أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
جبران ينتظر تدفق زواره في شمال لبنان!!
06.05.2016

بيروت – يعتبر شهر أبريل بداية موسم زيارة بلدة بشري التاريخية في شمال لبنان، مسقط رأس الكاتب العالمي جبران خليل جبران وتضم متحفا خاصا به في دير مار سركيس، وقد استوحى العديد من الكتاب والشعراء وحيهم من طبيعة بشري المرسومة بريشة إلهية.ويمثل متحف جبران خليل جبران معلما ثقافيا تحتضنه الطبيعة الجبلية الخلابة لبلدة بشري في أعالي شمال لبنان، وتحديدا في وادي “قاديشا” الذي يعدّ من أعمق أخاديد لبنان، ويبعد 120 كم عن العاصمة بيروت.بشري وجبران توأمان، إذا ما ذكرت الأولى خيّل إليك الثاني والعكس صحيح، فجبران خليل جبران إرث هام لبشري ولبنان والعالم. كان شاعرا وكاتبا ورساما في نفس الوقت، كتب الكثير من الكتب والمدونات والمخطوطات باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.وعاش جبران معظم حياته في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن كانت وصيته بأن يدفن في لبنان، بعد وفاته يوم 10 أبريل 1931 في نيويورك، نقل إلى صومعته القديمة في بشري، التي قضى فيها معظم طفولته، والتي عرفت لاحقا بمتحف جبران.وكانت شقيقة جبران قد اشترت المبنى بناء على وصيته ليُدفن فيه، وذلك لقيمته الروحية القيّمة، إذ كان مكانَ خلوة القديس سركيس في القرن السابع، وتهتم به حاليا “جمعية أصدقاء جبران”.ويبدو المتحف الذي تأسس عام 1935 عالما فريدا قائما بذاته، وزيارة واحدة إليه لا تكفي بل إن كل زيارة تبدو كأنها الأولى، لأن الأفكار والأحاسيس والرؤى التي يختزنها الزائر تدفعه إلى العودة مجددا.ويرتفع المتحف نحو 1500 متر عن سطح البحر ويتميز بطبيعته الرائعة، ومناظره الساحرة التي تعكسها اللوحات الموجودة بداخله.ويصعد الزائر إلى المتحف الذي يتألف من 16 غرفة، على درج مرصوف بالحجارة الصفراء والبيضاء، ويمر هذا الدرج تحت صخرة كبيرة جدا، وفي وسطها مغارة لا تشاهد سوى من بعيد.„اللافت في لوحات جبران الفنية ارتكازها على جمال طبيعة المكان ومناظره الساحرة، وهي في معظمها لا تحمل توقيعا ولا تأريخا“وتتوزع الغرف ذات السقوف المنخفضة والمساحات الضيقة على ثلاثة طوابق تتعاقب في أدراج لولبية، وتؤدي في النهاية إلى المغارة التي شاء جبران أن تكون مثواه الأخير. وفيها سجّي وإلى جانبه مرسمه وطاولة الكتابة التي كان يستعملها، وكذلك كرسيّه الخاص وسريره الصغير الذي يدل على قصر قامته.ويقرأ الزائر قرب القبر كلمات حفرها جبران بنفسه على خشبة أرز، تقول “أنا حيّ مثلك، وأنا الآن واقف إلى جانبك، فاغمضْ عينيك ترَني أمامك”. وفي إحدى الغرف وضعت مكتبتان كبيرتان إحداهما تضم مؤلفات جبران باللغتين العربية والإنكليزية. وهناك أيضا دفاتر بخطه عليها “خربشات” وأفكار وكلمات، وإذا أراد الزائر قراءة جبران يمكنه أن يستعير الكتب من المكتبة.أما لوحات جبران الفنية، فاللافت فيها ارتكازها على جمال طبيعة المكان ومناظره الساحرة، وهي في معظمها لا تحمل توقيعا ولا تأريخا، ويمكن تفسير هذا بما كتبه في إحدى المرات “لوحتي أنّى وُجدت ستُعْرَف أنها لي”. ومن أكثر لوحاته تعبيرا عن الألم الإنساني لوحة “أسرة الفنان الوردية”، وتتجلى فيها مأساة فقدان شقيقته سلطانة وشقيقه بطرس بمرض السلّ، وبينهما والدته التي توفيت بمرض عضال أيضا، ممّا انعكس على رسومه وفلسفته وأفكاره.ومن حجرة إلى أخرى وبين ممر وآخر، حيث يمنع التقاط الصور الفوتوغرافية، تحضر صور المشاهير الذين عاصرهم جبران وتأثر بهم من النحات الفرنسي رودان إلى طاغور إلى ماري هاسكل إلى أمين الريحاني إلى مي زيادة إلى أمه وأخته سلطانة إلى يونغ الذي رسمه هو بريشته إلى لوحات كتاب النبي (تحفة جبران التي ترجمت إلى لغات عدة وكانت قد حملت رسالة إلى العالم).وتم توسيع هذا المتحف في عام 1975 و1995 وهو يحتوي على 440 لوحة ورسومات ومخطوطات أصلية له، كما يحتوي المتحف على أدوات استعملها جبران خلال حياته في الولايات المتحدة.إن أول ما يلاحظه زائر المتحف تمثال نصفي لجبران بعلو مترين للفنان رودي رحمة من أبناء بشري تحيط به بركة ماء. وبحسب القائمين على متحف جبران، يزوره سنويا ما بين 50 و60 ألف زائر بين لبنانيين وعرب وأجانب، مؤكدين أن متحف جبران يعتبر واحدا من المتاحف القليلة في العالم الموجودة في الجبال والمحفورة بالصخر!!


1