أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
لا قيمة لأمعائهم دون سواعدنا!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 22.04.2017

حين يقرر الأسرى الفلسطينيون خوض معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، فهم لا يركنون على أمعائهم الخاوية كما يروج البعض، فما أهون وجع الأسرى على جلاديهم، وما أسهل معاقبة الأسرى المضربين عن الطعام بمزيد من الاستفزاز، كما فعل يهود منظمة "الاتحاد الوطني" الذين راحوا يشوون اللحم على مقربة من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجن "عوفر" في خطوة تفضح نفسية وعقلية الغاصبين لأرض فلسطين.
الأسرى المضربون عن الطعام يعرفون أن إنسانيتهم أضعف من مصادمة وحشية الجلاد، وهم يعرفون أن لعدوهم القدرة على تجاهل معاناتهم، وأنه يتحفز لكسرهم، ومواصلة إذلالهم، ولن يعترف لهم بأي حقوق إنسانية، وهذا ما عبر عنه أكثر من مسئول إسرائيلي ومنهم الوزير تساحي هنجبي الذي قال: إن الأسرى المضربين هم مجموعة من القتلة القساة ويحظر أن تستلم دولة إسرائيل لهؤلاء الوقحين، أما الصحفي "بن درور" فقال: لا يحصل أسرى "مخربون" في العالم على ظروف رائعة كتلك التي في السجون الإسرائيلية، ليقول الصحفي "بن كاسبيت": على إسرائيل أن تفصل في التعامل بين أسرى فتح وأسرى حماس والجهاد.
ولكن أبشع التصريحات الإسرائيلية وردت على لسان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "جلعاد إردان" الذي قال: لن نفاوض الأسرى المضربين عن الطعام، ولا نية لنا لمفاوضتهم، ولا نية لنا في تسهيل شروط أسرهم، وأضاف: لن أتحدث مع "مخربين"!!!.
فما العمل؟ هل نترك الأسرى الفلسطينيين ينهزمون أمام جلاديهم؟ هل نتركهم يذبلون ويذوون وينهون إضرابهم دون تحسين واقع الأسر؟ هل نعطي للصهاينة نصراً إضافياً على الأسرى الذي رفض أن يطلق سراحهم من خلال المفاوضات سنة 2014 مرة، ويرفض أن يحسن ظروف أسرهم 2017 مرة أخرى، كما عبر ذلك مصدر أمني إسرائيلي، صرح للقناة السابعة الإسرائيلية قائلاً: الشارع العربي لم يقدم الدعم للأسرى المضربين عن الطعام مثلما توقع مروان البرغوثي، وذلك لأن فتح منقسمة على نفسها حول أهداف الإضراب، وعليه فلا شيء يمنع من انكسار مئات المضربين، وعودتهم لتناول الطعام دون تحقيق أي هدف من أهداف الإضراب!.
إن استراتيجية الأسرى في الإضراب المفتوح على الطعام لا تعتمد على أمعائهم الخاوية فقط، ولا تثق بإنسانية عدوهم، إن استراتيجية الأسرى المضربين عن الطعام تقوم على الثقة بالشعب الفلسطيني مسنوداً من الشعوب العربية أولاً، وعلى قدرتهم في تحمل وجع الجوع ثانية، فالأسرى موقنون بأن الشعب لن يخذلهم، لأنهم لم يخذلوه، ولن يخونهم الشعب، فهم لم يخونوه، ولن يبيعهم الشعب لعدوهم بثمن بخس، فهم في الأسر لم يبيعوا مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم.
الأسرى المضربون عن الطعام يفتشون في يومهم السابع للإضراب عن النخوة الفلسطينية، ويستنهضون الوطنية لدى الشباب والصبايا، ويلقون بحملهم الثقيل على رب العباد، وعلى ظهر الشعب في رام الله ونابلس وجنين وغزة وبيت لحم والخليل ورفح وأريحا، فالشعب هو القادر على فرض إرادته على الوزير "جلعاد إردان"، وعلى الحكومة الإسرائيلية، وإجبارهم على التفاوض مع الأسرى المضربين عن الطعام، بل والاستجابة لمطالبهم العادلة، فنجاح إضراب الأسرى هو البداية لفرض الإرادة الفلسطينية، والتأكيد على الحضور الجماهيري المؤثر في القرارات السياسية.
ملاحظة: طالما لا تحدث صدامات مع الجيش الإسرائيلي على نقاط التفتيش والمراقبة، وطالما لا تقطع طرق المستوطنين، ولا تشتعل الأرض على مفارق الكرامة، فمن حق "جلعاد إردان" أن ألا يفاوض الأسرى، وأن يأوي إلى فراشة هانئاً، بعد أن يبصق على شوارب القضية الفلسطينية!!

1