يواجه مدرس رياضيات في مدينة بياليستوك البولندية هجوما حادا بسبب واجب دراسي إستخدم فيه قارب لاجئين لحث طلابه على حل مسألة حسابية. وتضمن السؤال الذي طرحه غيرزيغورز نويك: «كم لاجئاً سورياً يجب رميهم من على متن القارب لكي يبقى طافياً حتى يبلغ اليونان». وسرعان ما إنتشر الخبر، ومعه السؤال، بعد أن نشرت إحدى أمهات التلاميذ دفتر ابنتها على مواقع التواصل الاجتماعي مبينة عناصر المسألة الحسابية كما يلي: «أربعة لاجئين من سوريا يرغبون بالتوجه إلى اليونان على متن طوف خشبي يبلغ عرضه متراً في مترين بسمك 20 سنتمتراً ويحتمل 800 كيلوغرام للمتر المربع الواحد .احسب عدد اللاجئين الذين يجب رميهم من على القارب إن بلغ وزن كل واحد منهم 60 كيلوغراماً». وبعد تعرضه للمساءلة من قبل مسؤولين في المدرسة برر نويك سؤاله بالقول أنه كان مزحة هدفها جذب إنتباه الطلاب غير المهتمين بقطعة خشب تطفو على سطح المياه. إلا أن الوالدة التي نشرت صورة العملية الحسابية لم تجد تعبيرا يليق بهذه ”المزحة” وقالت: «لا يمكنني العثور على كلمات لوصف ما أشعر به تجاه هذا» . وتعرض نويك لإنتقادات حادة من ناشطين بمؤسسة « نورمال بياليستوك» وهي مؤسسة حقوقية تدعم التعدد الثقافي، معتبرين أن هذا التصرف يحمل إساءة واضحة للمهاجرين. كما أوضحت إحدى الناشطات وتدعى آنا مييرزينسكا، أن فكرة الترويج لرمي أشخاص من على متن قارب تشكل بحد ذاتها تشجيعا على عمليات القتل. وأضافت: ”هذا السؤال اختبار له نوع من المعنى الضمني، حيث يطرح فكرة مفادها: كم من الناس يجب أن يموت بحيث يمكن للآخرين البقاء على قيد الحياة؟ أنه ببساطة سؤال قتل.”وأثار إنتشار الواجب الحسابي رد فعل غاضب من قبل الأهالي وقال أحدهم: ”هذه طبيعة حساسة للقضية تظهر في ازدراء لا يصدق للحياة البشرية». وقالت نائب مدير المدرسة إلزبيتا ستزيوك أن المعلم إستلم انذار نهائي، وأن إدارة المدرسة: «سوف تنهي تعاونها معه على الفور اذا حدث ذلك مرة أخرى، فالمعلم إعتذر عن ما قام به». وكانت المنظمة الدولية للهجرة أعلنت هذا الشهر أن عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط ارتفع لأكثر من 3000.وقال المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان إن نحو 3103 أشخاص فقدوا حياتهم لأنهم عبروا إلى أوروبا في ظل طقس سيئ، أو لأن المهربين استخدموا قوارب مكتظة بالركاب وفي حالة سيئة!!
مدرس يسأل تلاميذه في واجب حسابي «كم لاجئاً يجب أن نرمي من القارب حتى يظل طافياً؟»!!
15.11.2015