أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47738
المحرر رأفت القروي وأُسرته.. قصة صمود وتحدٍّ للسجّان وجبروته!!
18.03.2021

كتب مصطفى صبري- قصة الأسير المحرر رأفت القروي من رام الله تسطر في التاريخ الإنساني من القصص النادرة في تفاصيلها، التي تحكي قصة الأسرى في سجون الاحتلال، وكيف يكون الصمود والتحدي والخروج من الأسر بعنفوان وأمل. فسنوات الأسر لا تكسر ظهرا كما أراد لها السجان.الأسير المحرر رأفت القروي لازمته مصطلحات في رحلة خمسة عشر عاما من الأسر، مطارد وعاشق بلا حدود وزواج مع ملاحقة واعتقال وحكم قاسٍ ونطف مهربة كانت نتيجتها أربعة أطفال سفراء للحرية سبقوه، وتحرر من جديد لحياة جديدة.الخميس الماضي كان الأسير رأفت القروي على موعد مع الحرية، بعد غياب طويل منذ لحظة اعتقاله في أريحا بتاريخ 7/ 3/ 2006 في حملة واسعة لجيش الاحتلال.يبدأ الأسير المحرر رأفت القروي بالحديث عن زوجته التي اختارها صدفة عند تقديمها أوراقها لمعهد الطيرة في رام الله بهدف الدراسة، وكان وقتها مطاردا لعضويته بكتائب شهداء الأقصى، ويقول: "تعرفت على زوجتي الصماء بالصدفة، وعندما حاولت الحديث معها لم يكن ردة فعل، فهي لا تتكلم ولا تسمع، وعند معرفتي بذلك صممت على الزواج منها، وتم الزواج وأنا مطارد، حتى كان يوم الاعتقال في السابع من آذار من عام 2006 بعد اقتحام أريحا".ويضيف: "خلال فترة مطاردتي كان لدى زوجتي الحاسة السادسة بالرغم من فقدان السمع والنطق، فكانت تقول لي أخرج من البيت بلغة الإشارة خوفا من اعتقالي من قبل قوات الاحتلال في تلك اللحظة، وبالفعل بعد دقائق معدودة كان الاحتلال قد أحاط بالبيت بهدف اعتقالي، فزوجتي كانت سنداً لي خلال المطاردة وخلال فترة الأسر الطويلة، فقد نجحت في تهريب النطف وإنجاب أربعة أطفال سفراء للحرية، وخرجتُ من الأسر بأسرة وأطفال، وهذا بحد ذاته لا يحدث إلا في فلسطين، فالاحتلال يصدر الأحكام الطويلة بهدف شل حياتنا، ومع ذلك نصرّ على الحياة بكافة تفاصيلها ومنها الإنجاب".ويواصل المحرر القروي قائلاً: "عدت والبيت عامر بالأولاد مع زوجة فاقدة للنطق والسمع، ومع ذلك كانت الإرادة، فزوجتي كانت السند بالرغم من الحمل الثقيل عليها، فزوجات الأسرى في قمة العطاء والتضحية، ولا يبخلن بأي شيء، وهذه اللحظات التي أعيشها مع أطفالي الذين عرفوني خلف القضبان، رسالة للعالم بأنّ الأسير الفلسطيني له رسالة إنسانية، والاحتلال يفرض عليه إجراءات عنصرية لقتلها بالشكل البطيء".يشار إلى أن الأسرى أنجبوا سفراء للحرية من خلال النطف المهربة، ولها تسمية أُخرى "النطف المحررة"، ما يزيد على السبعين طفلاً في رسالة تحدٍّ لها معانٍ كثيرة، وقد تم إسناد الأسرى بفتوى دينية بذلك صادرة عن مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، بعد اتباع المعايير في عملية الإنجاب.
*المصدر : القدس دوت كوم

1