يحيي الداخل الفلسطيني، اليوم الأحد، الذكرى السابعة عشرة لهبة القدس والأقصى التي ارتقى فيها 13 شهيداً برصاص الاحتلال الصهيوني.ويحيي الفلسطينيون في الداخل في كل عام، ذكرى هبة القدس والأقصى التي تفجرت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، احتجاجاً على قيام زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، "أرئيل شارون" باقتحام المسجد الأقصى بموافقة رئيس الحكومة، "إيهود باراك"، مما أشعل نيران احتجاجات فلسطينية، سقط على إثرها الشهداء برصاص الجيش الصهيوني.واشتعلت نيران هبة الأقصى في الداخل الفلسطيني أيضاً، إذ أعلنت لجنة المتابعة العليا عن إضراب عام احتجاجاً على اقتحام شارون للأقصى وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، وخرجت التظاهرات الغاضبة في مختلف أنحاء الجليل والمثلث، وارتقى في اليوم الأول شهيدان، وتوالى سقوط الشهداء في المواجهات حتى الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.وحاولت حكومة الاحتلال الادعاء أن الشهداء شكلوا خطراً على عناصر الشرطة، لكن شهود العيان أثبتوا كذب الرواية الصهيونية، وسرعان ما اتضح أن عدداً من الشهداء ارتقوا بنيران القناصة، فيما أطلقت النيران على عدد منهم من مسافة قصيرة جدا.ورفض الفلسطينيون بعد الهبة وارتقاء الشهداء القبول بلجنة فحص ضمن وزارة العدل، وأصروا على مطلب لجنة تحقيق رسمية، وتم تشكيل لجنة برئاسة "القاضي ثيودور أور"، لكن اللجنة اكتفت بتوجيه انتقادات لأسلوب تعامل الشرطة مع المتظاهرين العرب ولم توص بتقديم أي من القتلة للمحاكمة، وأحالت أوراقهم إلى قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في وزارة العدل، والذي أعلن عن إغلاق الملفات كلياً.في المقابل أصدرت اللجنة تحذيرات وإنذارات لثلاثة من قادة الفلسطينيين في الداخل اتهمتهم اللجنة بتحريض الفلسطينيين في الداخل على العنف وعلى الإخلال بالنظام، وهم قائد "التجمع الوطني"، المفكر العربي عزمي بشارة، ورئيس "الحركة الإسلامية الشمالية"، الشيخ رائد صلاح والنائب عن "الحركة الإسلامية الجنوبية"، عبد المالك دهامشة.ويأتي إحياء هذه الذكرى من خلال سلسلة من الفعاليات المحلية والقُطرية والتي باتت ذكرى سنوية، بينها زيارة أضرحة الشهداء في المثلث ومعاوية وأم الفحم والناصرة وكفركنا وكفرمندا وعرابة البطوف وسخنين، والمشاركة في المسيرة القُطرية المقرر عصراً، الأحد، في مدينة سخنين.وكانت قد دعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية في الداخل إلى المشاركة في فعاليات إحياء مراسيم الذكرى، وزيارة أضرحة الشهداء، والتي ستنطلق عند الساعة التاسعة صباحا من قرية جت المثلث من قبالة ضريح الشهيد رامي غرة، وفي العاشرة ستصل إلى قرية معاوية في المثلث حيث ضريح الشهيد أحمد صيام، ومن هناك إلى مدينة أم الفحم حيث ضريح الشهيد محمد جبارين.وتتجه المسيرة، بعد ذلك، إلى مدينة الناصرة، حيث من المتوقع عند الساعة الثانية عشرة زيارة النصب التذكاري وأضرحة الشهداء الثلاثة إياد لوابنة وعمر عكاوي ووسام يزبك، ثم قرية كفركنا عند الساعة الواحدة ظهرا، حيث ضريح الشهيد محمد خمايسي، بعدها إلى كفر مندا حيث ضريح الشهيد رامز بشناق، ثم إلى مدينة عرابة البطوف في الساعة الثانية والنصف، حيث ضريحي الشهيدين علاء نصار وأسيل عاصلة، وضريحي الشهيدين عماد غنايم ووليد أبو صالح في سخنين.وبحسب الترتيبات، انطلقت في مدينة سخنين المسيرة القطرية في الساعة الرابعة من عصر يوم الأحد، من شارع الشهداء قرب مسجد النور، وحتى النصب التذكاري ليوم الأرض، لتنتهي هناك بمهرجان خطابي.وقالت المتابعة في بيانها لوسائل الإعلام إنه يجب المشاركة في المسيرة لتكون رسالة واضحة للمؤسسة الحاكمة أن "لا نسيان ولا غفران للجرائم التي ارتكبتها أذرع السلطة في تلك الأيام، وأسفرت عن استشهاد 13 شاباً من أبنائنا وجرح المئات، خاصة وأن ذات عقلية القمع والاستبداد، والتمييز العنصري، ما تزال هي المسيطرة"..كما تؤكد لجنة المتابعة على توصيتها للمدارس العربية بتخصيص حصتين لإطلاع الطلاب على أحداث ومعاني هبة القدس والأقصى.!!
17 عاماً على هبّة القدس والأقصى!!
01.10.2017