قبل أربع سنوات قرر محافظ بيت لحم جبرين البكري تشكيل لجنة التكافل الاجتماعي في المحافظة لتقديم المساعدات بشكل عام للسكان المحليين، وسريعًا انبثقت عن اللجنة «تكية ستنا مريم» لدعم الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك، وحتى على مدار العام فيما لو توفر الدعم المطلوب. وقال معتز مزهر أحد مسؤولي التكية إن البداية كانت صعبة جداً وذلك لعدم توفر قاعدة بيانات حول أوضاع الناس في بيت لحم، لكن الأعوام التي تلت ذلك وبمساعدة من الشؤون الاجتماعية ولجنة زكاة بيت لحم ورعاية اليتيم ازداد عدد المستفيدين من التكية ووصل إلى أربعة آلاف مستفيد من العائلات المعوزة والفقيرة.واستوحيت الفكرة من تكية سيدنا ابراهيم في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية التي تعمل على مدار العام لإطعام فقراء المحافظة الجنوبية. وبدأت التكية منذ العام الماضي تقدم الطعام للفقراء ليس فقط في شهر رمضان المبارك، وإنما على مدار العام يومين اسبوعيًا هما الاثنين والخميس من كل أسبوع، وهو ما ينعكس إيجاباً على العائلات المستفيدة.ويتبرع بشكل متواصل للتكية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومجلس الوزراء والأجهزة الأمنية الفلسطينية ومحافظ بيت لحم ورجال الأعمال في البلدة، بالإضافة إلى أفراد من»أهل الخير»، حتى أن أطفالاً كثرين من بيت لحم تبرعوا بحصالاتهم الشخصية لصالح التكية ودعم الفقراء في بيت لحم. وتمتد مساعدات «تكية ستنا مريم» إلى المستشفيات الفلسطينية في بيت لحم وتحديداً لمرافقي المرضى الذين يدفعون المواصلات والطعام الخاص بهم خلال مرافقتهم للمرضى وهذا يزيد العبء عليهم، فتقوم التكية بتوفير الطعام لهم طوال شهر رمضان. كما تساعد الشركات الوطنية الفلسطينية خاصة الكبيرة منها بتوفير وجبة السحور عبر التكية تحديداً في ليلة القدر، أي السابع والعشرين من شهر رمضان لآلاف الصائمين في المدينة، وبدأت التكية بتوفير ذلك من العام الماضي وسيتواصل ذلك خلال شهر رمضان المقبل. وتقدم تكية «ستنا مريم» وجبة من الأرز مع الدجاج أو اللحم، بالإضافة الى الخضار والفواكه حسبما يتوفر، فيما يقوم عدد من الشباب المتطوعين بتنفيذ العمل في التكية وبالتنسيق الكامل مع مؤسسات المجتمع المدني التي توفر للتكية في بعض الأحيان عدداً من المتطوعين للعمل خلال شهر رمضان. ولا يفرق المتبرعون من مسيحيين ومسلمين خلال تبرعهم للتكية ولا يسألون إلى أين ستذهب الأموال، خاصة وأن الهدف الرئيسي هو مساعدة الغير وتقديم كل دعم ممكن للعائلات الفلسطينية المحتاجة أيًا كانت. كما أن التكية تعتمد على آية و»أما السائل فلا تنهر» وبرغم وجود المسح الاجتماعي إلا أن كل من يصل إلى التكية طلبًا للطعام، يحصل عليه بكل سهولة. واستعداداً للشهر الفضيل، افتتحت التكية من جديد بمشاركة محافظ بيت لحم، وكذلك رئيس البلدية المحامي أنطون سلمان، والفنان الفلسطيني نجم آراب آيدول يعقوب شاهين والكثير من المسؤولين في المدينة. وفي سياق متصل أكدت بلدية رام لله مع دخول إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يومهم الأربعين، على أن دعم وإسناد قضيتهم هو الأولوية الوطنية الأهم في هذا الوقت العصيب، وأن الاسناد الشعبي لأهالي ذوي الأسرى الذين يعتصمون في ميدان ياسر عرفات لإيصال صوت الأسرى هو استحقاق يهدف لتركيز الجهود على قضيتهم العادلة. وأعلنت بلدية رام الله عن إلغائها احتفالية إنارة فانوس رمضان التي تقوم بتنظيمها سنويا في ميدان ياسر عرفات كجزء من مسؤوليتها في مشاركة سكان المدينة احتفالاتهم الدينية تكريسا لروح المواطنة فيها، التي كان من المقرر تنظيمها مساء اليوم الجمعة الموافق السادس والعشرين من مايو/ أيار الحالي، كما أعلنت عن تعليق كافة الفعاليات والأمسيات الرمضانية والمظاهر الاحتفالية التي كانت مقررة.وختمت البلدية بيانها بالقول «ليس أفضل من شهر رمضان كي نكون جزءاً من معركة صمود الأسرى، ولتكن جهودنا وصلواتنا وصيامنا من أجلهم ولأجل نصرهم القريب».!!
بيت لحم..فلسطين : ..تكية «ستنا مريم» في بيت لحم: مسيحيون ومسلمون في خدمة فقراء المدينة!!
26.05.2017