تصاعدت وتيرة الغضب الشعبي والرسمي المغربي ضد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصف الواقع الحالي في الصحراء المغربية بـ”الاحتلال”، الأمر الذي استفز مشاعر الشارع المغربي، وأثار غضبه على الصعيدين السياسي والشعبي.وشارك الأحد نحو ثلاثة ملايين شخص في تظاهرات عمت عدة مدن مغربية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المغرب العربي الرسمية، في سابقة تحمل دلالة سياسية لا تقبل أي لبس أو تأويل حول مدى تمسك الشعب المغربي بوحدة أراضيه، ورفضه القاطع لأي كلام عن الانفصال أو انسلاخ أي جزء من ترابه.وترافقت موجة الغضب الشعبي والرسمي المغربي مع تصريحات حكومية تفتح المجال أمام بروز قرارات جديدة أكثر حزما تجاه ملف الصحراء وموقف بان كي مون الذي تجاوز مهامه بتصعيد مجاني من خلال إثارة الغبار السياسي على الملف الشائك خلال زيارته الأسبوع الماضي لمخيم تندوف في الجزائر.وخلال زيارته السبت الماضي مخيما للاجئين الصحراويين قرب تندوف، قال بان كي مون، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، إنه يتفهم “غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه”.ولا يستبعد المراقبون أن تكون تداعيات تلك التصريحات، وتطورات ملف الصحراء في صلب المباحثات التي سيجريها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوصف بلاده عضوا دائما في مجلس الأمن، وذلك خلال زيارته التي بدأها الأحد إلى روسيا.وقالت مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون إن “المغرب يعتبر تصريحات بان كي مون مستفزة للشعور الوطني لدى المغاربة، وفيها خرق للسيادة المغربية، وخروج المغاربة من كافة المدن المغربية ومن الأقاليم الجنوبية جاء كرد غاضب وقوي على هذه الانزلاقات”.وشددت بوعيدة على ”أن المغرب سيقف في وجه كل من سولت له نفسه أن يتطاول على السيادة المغربية أو يحاول المس بثوابت المملكة المغربية ومقدساتها، وأن المغرب سيرد على هذه التصريحات بالإجراءات والتدابير اللازمة في الأيام المقبلة”.واعتبر عمر الشرقاوي أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، بجامعة محمد الخامس، أن الاجتماع الطارئ للبرلمان بغرفتيه يبرز تطابق وجهات النظر بين المؤسسة التشريعية التي عبرت كل مكوناتها عن دفاعها اللامشروط عن القضية الوطنية في انسجام تام مع مواقف الحكومة، وبلغة أخرى جسدت الدورة تكامل الوظائف بين الدبلوماسية البرلمانية والرسمية.وأكد عبدالحكيم قرمان، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية، والكاتب العام لمركز عزيز بلال للدراسات والأبحاث، في أن مسيرة الرباط، هي أحد الأشكال الاحتجاجية التي سيبلغ من خلالها المغاربة شعبا وحكومة ومجتمعا مدنيا للعالم بأسره، إدانتهم الشديدة لانزياح بان كي مون عن المهام الموكولة إليه.وشدد قرمان بقوله إن تصريحات بان كي مون أساءت لكل مكونات الأمة المغربية العربية والأمازيغية والصحراوية والأفريقية والأندلسية والعبرية بشكل منهجي وعدائي صريح.ولفت صبري الحو، الخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء، في تصريح لـ”العرب”، إلى أن مسيرة الرباط هي بمثابة استفتاء شعبي وتلقائي على مغربية الصحراء ورفض التصريحات غير المسؤولة، الصادرة عن بان كي مون، التي تتناقض مع مهمته التي تفرض عليه واجب الحياد والاتزان!!
الرباط..المغرب : النظام يحشد جماهيريا وإعلاميا : تظاهرة مليونية تحذر من المس بمغربية الصحراء !!
14.03.2016