رفضا لتصاعد الحملات العسكرية الإسرائيلية ضد الضفة الغربية، وزيادة وتيرة الاستيطان وهدم المنازل، نزل سكان الضفة الغربية في تظاهرات شعبية في عدة نقاط تماس مع الاحتلال والاستيطان، وانخرطوا في مواجهات شعبية مع جيش الاحتلال، أسفرت عن وقوع إصابات.
واندلعت مواجهات في بلدة كفر قدوم التابعة لمدينة قلقيلة شمال الضفة، في تظاهرة شعبية حاشدة، رفضا لخطط الاستيطان الذي يبتلع مساحات من أراضي القرية، وخلال المواجهات أصيب مواطنون بأعيرة مطاطية، وآخرون كثيرون بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة.
*إحياء مجزرة دير ياسين
وأفاد الناشط مراد شتيوي بأن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة، لافتا إلى أن من بين المصابين أطفالا، مشيرا إلى ان المسيرة انطلقت إحياء للذكرى الثالثة والسبعين لمجزرة دير ياسين التي نفذتها عصابتا الأرغون وشتيرن بحق الفلسطينيين عام 1948.
وأصيب أيضا مواطنون جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز عليهم، خلال مشاركتهم في فعالية سلمية احتجاجا على إقامة بؤرة استيطانية في أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس.
وكعادة الأسابيع الماضية، أقام المواطنون صلوات الجمعة في عدة أماكن مهددة بقرارات الضم والمصادرة، لصالح توسعة المستوطنات، بناء على دعوات قيادة الفصائل وهيئة مقاومة الاستيطان، حيث أدى عشرات المواطنين في مسافر يطا جنوب الخليل، صلاة الجمعة في أراضيهم المهددة بالاستيلاء في منطقة العين البيضا، وقاموا أيضا بزراعة أشجار زيتون في الأراضي المهددة بالاستيلاء، ضمن خطوات التأكيد على استمرار فعالياتهم للحفاظ على الأرض.
وفي سياق التصدي للمخططات الاستيطانية الإسرائيلية، الرامية لتهويد المسجد الأقصى، أدى آلاف المواطنين صلاتي «الفجر والظهر» في رحاب المسجد، حيث وصل عدد مصلي الظهر لـ 40 ألف مصل، وفق ما أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية، وذلك رغم إجراءات الاحتلال العسكرية، والحواجز وعمليات التفتيش.
وجدير بالذكر أن قوات الاحتلال وفرت الحماية المشددة على مدار أيام الأسبوع الماضي، للمستوطنين خلال قيامها بتنفيذ اقتحامات مكثفة لباحات المسجد الأقصى، والعديد من المناطق التاريخية في الضفة، لإقامة «طقوس تلمودية» حيث قوبلت هجمات الاحتلال والمستوطنين ضد المسجد الأقصى بتحذيرات فلسطينية من «الانفجار» ودعوات للاستمرار في «شدّ الرحال» نحو المسجد من كل الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إليه للتصدي للاحتلال.
*استباق الفعاليات الفلسطينية بحملة اعتقالات
وشهد الأسبوع الماضي قيام جيش الاحتلال بتكثيف عمليات الاقتحام للبلدات والمدن الفلسطينية، وتنفيذ عمليات اعتقال واسعة، طالت نساء وأطفالا وأشقاء، وأسرى محررين، وكان من بين الهجمات هدم سلطات الاحتلال العديد من منازل السكان والمنشآت الزراعية، ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي القريبة من المستوطنات، بحجة عدم الترخيص، مقابل الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة، إضافة إلى قيام المستوطنين بملاحقة المواطنين خلال الذهاب إلى حقولهم.
ويحرص الفلسطينيون في الضفة على تنظم العديد من المسيرات والتظاهرات الشعبية في مناطق الضفة الغربية، التي تقوم قوات الاحتلال بمصادرة أراضيها، أو تتعرض لهجمات ينفذها الاحتلال والمستوطنون لتوسيع للمستوطنات.
