أحدث الأخبار
الثلاثاء 03 كانون أول/ديسمبر 2024
1 2 3 47752
كفر قاسم: قتيلتان وفتى بحالة حرجة في جريمة إطلاق نار!!
23.10.2024

قُتلت الطفلة سهام مصراتي (11 عامًا) والشابة مي عيسى (29 عامًا) في جريمة إطلاق نار وقعت في مدينة كفر قاسم، فجر اليوم، الثلاثاء، فيما أُصيب عدي مصراتي (17 عامًا)، شقيق سهام، بجروح خطيرة.وبحسب المعلومات المتوفرة فإن المجرمين اقتحموا منزلا في كفر قاسم بعد أن تنكروا في زي أفراد شرطة وأطلقوا النار على من كانوا داخله.وأفادت مصادر محلية بأن ضحايا الجريمة هم في الأصل من مدينة الرملة، وانتقلوا مؤخرًا للعيش في كفر قاسم.وتشير التقديرات إلى أن الجريمة ارتكبت على خلفية جنائية.وقالت الطواقم الطبية إنها تلقت بلاغا "في الساعة 00:33 عن الجريمة وهرع الطاقم الطبي إلى الموقع، حيث قدموا العلاج لفتاتين، إحداهن تبلغ من العمر 17 عامًا، والأخرى في العشرين من عمرها، وهما في حالة حرجة".وأضافت الطواقم أن "فتى يبلغ من العمر 17 عامًا أصيب في حالة خطيرة".وقال أحد المسعفين إنه "وصلنا بسرعة إلى المكان، ووجهونا إلى المنزل، حيث رأينا شابًا وفتاة في السابعة عشر من عمريهما، بالإضافة إلى شابة في العشرين. كانت الفتاتان فاقدتي الوعي بلا تنفس أو نبض".وأضاف أنه "قدّمنا لهما العلاج الطبي ونقلناهما بشكل عاجل إلى المستشفى مع استمرار عمليات الإنعاش. وكان الشاب في حالة وعي جزئية ويعاني من إصابات اخترقت جسده، وقدّمنا له علاجًا طبيًا ونقلناه للمستشفى وهو بحالة خطيرة".بدورها، قالت الشرطة، في بيان إنها "فتحت تحقيقًا في ظروف حادث إطلاق نار وقع داخل منزل في كفر قاسم، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة، حيث يُعتقد أن الخلفية تتعلق بصراع بين عائلات في المجتمع العربي".وذكرت الشرطة أن المصابين هم قاصران (فتى وفتاة) وشابة؛ وقالت إن عناصرها وصولوا إلى موقع الجريمة حيث أجروا "عمليات تفتيش بحثًا عن المشتبه بهم، إلى جانب جمع الأدلة من موقع الحادث".واندلع حريق في مركبة في سهل مدينة كفرقاسم، بحسب ما أفادت مصادر محلية، وسط ترجيحات بأن الجناة أقدموا على ذلك للتخلص من المركبة المستخدمة في الجريمة.وتأتي هذه الجريمة في وقت يشهد فيه المجتمع العربي تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف والجريمة، في ظل تواطؤ الشرطة الإسرائيلية وغياب الخطط الحكومية لمكافحة هذه الظاهرة. وفي التفاصيل حول خلفية الجريمة تحولت ليلة هادئة في كفر قاسم إلى كابوس مروّع، حيث قُتلت الطفلة سهام مصراتي (10 سنوات) والشابة مي عيسى (30 عامًا) في هجوم دموي قاده ثلاثة مجرمين متنكرين بزي الشرطة؛ الجريمة تؤكد أن الجريمة في المجتمع العربي تجاوز كل الحدود.عند مدخل منزل عائلة عيسى في الحي الغربي من مدينة كفر قاسم، كان الليل ساكنًا مساء أمس، الإثنين. ذلك المنزل الذي جمع بين أفراد عائلتي عيسى ومصراتي، والذي كان حتى وقت قريب ملاذًا هادئًا لهم، تحول إلى مسرح لجريمة دموية مروعة قُتلت فيها الطفلة سهام مصراتي والشابة مي عيسى.داخل المنزل، كانت آثار الرصاص تغطي الجدران، الأبواب مكسّرة، والأرض مغمورة بالدماء. وقعت الجريمة في أمسية هادئة، حين لم يكن أحد يتوقع تلك الفاجعة التي حلت على الجميع. في الأيام الأخيرة، بدا أن العنف يسيطر على كل زاوية في المجتمع العربي.كانت عائلة عيسى داخل منزلها عندما اقتحم ثلاثة مجرمين، على الأقل، المنزل متنكرين بزي الشرطة. أطلقوا النار على الفتى مصراتي (17 عاما) شقيق الطفلة سهام عند مدخل المنزل، مما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة أثناء محاولته الهروب إلى داخل المنزل. لاحقه المهاجمون وأكملوا إطلاق النار عليه من مسافة قريبة أثناء اختبائه في الحمام، فأصيب بجروح حرجة.لم يتوقف المجرمون عند هذا الحد، بل استمروا في مسار جريمتهم بلا رحمة. في إحدى غرف المنزل كانت الطفلة سهام مصراتي، البالغة من العمر 10 سنوات، مستلقية على سريرها. أطلق الجناة النار على الجزء العلوي من جسدها، فقتلت على الفور.وفي غرفة النوم المجاورة، حاولت مي عيسى، وهي شابة تبلغ من العمر 30 عامًا، الهروب عبر الشرفة، لكنها قُتلت بالرصاص، بينما تمكن زوجها من الهروب من مسرح الجريمة.<br />
