أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
183 84 85 86 87 88 891346
موجات الحر ستتواصل.. العالم يتحول إلى فرن عملاق!!
24.07.2023

حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من موجات الحر القادمة، مشيرة إلى أن العالم يحتاج إلى الاستعداد للمزيد من موجات الحر الشديدة. وضربت موجات الحر مختلف دول العالم وخصوصا في أوروبا أين تم تسجيل 60 ألف حالة وفاة إضافية هذا الصيف مقارنة بالصيف الماضي. وتتوقع المنظمة تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة مع استمرار موجات الحر التي تجتاح جنوب الولايات المتحدة وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.إسطنبول - في الوقت الذي يصارع فيه الملايين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية درجات حرارة قياسية تقترب من 50 درجة مئوية في مناطق وبلدان لم تعرف مثل هذه المستويات من حرارة الطقس سابقا على رأسها دول جنوب أوروبا، أصدرت الأمم المتحدة تحذيرا من أن موجات الحر الشديدة لا تزال قادمة.ويتزامن هذا التحذير مع محاولة إيطاليا مواجهة واحدة من أشد موجات الحر في تاريخها، ومعاناة دول أخرى بينها إسبانيا واليونان والولايات المتحدة ومصر والصين من درجات حرارة مرتفعة تهدد سلامة المواطنين.وقال جون نيرن مستشار بارز معني بدرجات الحرارة المرتفعة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن العالم يشهد نموا مستمرا في وتيرة موجات الحرارة ومدتها وشدتها.وأضاف في إفادة صحفية عقدها بمقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف أن الوضع سيستمر في التفاقم، ويحتاج العالم إلى الاستعداد للمزيد من موجات الحر الشديدة.
وأشار إلى أن حدة موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالي زادت 6 أضعاف منذ الثمانينات مع عدم وجود أي مؤشر على التراجع. وأضاف أن شهري يوليو وأغسطس هما أكثر الأشهر خطورة بالنسبة إلى موجات الحر الشديدة.وفي معرض الحديث عن خطورة موجات الحر، أشار نيرن إلى أن دراسة حديثة رصدت 60 ألف حالة وفاة إضافية في أوروبا هذا الصيف بسبب الحرارة الشديدة، مقارنة بالصيف الماضي.واعتبر أن ارتفاع حالات الوفاة جراء حرارة الطقس ينذر بخطورة الوضع في الدول التي لا تمتلك أنظمة إنذار مبكر فعالة. وتابع “أوروبا لديها بعض أقوى أنظمة الإنذار المبكر، وخطط العمل الخاصة بالصحة في العالم، لذا يمكنك أن تتخيل حجم الوفيات التي يُحتمل أن تكون على مستوى العالم”.
وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أفادت مؤخرا بأنه يمكن تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة مع استمرار موجات الحر التي تجتاح جنوب الولايات المتحدة وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وبعض البلدان في آسيا.وبدوره شدد تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في تويتر على أن أزمة المناخ “لم تعد تحذيرات، بل إنها قائمة ونعيشها الآن”.والأحد الماضي وصلت درجات الحرارة إلى 52.2 درجة مئوية في شمال غرب الصين، كما بلغت 53 درجة في وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأميركية. كما كشف المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات أن مناطق في البلاد سجلت 50.1 درجة مئوية لأول مرة هذا العام خلال يومي السبت والأحد الماضيين.
دراسة حديثة رصدت 60 ألف حالة وفاة إضافية في أوروبا هذا الصيف بسبب الحرارة الشديدة مقارنة بالصيف الماضيوأكدت تقارير ودراسات حول المناخ أن شدة الحرارة في فصول الصيف تزداد حدتها كل عام. ونشرت مجلة “ساينتفيك أميركان” في يوليو من العام الماضي تحذيرا من صعوبة فصول الصيف خلال السنوات المقبلة.
