تواصلت حملات التضامن الرسمية والشعبية الفلسطينية مع لبنان، على أثر حادث الانفجار الضخم، الذي هز مرفأ بيروت، وأوقع عشرات القتلى وآلاف المصابين، مخلفا دمارا هائلا.وفي ميدان الجندي المجهول، تجمع قادة الفصائل الفلسطينية، وحشد من المواطنين، وحملوا الأعلام اللبنانية، ولافتات مؤازرة لضحايا الحادث المؤلم.وكتب على اللافتات “من قلبي سلام لبيروت”، كما أكد المتحدثون في تلك الوقفة التضامنية، على ارتباط فلسطين ولبنان، برباط الدم والمعاناة، وأكدوا على استعداد الشعب الفلسطيني لتقديم كل ما يقدر القيام به، لمساعدة لبنان والضحايا.وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، والذي عاش في لبنان كلاجئ قبل الانتقال إلى غزة، لمدة 37 عاما “تربطنا علاقات عميقة مع الشعب اللبناني، الذي احتضن الشعب الفلسطيني والثورة لمدة 72 عاما”.وأضاف “الشعب اللبناني سيتغلب على هذه الكارثة”، مشيرا إلى ان آلاف الفلسطينيين الموجودين في لبنان، هبوا منذ اللحظة الأولى للمساعدة في رفع الركام والتبرع بالدم للضحايا.وفي شمال قطاع غزة، نظمت بلدية جباليا، وقفة تضامنية مع الشعب اللبناني، شارك فيها موظفو البلدية، ورفعوا خلالها العلم اللبناني، ولافتات تؤكد على وقوف الفلسطينيين إلى جانب لبنان في هذه المأساة، وكتب على أحد اللافتات “من فلسطين إلى لبنان جرح واحد وألم واحد”.
كما شارك عشرات المواطنين والمتضامنين في بيت لحم، في وقفة تضامنية مع لبنان، حيث احتشدوا في ساحة المهد، ورفعوا الأعلام اللبنانية، بدعوة من لجنة الفصائل، وقال محمد الجعفري في كلمة لجنة التنسيق الفصائلي “إن مواقف لبنان الشقيق لا يمكن أن نحصيها والتي كانت بمثابة الروح لشعبنا المهجر وثورته، حيث احتضنت الثورة الفلسطينية في أحلك الظروف”.وأضاف الجعفري “جئنا اليوم لنقول للبنان الشقيق نحن معكم، جراحكم جراحنا وآلامكم آلامنا، نحن جزء منكم كما كنتم دوما الجسد الأصيل الذي احتضن شعب وقضية فلسطين”.وكانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، أضاءت ليل الأربعاء، مقرها الرئيسي في مدينة رام الله بالعلم اللبناني، وعبارة “من فلسطين إلى لبنان قلوبنا معكم”، تعبيرا عن تضامنها مع لبنان وشعبها.وقال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، أن طواقم الهيئة في فلسطين ومكتبها في لبنان، عملت على متابعة الحادث الأليم لحظة بلحظة وتسليط الضوء عليه ونقله إلى العالم أجمع، لافتا إلى أن مبادرة الهيئة بإضاءة مقرها الرئيسي تعد “رسالة محبة وتضامن مع الأشقاء في لبنان، وتعبيرا عن عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الفلسطيني واللبناني”.وقدم عساف خالص التعازي والمواساة للأشقاء في لبنان حكومة وشعبا، بضحايا الحادث الأليم، داعيا الله عز وجل الشفاء العاجل لجميع الجرحى، وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان.وكان الرئيس محمود عباس هاتف نظيره اللبناني وعدد من المسؤولين اللبنانيين، ووجه سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، لوضع الامكانيات الفلسطينية كافة في لبنان تحت تصرف الأشقاء هناك، كما أوعز للسفارات الفلسطينيين، بحث الجاليات الفلسطينية حول العالم للمساهمة في تقديم المساعدات الضرورية للشعب اللبناني في مواجهة الكارثة التي حلت به.وفي غزة، انطقت العديد من حملات التبرع بالدم، لصالح مصابي الحادث المؤلم الذي ألم بالشعب اللبناني، وتوجه الكثير من المواطنين إلى مراكز بنود الدم، للتبرع.وكان الناطق باسم حماس حازم قاسم قال “إن شعبنا يقف مع لبنان متضامنًا إثر الحادث الأليم الذي وقع في العاصمة بيروت، مؤكدا أنه لطالما وقف لبنان مع شعبنا في مختلف القضايا”.وجدد قاسم تضامن حماس الكامل والشامل مع لبنان إزاء هذا المصاب الجلل، مقدّمًا التعازي لأهالي الشهداء، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى، وأكد أن حركة حماس وجّهت نداء لكل المكونات الحركية داخل لبنان للتحرك العاجل والوقوف إلى جانب لبنان بالإسعافات وحملات التبرع بالدم.وأكد أن هذه الحملات هي واجب لبنان على حماس وعلى شعبنا وليست منةً من أحد، مشيرا إلى وجود قرارات لدى الحركة باستمرار هذا الجهد.إلى ذلك فلا تزال مواقع التواصل الاجتماعي، تفيض بالتدوينات التي عبر فيها الفلسطينيون عن تضامنهم مع لبنان وشعبها، حيث عمل الكثيرون على وضع علم لبنان كخلفية لصورة ملفه الشخصي، فيما يضع آخرون صورا للمشاهد التي خلفها الدمار الكبير.وقد وضع نشطاء على مواقع التواصل رسم لعلم لبنان، وقد استبدلت ألوانه الحمراء بشكل خيوط من الدم، دلالة على ما ألم بالبلد العربي من كارثة.
الفلسطينيون يواصلون مؤازرة لبنان بوقفات تضامنية والتلفزيون يضيء مقره بالعلم اللبناني!!
06.08.2020