أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41344
بيروت: الألوان تحول منطقة عشوائية إلى لوحة فنية في لبنان!!
23.06.2017

لعبت الألوان في منطقة الأوزاعي بالعاصمة اللبنانية بيروت دور البطولة في تحويل حي أرهقه الإهمال والبناء العشوائي على مر السنين إلى لوحة فنية أدخلت السعادة على السكان وجلبت شرائح واسعة من السياح إلى مكان لطالما أحجموا عن زيارته.ويعود الفضل في هذا التحول إلى عياد ناصر (47 عاما) ابن المنطقة الذي أطلق مبادرة تحسين الأوزاعي وإضفاء البهجة عليها ودعا زملاءه من مختلف دول العالم إلى مشاركته في هذا المشروع.وبدأت القصة في العام الماضي بعد أن استفز مشهد النفايات المتكدسة في الشوارع بيروت ناصر الذي يعمل في المجال المعماري، فقرر إطلاق مبادرة لجمع النفايات واستخدامها في صناعة لوحات ومجسمات فنية. وشرع في الاتصال بفنانين لبنانيين للمشاركة لكن معظمهم رفض فقام بمراسلة عدد من الفنانين ورسامي الغرافيتي حول العالم فتطوع 14 فنانا من مختلف أنحاء العالم من أميركا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وروسيا والبرازيل وهولندا وفنزويلا وإيطاليا والدنمرك وكوستاريكا. وكان من بين هؤلاء فنان الغرافيتي العالمي المتخصص في فن الشارع ريتنا.وقبل مباشرة العمل انفرجت أزمة النفايات وجرى رفعها من الطرقات، فحوّل ناصر المبادرة إلى عملية تجميل لأحياء مختلفة من بيروت اختار من بينها مناطق الأشرفية والكولا وفسوح وبرج حمود والأوزاعي عبر إبراز جمالية الأبنية وطلائها وتزيينها بالرسم الغرافيتي.وشرح ناصر بحماس “اشتريت حقوق 12 لوحة عالمية وبدأ الرسامون العالميون برسمها على جدران أبنية سكنية في الأحياء بعد نيل موافقة السكان والجهات الرسمية المختصة”.ووفقا لناصر، بدأ العمل بالأوزاعي تحت اسم أوزفيل لإعادة ثقة الأهالي في أنفسهم ومنطقتهم “واستطعنا أن نغير شيئا من حياة السكان وشرعنا أبواب المنطقة أمام السياح، وحولناها من منطقة مهملة إلى جاذبة للنشاط التجاري والاستثماري”.وقالت الحاجة أم حسن حمادي التي تقطن في الأوزاعي منذ 40 عاما “تغير المنظر الكئيب وصارت بناياتنا تضج بالحياة وتملؤها الألوان.. صار أحفادي يحبون الخروج للعب خارج جدران البيت”.أما عامل الدهان محمد فقد سمع عن المبادرة من التلفزيون وقال “آمنت بالرجل واتصلت به وها أنا أعمل معه في دهان الأوزاعي وأقنعت 11 من زملائي بالعمل في المشروع. فخور بما نقوم به”.والآن صار بالإمكان ملاحظة وجود سياح أجانب في أزقة الأوزاعي، فالمنطقة التي عرف عنها كره أهلها للأجانب وبعمليات خطفهم ها هي اليوم تستقبلهم.وقالت سائحة تدعى مانو بورو “كانوا ينصحوننا في بلادنا بعدم الذهاب إلى هذه الأماكن لكننا طلبنا من إحدى وكالات السياحة اللبنانية تنظيم رحلة للأوزاعي”.ويكمل صديقها ليو فورسن “ما شاهدته جميل جدا. لم أكن أتصور أن منطقة كهذه مصنفة خطرة علينا يمكن أن تتحول إلى معرض شارع جميل. سوف أحكي لأصدقائي وأنصحهم بزيارة الأوزاعي”. أما صديقتهما لوسيل كوشي فتشير إلى التشابه بين الأوزاعي وأماكن أخرى زارتها وتقول “أماكن كانت مهمشة وبفضل مبادرات التجميل الشعبية أصبحت على لائحة السياحة العالمية. أتمنى أن تبقى مناطق شعبية بعد التجميل لا أن تتحول إلى منتجعات فاخرة مخصصة للأغنياء”.!!


1