صباح كل جمعة وحتى تستقر الشمس في كبد السماء، تظهر سحابات تجمعات كبيرة من المصريين الساعين للشراء والبيع في سوق “التونسي” الشهير بالقاهرة.“التونسي” القابع في مكان مفتوح يمتد في نطاق نحو 4 كيلو مترات، يبدأ في منطقة السيدة عائشة جنوبي القاهرة وينتهى عند جسر يحمل اسم السوق ذاته، وينفرد بأنه الوحيد بالعاصمة لبيع الزواحف والطيور الجارحة والحيوانات.وإن أخذ السوق المزدحم بأعداد كبيرة من المصريين، شهرته من أسعاره الرخيصة، وبيع الحيوانات والطيور والزواحف، إلا أن حركة البيع والشراء فيه تضم أيضا ألواناً أخرى من الحياة، وفق جولة مراسل الأناضول.فالسوق المفتوح يهرع الباعة إليه في أوقات مبكرة لحجز أماكنهم المعتادة أسبوعيا في شوارعه الممتدة، أولها لبيع الدواجن والأرانب، تليها الغلال، وغير بعيد منها الحيوانات والزواحف والطيور الجارحة، ويجاورهم أسماك الزينة، ثم طيور الحمام، وبجوارهم مكان لبيع الملابس، وآخر للكلاب، وأخيرًا جزء يهتم لبيع الأثاث والأدوات المنزلية.في هذا السوق وأمام صندوق زجاجي كبير مقسم إلى عدة فقرات، يمتلئ بزواحف أبرزها الثعابين والتماسيح، يقف الثلاثيني فارس الفيشاوي، يمارس تجارته التي يبلغ عمره فيها 10 سنوات منها 3 سنوات هواية اقتناء وتربية.ويتحدث الفيشاوي عن بضاعته قائلا “أبيع الزواحف أمثال الثعابين غير السامة، والتماسيح، والسلاحف”، مشيرًا إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر شراءً للحيوانات.وبالحديث عن أنواع الثعابين بالسوق، أوضح أن هناك 37 نوعاً من الثعابين وما يتم عرضه داخل السوق غير مؤذٍ للإنسان، أبرزها ثعبان أبو الصيور، والأرقم، وأبو العيون، والبسباس، وجميعها غير سامة ومتوسط أسعارها يبلغ 100 جنيه (نحو 5 دولارات أمريكي).أما بخصوص التماسيح، فمحافظة أسوان جنوبي مصر، هي المصدر الرئيسي لهذا النوع من الزواحف، حيث يتم جذبها من بحيرة ناصر شمالي أسوان، ويكون طول الواحدة منها 25 سم، وسعرها يبلغ نحو 150 جنيهًا ( نحو 8 دولارات)، وفق حديث البائع.ولفت إلى أن السلحفاة المصرية من أفضل الزواحف رواجًا بالسوق، حيث يتراوح سعرها ما بين 100 و200 جنيه ( نحو 5 و10 دولارات)، وهناك السلحفاة السودانية وتدعى “سولكاتا” ويصل سعرها إلى 500 جنيه (نحو 27 دولارا).على مقربة من تجارة الزواحف، يقف الأربعيني، حسني الشبراوي، بتجارة أخرى رائجة وهي بيع الطيور الجارحة.يقول الشبراوي: “أعرض مجموعة من الطيور الجارحة أمثال الصقور والبوم، يتم اصطيادهما من الصحراء والمناطق الزراعية”.“البوم” لم يلق الرواج بين المشترين، رغم أن تكلفته لم تتجاوز الـ 70 جنيهًا (نحو 3 دولارات)، وفق البائع الأربعيني.غير أنه يؤكد أن صقر الشيراص المصري أكثر الطيور مبيعًا، حيث تبدأ أسعاره من 50 جنيهًا (نحو دولاريين) وحتى 500جنيهًا (نحو 27 دولارا)، ويتم اقتناؤه في المنزل.وأسعار الصقور بهذا السوق رخيصة مقارنة بأسعار مرتفعة تتجاوز ألاف الجنيهات لصقور مستوردة، وفق مراسل الأناضول.على مسافة لا تقل عن 500 متر، يظهر بالسوق تجمعات لبيع الكلاب بأنواع مختلفة مثل “جيرمن”، و”هاسكي” و”لابرادور”.الأربعيني، يوسف مندور، يمتلك معرضًا لبيع الكلاب بالسوق، يقول: إن “أكثر الكلاب انتشارًا هو جيرمن حيث يتراوح سعره من 600 جنيه (نحو33 دولارا)، وحتى 100 ألف جنيه (نحو 5500 دولار).
ويضيف “مندور” أن هناك أنواعًا أخرى، تأتي في المرتبة الثانية، ومنها (الهاسكي) وتبدأ أسعاره من 4000 (نحو220 دولار)، ويليه الجولدن الذي يتراوح مابين 1500 ( نحو80 دولارا) إلى 2500 جنيه (نحو 140 دولارا).ويقول إن كلب روت فيلر، الذي يسخدم في التأمينات والحراسة، تبدأ أسعاره من 2000 جنيه (110 دولارات).رغبة في الشعور بالقوة، أو فضولًا للاقتراب من عالم المفترسات، أو التباهي الاجتماعي، كل هذه الأسباب متصلة أو منفصلة، دفعت البعض للقدوم لهذا السوق، وفقًا لأراء شباب استمع لها مراسل الأناضول هناك.
علي حسين شاب عشريني، وجد غايته في شراء تمساح صغير لاقتنائه في منزله، لمعرفة هذا النوع من الحيوانات عن قرب، بالإضافة إلى أنه سيعطي منظرًا جميلًا بداخل مسكنه.فيما تتسابق سيدات على شراء الكلاب وخاصة الشرسة منها، وذلك للحراسة وتأمين المسكن.وسوق التونسي، وفق تقارير صحفية مصرية، يعرف بمكانه جنوبي القاهرة منذ 15 عامًا قبل أن يشهد قبل نحو 7 سنوات حريقا ضخما، وسط أحاديث حكومية حالية عن التوجه لإنشاء سوق بديل منظم بتمويل حكومي لمواجهة العشوائيات التي يحدثها السوق، بحسب تصريحات حكومية ظهرت في 2016 وتكررت العام الحالي أيضا.!!
سوق “التونسي” في مصر.. مساحة مفتوحة لبيع التماسيح والسلاحف والصقور!!
27.08.2017