تتواصل في مدينة الرباط، بين 21 من إبريل الجاري إلى غاية الـ30 منه، الفعاليات الفنية لتزيين واجهات البنايات برسوم غرافيتي. وهذا الحدث الفني، المنظم في إطار مهرجان “جدار”، يحتفي في دورته الثالثة بالتعددية الثقافية في قلب الفضاء العام، عن طريق تزيين جدران العاصمة بلوحات عملاقة، مستوحاة من ثقافات عدّة، وإحياء للتراث الشعبي التاريخي والمعاصر.وأكد المدير الفني للمهرجان صلاح مالولي أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو تقريب فن الرسم من المواطنين، وإخراجه من المعارض إلى الفضاء العام، باعتباره فنا ينتمي إلى باقي فنون الشارع، مردفا أن منظمي المهرجان يسعون إلى ترسيخ هذه الثقافة العالمية في المغرب، والتي ولدت في الشارع.وعلى امتداد عشرة أيام، سيقوم عشرون فنانا من المغرب وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وكولومبيا ورومانيا وأوكرانيا ومصر والمكسيك بتحويل اثني عشر جدارا في العاصمة الرباط إلى لوحات فنية، بما فيها جدران الأحياء الشعبية.وخلافا لدوراته السابقة، إذ كان يخصص جدار واحد لعدد من فناني الشارع، ستضع إدارة “جدار” منتزه التزلج “سكييت بارك”، في كورنيش الرباط، بكامله تحت تصرف رسامي الغرافيتي، وسيتم تزيينه من قبل ما يقارب ستة فنانين مغاربة شبه محترفين، بقيادة الفنان الإسباني أنطونيو ماريست.وسيكون جمهور المهرجان على موعد من أجل الاستمتاع بمتابعة جميع مراحل “الغرافيتي كونكسيون”، التي تجمع فنانين من المغرب بفنان مصري. وتتخلل التظاهرة لقاءات ودروس احترافية مفتوحة في وجه الجميع.وتمكنت مدينة الرباط منذ إطلاق مهرجان جدار سنة 2015 من احتلال مكانة ضمن المدن التي يحلو فيها العيش لفناني الجداريات، حسب تصنيف الموقع المتخصص في المستجدات الفنية أرتسي، مكنها من مضاهاة عدد من الحواضر العالمية الكبرى، خاصة في هونغ كونغ ولوس أنجلوس وملبورن.يذكر أن فن الغرافيتي، الذي كان في الأصل حركة احتجاجية، ليس وليد اليوم، إذ يعود ظهوره إلى بداية سبعينات القرن الـ20، حيث كان شباب منحدرون من الأحياء الفقيرة بنيويورك في الولايات المتحدة يحاولون التعبير عن وجودهم من خلال فرض كتابة أسمائهم على الشاحنات وعلى عربات الميترو وجدران المدينة.وخلال العقد الأخير، أصبح فن الغرافيتي، الذي ظل طويلا يعد عملا تخريبيا، عملا فنيا كاملا، إلى جانب فنون أخرى من قبيل الملصقات والفسيفساء في إطار فنون الجداريات.!!
المغرب : الغرافيتي يحوّل جدران مدينة الرباط إلى بانوراما فنية!!
24.04.2017