ورصدت المجلة آنذاك وصول درجات الحرارة إلى ما فوق الـ40 لأول مرة في تاريخ المملكة المتحدة، وهو المستوى الذي بات متوقعا خلال فصل الصيف الحالي في القارة الأوروبية مع درجات حرارة قد تقترب من 50 درجة مئوية في جنوب القارة.وكانت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو أعربت أثناء إطلاق موقع “هي غوف” في يوليو 2022، وهو موقع حكومي للمعلومات الخاصة بدرجات الحرارة، عن قلقها إزاء فصول الصيف المقبلة وشدة حرارتها.وقالت آنذاك “في الواقع وبالنظر إلى التنبؤات العلمية، من المرجح أن يكون هذا الصيف (2022) مع موجات الحرارة الشديدة وواسعة النطاق، هو أحد أروع وأخف فصول الصيف في بقية حياتنا”. وعلى هذا النحو سجلت دول العالم يومي 3 و4 يوليو الجاري أعلى درجات حرارة في تاريخها، مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام الماضية.وعنونت شبكة “سي.أن.أن” الأميركية أن موجات الحر التي تعاني منها دول العالم حاليا “ما هي إلا البداية”، مشيرة إلى أن وصول موجة الحر الثانية “شارون” هذا الأسبوع إلى بلدان جنوب أوروبا سيعني بداية مستويات قياسية جديدة من درجات الحرارة.و”شارون” هو اسم بحار في الأساطير اليونانية ينقل الأرواح إلى العالم السفلي، وهو تعبير يشير إلى الموت. وتأتي هذه الموجة في أعقاب موجة أولى أطلق عليها اسم “سيربيروس” وضربت إيطاليا وإسبانيا واليونان الأسبوع الماضي، وتسببت بالفعل في ارتفاع شديد في حرارة الجو.من جهتها، قالت هانا كلوك عالمة المناخ والأستاذة في جامعة ريدنغ البريطانية إن موجة الحر خلقت “فرنا عملاقا فوق البحر الأبيض المتوسط”. وأضافت في بيان أن “فقاعة الهواء الساخن التي تضخمت فوق منطقة جنوب أوروبا حولت إيطاليا والدول المجاورة إلى فرن بيتزا عملاق”، حسبما نقلت “سي.أن.أن”.
ومن المتوقع أن تقترب درجات الحرارة في أوروبا أو حتى تتجاوز الرقم القياسي للقارة البالغ 48.8 درجة مئوية المسجل في عام 2022، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية.وأعلنت خدمة أخبار الطقس الإيطالية “ميتيو.إت” أن ذروة الحرارة في البلاد ستكون في الفترة بين يومي الاثنين والأربعاء من الأسبوع الجاري، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة فوق 45 درجة مئوية في بعض أجزاء البلاد.وفي اليونان ارتفعت درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية، وهو المستوى ذاته الذي سجل في مدن إشبيلية وقرطبة وغرناطة الإسبانية، حتى منطقة نافارا الأكثر برودة في شمال إسبانيا وصلت الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية. ويمر العالم بأسره حاليا بموجة حرارة شديدة الأثر يتوقع أن تُكسر خلالها بعض الأرقام القياسية.
وبحسب خبراء المناخ لا يمكن القول إن القادم سيكون أكثر هدوءا، فمع تصاعد متوسطات درجات الحرارة عالميا لتتخطى حاجز 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، سيدخل البشر إلى عالم جديد تماما يُمثِّل نقطة تحول بالنسبة إلى المناخ والبيئة.وقالت مادلين كاف محررة “نيو ساينتست” إن هناك تحولا جذريا على وشك أن يطرأ على شكل الحياة على كوكب الأرض جرّاء ارتفاع درجات الحرارة عالميا وانتقالنا إلى نمط مناخي يُسمى “النينو”، وهو نمط مناخي يحدث في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادئ مرة كل عدة سنوات، ويتميز بارتفاع درجة حرارة سطح المحيط. وتؤدي ظاهرة “النينو” إلى تغيرات في النظام الجوي والمناخ في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك الجفاف في بعض المناطق، والفيضانات في مناطق أخرى. وأضافت أنه قد يكون عام 2024 هو العام الذي سيتجاوز فيه الاحتباس الحراري للمرة الأولى مقدار 1.5 درجة مئوية.
وتابعت “ربما لا يبدو هذا الرقم كبيرا بالنسبة إلينا، وأن ما يحدث ليس بالخطب الجلل، لكن العلماء يحذّرون من أن هذه اللحظة ستكون نقطة تحول تاريخية وعلامة فارقة في تاريخ الكوكب، ولا شك أن تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية هو دليل على فشل الجهود السياسية في التصدي لمشكلة الاحترار العالمي. وهذا لأنه قبل ثماني سنوات فقط وافقت معظم الدول تقريبا على اتفاق قانوني ملزم لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية بحد أقصى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة”.


1