تُحقق الشرطة في الحادثة على أساس أنها عملية انتقام مرتبطة بجريمة قتل وقعت مؤخرًا في الرملة، حيث قُتل أربعة أشخاص في انفجار. لكن بالنسبة لعائلتي عيسى ومصراتي، فإن الفاجعة لا يمكن وصفها.وفي هذا السياق، تقول رسمية عيسى، والدة زوج الضحية مي عيسى، وهي تجد صعوبة في استيعاب ما حدث: "مي كانت امرأة رائعة، كلنا نحبها".وأضافت بألم: "كانت يتيمة بعد مقتل والدتها شادية مصراتي قبل عامين. كانت دائمًا تهتم بالجميع، ولم تؤذِ أحدًا. لماذا قتلوها؟ لماذا قتلوا الطفلة الصغيرة؟ أي عالم هذا؟"وتستذكر رسمية عيسى، التي كانت في المنزل تلك الليلة، لحظات الرعب التي عاشتها: "سمعت إطلاق النار، استيقظت مذعورة. كانت الأصوات مخيفة، وسمعت صرخات من كل اتجاه. خرجت من المنزل وشاهدت سيارة المجرمين تهرب بسرعة. ثم اكتشفت الفاجعة، الدماء في كل مكان، وجثتي مي وسهام الصغيرة غارقتين في دمائهما".وتقول العائلة إن الأطفال أُحضروا إلى كفر قاسم لحمايتهم من تهديدات كانت تحيط بهم. "لم يطلبوا شيئًا سوى أن يعيشوا بسلام وأمان"، تقول رسمية. "أحضرناهم إلى هنا لأنهم أيتام وليس لهم أي علاقة بهذه الصراعات الدموية". وتابعت "أردنا فقط حمايتهم لكي يعيشوا بأمان".لم تهز هذه المجزرة عائلتي عيسى ومصراتي فحسب، بل هزت المجتمع بأسره الذي يدفع ثمنًا باهظًا نتيجة انتشار الجريمة والعنف المتزايد في السنوات الأخيرة. باتت جرائم القتل المزدوج واقتحام المنازل رمزًا آخر للشعور المتزايد بتلاشي القانون والأمان، وتحول أعمال الانتقام إلى جزء من الواقع اليومي، ما يهدد المجتمع بأسره.وفي حديث لـ"عرب ٤٨"، حمل رئيس بلدية كفر قاسم، هيثم طه، الشرطة المسؤولية الأولى عن الأمن ومكافحة الجريمة. وقال: "المسؤول الأول عن الأمن والأمان والجريمة هي الشرطة، وفي النهاية الفشل هو فشل الشرطة، ولكن نحن كمجتمع أين دورنا؟ يجب أن نتكاتف ضد هذه الجريمة. لا مجال للتباكي. الشرطة لا تريد محاربة الجريمة، فهل سنستمر بالسكوت؟".وأضاف طه: "كفر قاسم مدينة آمنة، والضحايا جاءوا إلى هنا ليحتموا من الجريمة بسبب صراع في منطقة المركز. ولكن هذا ما حصل. نحن في اتجاه غير صحيح في المجتمع العربي. يجب أن نتخذ إجراءات صارمة، على الأقل لتقليل نسبة الجريمة. الوضع سيء جدًا، ويجب أن نأخذ دورنا بكل جرأة، لأننا في مرحلة قد لا يكون هناك عودة منها".وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، فإن الهدف الرئيسي لجريمة القتل في كفر قاسم هو الفتى مصراتي، والذي أصيب بجروح حرجة في الجريمة، وقالت إنه كان قد اعتُقل سابقًا للاشتباه في تورطه في جريمة وقعت في الرملة قبل حوالي شهر وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص. وتم إطلاق سراحه إذ أن الشرطة لم تمتلك أدلة ضده.وذكرت القناة أنه تم إبعاد الفتى مؤخرًا إلى الجنوب بسبب تهديدات على حياته، لكنه عاد إلى منزل عمته مي عيسى التي قُتلت الليلة الماضية مع شقيقته سهام مصراتي البالغة من العمر 10 سنوات في كفر قاسم. وكانت التحذيرات المتكررة من الوحدة المركزية التابعة للشرطة بشأن التهديدات على حياة الفتى قد صدرت قبل وقوع جريمتي القتل في الرملة وكفر قاسم.ولفت التقرير إلى أن "والدة الفتى والطفلة سهام مصراتي قُتلت قبل أربع سنوات، ووالدهما حُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة تتعلق بالمخدرات. لذلك، نُقل الطفلان إلى حضانة عمتهما مي وأقاما في منزلها. أما شقيق مي وخال الطفلين، أيمن مصراتي، فهو يقضي حاليًا عقوبة السجن بسبب جريمة قتل ارتكبها قبل عامين في الرملة، بينما لا تزال محاكمته جارية.

1