أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
إقبال واسع في الإمارات على صقارة النساء!!
05.09.2021

*فعاليات أبوظبي التراثية تحتفي بحضور نسائي أوروبي من صقارات مخضرمات إضافة إلى مشاركة المرأة الإماراتية في مسابقات الصقارة بصحراء "رماح".
الفتيات الإماراتيات بتن مولعات بفنون ومهارات الصقارة. وكان هذا الاهتمام محور مؤتمر عقد على هامش مؤتمر أبوظبي الدولي للصيد. وما يبين الاهتمام بدعم علاقة المرأة بهذه الرياضة هو قيام الإمارات سنة 2018 بتخريج أول دفعة على مستوى العالم من الصقّارات.أبوظبي- شجّعت فعاليات الصيد بالصقور التي تُنظمها الإمارات على مدار العام في العقدين الأخيرين، الفتيات على تعلّم فنون ومهارات وعلم الصقارة والصيد والقنص، مما فتح الباب لمشاركتهن في مسابقات الصقارة، بعد ان سجلن حضورهن في مجال الفروسية ورياضات تراثية أخرى.و”المرأة في الصقارة”، أحد محاور المؤتمر الذي يعقد بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته القادمة، حول “مُستقبل رياضة الصيد بالصقور” بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة الذي يضم في عضويته 110 نادياً ومؤسسة معنية بالصقارة تُمثّل 90 دولة تضم في مجموعها ما يزيد عن 75 ألف صقار حول العالم.واحتفلت مدرسة الشيخ محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء عام 2018، في رماح ومنتجع تلال بمنطقة العين بإمارة أبوظبي، بتخريج أول دفعة على مستوى العالم من الصقّارات، بعد أن نجحن في إتقان الصقارة العربية وأخلاقياتها وقواعدها وفنونها العريقة. وشهدت المدرسة إقبالاً واسعاً على تعلّم فن الصقارة العربية وتقاليد العيش في الصحراء، واستطاعت أن تستقطب إلى غاية اليوم 2021 طالباً من الجنسين، منهم 1163 من الذكور و858 من الإناث.وشهد مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة الذي نظمّه نادي صقاري الإمارات أعوام 2011 و2014 و2017، مُشاركة عدد كبير من الصقّارات من مُختلف أنحاء العالم، فضلاً عن العديد من الباحثات من أوروبا والولايات المتحدة واليابان.واحتفت أنشطة وفعاليات أبوظبي التراثية بحضور نسائي أوروبي ياباني من صقارات مخضرمات وواعدات، وعلى مستوى المرأة الإماراتية شاركت صقّارات في مسابقات مهرجان البيزرة المختصة بالصقارة في صحراء “رماح”.وقال ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي للصيد والأمين العام لنادي صقاري الإمارات، ورئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، “أنّ المرأة الإماراتية شديدة الحرص على خصوصية هويتها الوطنية وعادات وتقاليد مجتمعها، والتي تُعتبر الصقارة أحد أهم ركائزها، وهي تتقدم وتقتحم كافة المجالات بثقة وقوة”.وغدت الصقارة رياضة الأسرة الإماراتية، حيث الكثير من الأسر تملك صقورا. وكان الصقر ذات يوم يُعيل الأسر، حيث كان يخرج به الرجل للقنص والمجيء بما يصطاده رزقا لأولاده مما وطّد العلاقة التاريخية بين الصقر والأسرة الإماراتية.وتواصل الطفلة الإماراتية عوشة خليفة المنصوري (8 سنوات) تألقها في مختلف المهرجانات والمعارض بثبات، مُسطّرة مسيرة حافلة بالإنجازات. وقد لمع نجمها منذ كان عمرها نحو 4 سنوات، حين شاركت في مسابقات لرياضة الصيد بالصقور وهي تعدّ إحدى أصغر الصقّارات في العالم.وظلت الصقارة على مدى قرون وحتى عهد قريب رياضة النخب الحاكمة في دول العالم، وكرّست ماري ملكة الأسكتلنديين جُلّ وقتها في ممارسة هذه الرياضة.ودخلت الصقارة إلى أوروبا عبر الشرق العربي، وفيما سبق كان الصيد بالصقور هو الرياضة الوحيدة التي تستطيع نساء القرون الوسطى المشاركة بها. كما وصلت الصقارة إلى اليابان منذ حوالي 2000 عام، وكان الصقار الأول في اليابان كوري الجنسية، ومنحه الإمبراطور آنذاك زوجة يابانية كي يُشجعه على البقاء، فتعلمت زوجته استخدام الصقور في الصيد، فكان أول صقار ياباني امرأة، وتلتها امرأة أخرى، ثم انتقل فن الصقارة إلى عدد كبير من الرجال في اليابان.واستنتج علماء آثار من جامعة كاليفورنيا، في دراسة لهم نُشرت في أبريل 2021 بمجلة ناشيونال جيوغرافيك الصادرة بالفرنسية، أنّ ما بين 30 و50 في المئة من صيادي الطرائد الكبيرة في العصور القديمة كانوا من النساء على العكس من الاعتقاد السائد بأن الرجال في عصور ما قبل التاريخ كانوا يصطادون بينما كان النساء يجمعن النباتات ويعتنين بالأطفال.تقول ديانا دورمان – والترز من جمعية “المستشارون الدوليون للحياة البرية – المملكة المتحدة” إنّ الصقر المدرب بشكل جيد كان طيرا عالي القيمة، وهو أفخر هدية كان يُمكن تقديمها في العصور الوسطى.أما الصقارة الهولندية تولا ستابرت فتقول “كان لدينا إبّان العصور الوسطى في هولندا فضاء كاف، لكن ورغم أن الفضاء لم يكن يمثل مشكلة، فقد مورست الصقارة على نطاق ضيق فقط. ما نريده هو فضاء أوسع وصقارة شرعية ومزيد من فرائس الصيد من أجل الحفاظ على الصقارة باقية في المستقبل. وسنظل نحلم على الدوام بطيران حر”.سعيد زرقاني أحد مؤسسي جمعية الصقارين العراقيين قال إن والدته حمدة حسين (82 عاماً) كانت تقنص معه ومع والده على مدار 28 عاما، وكانت صقارة تصيد الصقور وتدرّبها، “فأنا من أسرة ورثت الصقارة جيلا بعد جيل”.وأكد أن هناك صقارات عراقيات ولكن ما زلن يجدن إحراجاً في تسجيل أنفسهن ضمن جمعيات الصقارة، على الرغم من أنّ جمعية الصقارين العراقيين ليس لديها أدنى مشكلة في تسجيلهن وإعطائهن “هوية”، لكن العادات والتقاليد ربما تقف حائلا ضدّ ظهورهن إلى العلن، وهذه مشكلة في العراق وأغلب الدول الخليجية.


1