حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من وصول «الأوضاع الكارثية» في قطاع غزة إلى مستوى خطير جداً، بسبب الخلافات القائمة حاليا بين حركتي فتح وحماس، اللتين حذرتهما أيضا من استمرار استخدام أهل القطاع كـ «رهائن ودروع بشرية» لتحقيق أهداف حزبية وفئوية، ودعت مصر للضغط من أجل عقد اجتماع للإطار القيادي الفلسطيني في القاهرة.وأكدت في بيان صحافي لها وردنا، أن غزة وأهلها يتعرضون لـ «عدوان صامت ووحشي»، لافتة إلى المعاناة جراء «تدهور كامل في مناحي الحياة»، وارتفاع أسعار مختلف أنواع الخضراوات «في ظل تآكل القوة الشرائية للمواطن». واستطردت القول إن ذلك «يهدد السلة الغذائية للمواطن الغزي، ويضعه وجهاً لوجه مع أمراض سوء التغذية التي باتت تهدد عشرات آلاف الأطفال».وأوضحت في بيانها الذي سرد شيئا من معاناة سكان غزة، أن الأمر طال الوضع الصحي في القطاع، بعد نفاد أكثر من 60% من الأدوية في مرافق وزارة الصحة، وتلوث المياه الجوفية، بسبب القصور الذي أصاب محطات تكرير مياه الصرف الصحي، لتدني قدرة التيار الكهربائي لـ «مستويات كارثية» لأكثر من أربعة شهور، بفعل إجراءات «سياسة العقاب الجماعي» المتبعة من رأس السلطة، وتدني متوسط دخل المواطن في غزة.وكانت الجبهة الشعبية تشير إلى أزمة نقص التيار الكهربائي، الذي يصل إلى أربع ساعات يوميا حاليا، بسبب الخلافات السياسية بين فتح وحماس، وهو ما أدى إلى توقف محطات تكرير المياه العادمة، وإلى ضخ هذه المياه في البحر دون معالجة، إضافة إلى تضرر القطاع الصحي من أزمة الطاقة.وتطرقت الجبهة الشعبية كذلك إلى قرارات «التقاعد الجماعي المبكر» وما أسمتها «مجزرة الرواتب» بحق موظفي غزة، التي قامت بها السلطة الفلسطينية مؤخرا، ضمن «الخطوات غير المسبوقة» للضغط على حركة حماس التي تحكم غزة اقتصاديا، للموافقة على خطة الرئيس عباس لإنهاء الانقسام.وأكدت أن ذلك يدخل حياة أكثر من مليوني فلسطيني في «مرحلة حرجة للغاية»، لافتة إلى انه رغم ذلك «يصر أطراف الأزمة على الاستمرار في وضع الفيتو على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وفي ظل ممارسة السلطة شتى أنواع الضغوط والإجراءات على القطاع في محاولة مكشوفة لإدارة الظهر لمعاناة الناس وأزماتهم، في عدوان واضح وصريح على الحق بالحياة والحقوق المدنية والمعيشية لأهلنا في القطاع». وشددت على أن الصمت أمام هذا «الوضع الكارثي والمعاناة الكبيرة» التي يعاني منها المواطنون بمثابة «شراكة بهذه الجرائم» بحق غزة.وحذرت الجبهة طرفي الأزمة من استمرار استخدام مواطني القطاع كـ «رهائن ودروع بشرية يتقاذفون من خلفه بأرواح الأبرياء لتحقيق أهداف حزبية وفئوية ضيقة باتت تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني»». وأكدت أن ما وصلت اليه الأمور يتطلب من طرفي الأزمة العودة فوراً لـ «لغة العقل والمنطق»، والتوقف فوراً عن هذه التعديات وتنفيذ اتفاقات المصالحة فوراً دون اشتراطات. ودعت المؤسسات الدولية والإنسانية والإغاثية «إن أرادت تبديد شكوكنا حول تواطئها مع الاحتلال» للقيام بدورها المطلوب والتحرك العاجل لإدانة هذا العدوان والحصار الظالم المفروض على القطاع والقيام بواجباتها الإغاثية تجاه عشرات آلاف الأسر وتقديم الإسعافات الطارئة للقطاعات الخدماتية الأساسية. ودعت لعقد اجتماع طارئ مع مؤسسات المجتمع المدني في غزة، لإعلان القطاع «منطقة منكوبة» نتاج تلك السياسات والإجراءات.وطالبت الجبهة المصريين بأخذ زمام المبادرة والضغط على طرفي الانقسام خاصة الرئيس محمود عباس، من أجل دعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة لعقد اجتماع عاجل في القاهرة لتنفيذ اتفاقيات القاهرة لعام 2011. ودعت في ذات الوقت القوى والجماهير الفلسطينية لـ «رفع الصوت عالياً في وجه الظلم والجرائم المرتكبة يومياً بحق غزة وأهلها»، لقطع الطريق أمام المخاطر والتهديدات الجدية التي يتعرض لها المشروع الوطني في ظل الانقسام المدمر والصراع على السلطة. وأكدت أن البيئة المنهكة اجتماعياً واقتصادياً «يستغلها أصحاب المصالح ومراكز النفوذ للانتقال من مسار الانقسام إلى مسار الانفصال في إطار تهيئة البيئة المحلية للاستجابة للاشتراطات والإملاءات الأمريكية»، وذلك من خلال تقويض قدرة عوامل الصمود والنضال للشعب الفلسطيني والمجتمع و»تمرير مشاريع تصفوية بحق قضيتنا المركزية!!
فلسطين : «الشعبية» تتهم فتح وحماس بأخذ أهالي غزة رهائن وتدعو لاجتماع الإطار القيادي في القاهرة!!
12.09.2017