أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
اعتراف لا يخاف!!

بقلم : أحمد عبد الرحمن جنيدو ... 27.06.2010

1
قالت أحبك،
واختفت خلف الظلام شموعها
في لحظة ما،
قلت: موعدنا الخريفْ.
ألقاك في أيلول ضاحكة،
أراك على اصفرار الخوف،
آتي فاتحا لغة الرصيف.
قالتْ: أحبك ،وانتهى ذاك الأنين،
يدي مسارح لهفتي
تشتاق قبل قصيدتي
نجواك من عزف النزيف.
قالت أحبك :
والتراب يطالع الأخبار من شفتي
تكلّم صاحبي عن ذاته....
واستغرق الموت البطيء عبادتي
واستهلك الجرح اللذيذ طفولتي
سقط المسافر في تمام
الساعة الأولى من الإقصاء
في زمن مخيفْ.
-2-
قالت أحبك :
أيّها البشريّ، والروحيّ
قلت أخاف منك
تكالبتْ أشواقنا ،غاصت ْعواطفنا
وقبلتنا امتداد للضياءْ.
لا تفتحي صندوق هذا الوقت
تأخذني مراياك الجميلة
لا أتوب ،ولا أموت من البقاء.
هاتي فصول الحلم مولاتي
مغنّي الفجر لا يأتي قرابة عامنا الخمسين
أو يأتي وراء.
فاستيقظي، هذا الصراخ صراخ سجن الأبرياء.
قالت أحبك يا فتى،
قالت: أحبك ،وانصرفنا للبكاءْ.
-3-
تدرين كم عانيت من أيلول؟!
يا صوت المواويل القديمة
أمنا في موقف حرج
تبيع دفاتر التاريخ
حتى تشتري أوهامها.
حين الصلاة تكون بين يديك
سوف أحب موتي مرّتين
أطارد الأطياف
أستلقي على ظهري
تحارب مهجتي آلامها.
ملعونة ذات العيون الحور
حين تعاتب الليل البعيد
ولا تعيد الحبر من دمنا
تخاف، تخونها أيّامها.
-4-
قالت: تعال ،وفي الفضاء مدينتي
أنت الذي يختار فلسفة الأنين.
فتراب وجدي شجرة للعابرين.
احذرْ ظهور اللحن
من ثغر الجنين.
إن العويل مصابنا
ومصابنا عرف السنين.
قالت: تعال
وخذ ْصباحي قبل تشرين المعرّي
قبل رَكْبِ اللاهثين.
يا سيّد العشّاق يا وطني الأخير
سمعت صوتك قادما ً
من عمق أعماقي
رأيت بسحنة الوجه الطفولةَ والعراقة،
قل: ستأتي بعد حين.
هذا الفؤاد فضاؤه النسيان ،يلفحه الحنين.
-5-
قالت: أحبك
وانكفأنا نرتجي الأوجاع عنوانا
لنحبو خلف آثار الدليلْ.
أنت السكينة فاحتويني
واستعاب جراحك الرجل الفتات
تبارك الحسن الإلهيّ الجميل.
ألمي يغازلني
أراك رؤى حبيب مستحيلْ.
-6-
قالت: أحبك، والتقينا في الهمومْ.
لم ندر أين لقاؤنا؟
ومتى تصافحنا على سرج الغيوم.
قالت: أحبك يا صغيري
إن أعراف البقاء دم يطير
ويملأ الأكواب من تلك الكروم.
عاد المهاجر من نخاعي ،واستفاض،
أشار نحوك كي يقول:
فمي ملاذ الزهر
قبّلني وسافرْ
دربك الناريّ يختار النجوم.
فحملت بعض جوانحي كحقائبي
وجعلت كلّ حوائجي بمخالبي
وعبرت ميلاد البداية
إنني أحببت يوما
والفراغ هنا ،هناك
أنا الذي عشق الملاك بيقظتي
وشربت أصناف السموم.
قالت: أحبك
واعترفنا إن نصف خيانتي أملٌ
وآخرها يدوم ْ.
قالت: أحبك ،وانطفأنا في وجومْ.