
قال مؤسس حزب العمال الكردستاني المسجون في جزيرة إمرلي، عبد الله أوجلان، إن الكفاح المسلح للجماعة ضد الدولة انتهى، داعياً في رسالة مصورة نشرت على الإنترنت اليوم الأربعاء إلى تحول كامل نحو السياسات الديمقراطية. وحث أوجلان في الرسالة، التي يعود تاريخ تسجيلها إلى يونيو/حزيران ونشرتها وكالة فرات للأنباء المقربة من حزب العمال الكردستاني، البرلمان التركي على تشكيل لجنة للإشراف على نزع السلاح وإدارة عملية سلام أوسع نطاقا. وقال إن حزب العمال الكردستاني أنهى أجندته الانفصالية، واصفا هذا التحول بأنه "فوز تاريخي".وكان حزب ديم الكردي في تركيا، قد أجرى الأحد الماضي، زيارة سادسة إلى أوجلان في محبسه. وقال الحزب، في بيان حينها "أجرينا كوفد اجتماعاً مثمراً للغاية مع أوجلان، استمر لمدة ساعتين ونصف الساعة، في سجن إمرلي، إذ يتمتع بصحة جيدة ومعنويات عالية"، وأضاف الحزب "في اجتماعنا معه أكّد أن العملية تدخل مرحلة جديدة، وأوضح أنه مع الخطوات الجديدة التي سيجري اتخاذها فإنّ الجميع تقع عليهم مسؤوليات في الوفاء بمتطلبات المرحلة، وأن أعضاء الوفد يولون أهمية كبيرة للقاء مع الرئيس (رجب طيب) أردوغان وأن هذا اللقاء له طابع تاريخي، كما أن اللجنة التي سيجري إنشاؤها في البرلمان ستلعب دوراً كبيراً في السّلام والحل".وتزامنا مع الزيارة، كشفت ثلاثة مصادر كردية عراقية في إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد" عن وجود خلافات بين كوادر قيادية في حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، مشيرة إلى تصاعد حدة هذه الخلافات على خلفية المؤتمر العام للحزب، الذي عُقد في 12 مايو/أيار الماضي، وأسفر عنه إقرار خطة حلّ الحزب وإلقاء السلاح بناءً على دعوة زعيمه المعتقل في تركيا عبد الله أوجلان. وقالت المصادر العليمة بأوضاع "العمال الكردستاني"، المصنف على لائحة الإرهاب، إن بعض الكوادر الحزبية الميدانية والسياسية متحفظة أو ترفض الطريقة التي تم فيها إعلان حل الحزب وإلقاء السلاح. وقال أحد المصادر: "القرار لم يُتخذ بالإجماع، وهناك جناح رافض للخطوة ويعتبرها استسلاماً، وآخرون يرون أن الخطوة متسرعة، ولم تتم مقابل أي ضمانات".وأعلن حزب العمال الكردستاني عن حل الحزب، وإنهاء الصراع المسلح، استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان. وجاءت الخطوة التي من المتوقع أن تسدل الستار على صراع استغرق 47 عاماً بعد مسار عسير ومعقد منذ ظهور الحزب في سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم. ويقبع أوجلان في السجن منذ عام 1999، لكنه لا يزال شخصية مؤثرة بشدة بالنسبة للمقاتلين الأكراد وأنصاره.
