تتوالى المفاجآت على الأرض السورية فبعد قرار روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها، أطل الأكراد بمشروع جديد من شأنه أن يربك المفاوضات الجارية منذ أربعة أيام في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة.وشهدت مدينة رميلان بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، الأربعاء، المؤتمر التأسيسي الخاص بتشكيل نظام لإدارة مناطق “روج آفا” والتي تعني المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية، وسط توجه لتبني الفيدرالية.وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، إن “جميع المقترحات تصب في خانة الفيدرالية”.وبحسب ديبو، فإن المناطق المعنية بإرساء النظام الفدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخرا قوات سوريا الديمقراطية في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال).ونجحت قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف من فصائل كردية تضم عناصر عربية، منذ تأسيسها قبل خمسة أشهر في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق عدة أهمها ريف الحسكة الشرقي والجنوبي الشرقي ومنطقة سد تشرين على نهر الفرات.وبات الأكراد السوريون يسيطرون على شريط متصل طوله 400 كيلومتر على الحدود السورية التركية من الحدود العراقية حتى نهر الفرات. كما يسيطرون أيضا على قطاع منفصل على الحدود الشمالية الغربية في منطقة عفرين. ويهدف أكراد سوريا من خلال تبني الفيدرالية إلى تعزيز فرص إقامة حكم ذاتي في شمال سوريا.ويراهن الأكراد على فشل المفاوضات الجارية بين النظام والمعارضة، لتثبيت هذا المشروع خاصة وأن الولايات المتحدة وروسيا تعتبران أن هذا الطرح يمثل الحل الأخير في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بين المشاركين في جنيف.ولم يدع حزب الاتحاد الديمقراطي المكون السياسي الرئيسي للأكراد إلى المشاركة في مفاوضات جنيف، بالرغم من مطالبة روسيا بضرورة تمثيله. وقال عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية الواجهة السياسية للاتحاد الدار خليل إن “مؤتمر جنيف لن ينجح من دوننا”.ويبدو أن رهانات الأكراد في جنيف تتحقق بالفعل، حيث أخذت الأجواء التفاؤلية التي صبغت الأيام الثلاثة الأولى من انطلاقة المفاوضات في التبدد على ضوء رفض وفد النظام إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة، التي أعلنت عدم ممانعتها في وقت سابق في الجلوس على طاولة واحدة معه.وأعلن رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري رفضه الانخراط في محادثات مباشرة مع المعارضة قبل أن “يعتذر” كبير مفاوضيها عن تصريحات قال فيها إن المرحلة الانتقالية “تبدأ برحيل الرئيس السوري أو موته”.وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بعد اجتماعه الثاني منذ الاثنين مع الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا إن “كبير مفاوضي وفد السعودية إرهابي، ينتمي إلى فصيل إرهابي”، في إشارة إلى محمد علوش، القيادي في تنظيم جيش الإسلام المقاتل.وأضاف “لا يشرفنا على الاطلاق أن ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الإرهابي بالذات. لذلك، لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر هذا الإرهابي عن تصريحه ويسحبه من التداول ويحلق ذقنه”. وكرر الجعفري، مطالبته بتوسيع تمثيل المعارضة في جنيف.وتشكل تصريحات الجعفري ضربة موجعة لجهود التسوية، ويرى متابعون أن رئيس الوفد الحكومي بتصريحاته النارية يعقد حل الأزمة، ويفتح الأبواب على مصراعيها على حلول يرفضها معظم السوريين ومنها خيار الفيدرالية والتي تعني في واقع الأمر التقسيم في ظل الصراع العرقي والطائفي في سوريا.ويثير هذا الأمر قلقا في دول الجوار أيضا وخاصة تركيا التي تخشى من تنامي النزعة الانفصالية للأقلية الكردية على أراضيها. وأعلنت الخارجية التركية، ردا على الإعلان الكردي عن قيام نظام فدرالي في الأراضي الخاضعة لها، أنها خطوة غير قانونية.!!
رميلان..سوريا : هل حانت ساعة اعلان الاكراد فيدرالية "كردستان سوريا"!؟
17.03.2016