انها تظل تموء بحرارة تحت المطر في الطرقات الخاويه, فيما تقفل النوافذ الواجفه الستائر في وجه الصقيع العاصف, انها تموء طويلا, ووتمسح فوق العتبات بالابواب الموصده في احكام, وترتعش.. وترتعش بلا انقطاع مثل عود الذره امام الريح, وتموء في استجداء في صوت خافت, ويغرز الليل مخالبه في جسدها المقرور, لكنها تموء بحرارة من جديد.... وتموء الى ان يتنفس الصباح!.. فليس ثمه من يستطيع قتل كلمه جيده. اننا ننظر اليها الان بقدسية كاذبه مثلما ننظر الى المقابر اللتي نعبثها اخر الليل بالقمامه.. ولكن الكلمات النابضه المد.. تبقى رغم ذلك على طول المدى, عملا خارقا, بالغ النبل والقداسه من اجل خلاص الانسان, وتخليد نضاله الدائب الطويل. وحين تنتهي غربة النهر في مقبرة البحر, يكون قد ترك خلفه ضفافا معشبة , ومراعِ , وحقولا غامره بالخير والسلام ..[خليفه الفاخري..غربة النهر.. بنغازي.. ليبيا..1994]!!