داخل إيران وخارجها، كراهية العرب السنة بشكل علم للعنجهية والغطرسة التي إتسم بها نظام الملالي حتى مع الشيعة من غير الفرس. كما إن الفوضى التي تركها التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، جعلت أهل السنة تنظر بعين الحذر لسياسة التوسع والإستيطان الإيراني. سيما بعد أن كُشفت الخطة الخمسية لنظام الملالي وما يسمى (بروتوكولات ولاية الفقيه) في الهيمنة على مقدرات الأمة العربية والإسلامية. ولو أعلنت السعودية باب التطوع لأهل السنة لمواجه المد الإيراني لحصل العجب العجاب.
11. الشرعية الدولية والإقليمية والمحلية. إن التهديدات الإيرانية للسعودية بقلب النظام يعطي المبررات الكافية لها للرد على هذه التهديدات الخرقاء. كما إن عضوية السعودية في مجلس التعاون الخليجي يعطيها حق الرد على أي عدوان إيراني يطال دول الخليج العربي، كما جرى في البحرين. والتحرك السعودي يأتي استنادا إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية وكذلك وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقا من مسئولياتها في حفظ سلامة الدول العربية ووحدتها الوطنية وحفظ سيادتها واستقلالها. وفي البيان الختامي لمؤتمر القمة العربية /26 عبر القادة العرب عن أملهم في أن" تؤدى هذه الإجراءات العسكرية الاضطرارية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن بقيادة شرعيتها الدستورية، والتصدي لمحاولات جماعة الحوثي وبدعم من أطراف خارجية رامية إلى تهديد أمن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي وتهديد السلم والأمن الدوليين".
وبالنسبة لليمن فقد طالب الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي مجلس الأمن الدولي بتبني " قرار حازم وملزم من أجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين الى مدينة عدن، وخشية من إستغلال تنظيم القاعدة حالة عدم الإستقرار في اليمن من أجل زيادة الفوضى وجر البلاد الى المزيد من العنف والتفكك"، وناشد الرئيس اليمني السعودية وبقية الدول العربية بمساعدته لوقف المد الحوثي بقوله " أناشد جميع الدول التي ترغب الى تقديم مساندة فورية الى السلطة الشرعية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وردع عدوان الميليشيات الحوثية المتوقع في اي ساعة على مدينة عدن". وهذا طلب رسمي وقانوني معترف به دوليا. من جهة أخرى ناشدت القبائل اليمنية ومعظمها تنتسب لأهل السنة الدول العربية والسعودية بشكل خاص لإنقاذهم من ميليشيات الحوثيين. ولا بد لفت الإنتباه إلى وجود أكثر من مليون عامل يمني في المملكة يمكن إستثمارهم كورقة رابحة للسعودية. كما ان الحوثيين لا يمثلون سوى 10% من مجموع سكان اليمن.
12. تحقيق الحلم العربي الكبير بوجود قوة عربية قادرة على كبح فرامل التمدد الإيراني في الوطن العربي، والبحث عن مارد عربي قوي يحل محل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يُجرع الخامنئي كأس السم، كما جرعه سلفه الخميني. ولا نجافي قول الحقيقة بإن عاصفة الحزم لم تكن حلم العرب فحسب بل حلم الشعب الإيراني المسحوق من قبل نظام الملالي، وهذا ما توضح في موقف عرب الأحواز ومنظمة مجاهدي خلق والأكراد والبلوش الإيرانيين من الهجوم السعودي على ميليشيات الحوثيين. إن عاصفة الحزم ستعصف بالوهم التوسعي اللإيراني، وتعيد الرشد والوعي الوطني لمن فقده. إنها البداية الصحيحه التي بلا شك تنتهي نهاية صحيحة. والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت سيما لأولئك الذين لا يرون أبعد من أرنبة إنوفهم.

1