وفي هذا السياق، أكدت القوى الوطنية والإسلامية على اهمية توسيع رقعة المشاركة الشعبية الفاعلة «في مواجهة الاحتلال وجرائمه في كل مناطق التماس والاستيطان الاستعماري والجدران والحواجز العسكرية والأراضي المهددة بالمصادرة».
وأكدت حركة حماس أن تصاعد جرائم القتل بحق المواطنين واعتداءات المستوطنين «تؤكد هوية جيش الاحتلال وعقليته الإجرامية، واستخدام الإرهاب لحماية مشروعه الاستيطاني الذي سيكون مصيره الزوال».
ودعت إلى «تصعيد المقاومة» بأشكالها كافة ردا على تلك الجرائم، وقالت «إن المقاومة هي القادرة على لجم الاحتلال وردع مستوطنيه عن مواصلة جرائمهم بحق شعبنا وأرضه».
وطالب مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، سكان القدس وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك أن يعمره، لتفويت الفرصة على المستوطنين المتطرفين.
وحذر في بيان له من تداعيات إصرار سلطات الاحتلال والمستوطنين على اقتحام الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية وغيرها، خاصة بعد أن شهدت الفترة الأخيرة محاولاتهم إدخال «قربان» حي إلى داخل المسجد، وندد باستمرار سلطات الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، واستهداف مؤسسات القدس وقطاعاتها الاقتصادية، بحجة عدم الترخيص، كما استنكر إقدام سلطات الاحتلال على اقتلاع العشرات من أشجار الزيتون، تمهيداً لزيادة البناء الاستيطاني.
*حملات دهم
يذكر أن قوات الاحتلال استبقت فعاليات الجمعة، وشنت حملات دهم طالت العديد من مناطق الضفة، تخللها إجراء عمليات تفتيش. واعتقلت قوات الاحتلال، فجر الجمعة، شابين من جنين، وذكرت مصادر محلية أن تلك القوات اعتقلت الشابين محمد غسان منصور (19 عاما) وأحمد إياد السعدي (19 عاما) بعد اقتحام مدينة جنين ومداهمة منزلي ذويهما وتفجير أبوابهما والعبث بمحتوياتهما، في ضاحية صباح الخير وشارع نابلس.
كما اعتقلت ثلاثة شبان من قرية عراق بورين جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وهم عمرو جبران قادوس، وأسامة محمد قعدان، وأحمد محمود عبد القادر قادوس، بعد أن قامت بتفتيش منازلهم، وترويع سكانها.
واعتقلت أيضا شابا من منطقة أبو فريحة في مدينة بيت ساحور شرق بيت لحم جنوب الضفة، وداهمت منازل وعبثت بها، وأفادت مصادر أمنية لمراسلنا، بأن الاحتلال اعتقل رائد ابراهيم عبيات (42 عاما) بعد دهم منزله وتفتيشه.
وأضافت المصادر إن جنود الاحتلال داهموا منازل الأشقاء: عمار أديب موسى، ومحمود، ومحمد، وأحمد، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وعاثوا فيها خرابا، بعد تكسير الأبواب الرئيسية.
كذلك اعتقلت رزق الرجوب (63 عاما) بعد مداهمة منزله وتفتيشه في بلدة كريسه في بلدة دورا، التابعة لمدينة الخليل.
وكانت قوات الاحتلال قد لاحقت ليل أول من أمس الخميس عددا من الشبان قرب بؤرة استيطانية جديدة أقامها مستوطنون في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت الحارة الوسطى من سلوان وحاصرتها عقب مهاجمة شبان للبؤرة استيطانية في المنطقة، قبل أن تلاحق عددا من الشبان وتحاول اعتقالهم.
وكان مستوطنون قد أقاموا بؤرة استيطانية في المنطقة، بعد أن استولوا على ثلاث عمارات سكنية وقطعة أرض تقع في الحارة الوسطى من البلدة.
مواجهات في مناطق التماس تصديا للاستيطان توقع عشرات الإصابات و40 ألفا يتحدون الاحتلال ويؤدون صلاة الجمعة في الأقصى!!
10.04.2021