بيروت – فقدت اللبنانية نسرين أكيوز في عمر عامين ساقها اليمنى برصاصة طائشة، لكنها بعد أكثر من 20 عاما عزمت على مواصلة مسيرتها في التدريب الرياضي.وقالت أكيوز -وهي طالبة دراسات عليا في مجال التغذية الرياضية- وهي جالسة في صالة الألعاب الرياضية حيث تتدرب للحصول على شهادتها إن الدافع المحفز لها هو ساقها المبتورة. وكانت تقف في شرفة منزل عائلتها الصيفي في وادي البقاع عام 1992 عندما أصيبت برصاصة طائشة أُطلقت للاحتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات اللبنانية. ولا تتذكر الكثير عن الحادث باستثناء الأشهر التي أمضتها بعده في المستشفى.وعندما كانت طفلة لم تدرك أكيوز أن ساقها الاصطناعية هي التي تمكنها من الوقوف حتى اضطرت إلى خلعها والعيش بدونها لفترة عندما أصيبت بكسر في فخذها في سن الحادية عشرة.وقالت اللاعبة البالغة من العمر 28 عاما “كان عمري 11 سنة حين تعرضت لكسر في رجلي في نفس منطقة الإصابة، حينها عرفت أنني سأكون عاجزة عن ممارسة بعض الرياضات، وعلمت أن حركاتي محدودة”. لكن أكيوز تدربت خلال العامين الماضيين بشكل صارم لموازنة القوة في ساقيها.وأوضحت “أمارس الرياضة منذ عامين ودافعي هذه الساق المفقودة، أعمل كل ما في وسعي حتى لا يكون هناك فرق بين السيقان الطبيعية والسيقان الاصطناعية”. وأضافت “في السابق كان أقصى ما كنت أمارسه من رياضة هو استخدام جهاز المشي”.ولم تلق أكيوز قط باللائمة على أي شخص بعد فقد ساقها، لكنها تشعر بالحزن لأن الرصاص الطائش لا يزال يصيب الناس. وقالت “حقيقة لم ألق باللائمة على أحد بسبب ما حصل معي، لكنني أشعر بالقهر عندما أجد أنه إلى الآن لا يزال هناك أشخاص يعانون مثلي للسبب ذاته الرصاص الطائش، أرى أن هذا الأمر لا يتطلب جهودا فردية للتوعية به بل قرارا سياسيا، يجب معاقبة من يطلق النار”.وفي حين أن هناك جهودا لاحتواء إطلاق الرصاص خلال الاحتفالات في لبنان، لا يزال هذا الأمر واسع الانتشار وأدى إلى سقوط قتلى في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة.
لبنانية تواصل مسيرتها الرياضية دون ساق !!
28.06.2018