في اجتماعه بسفراء روسيا في العالم، يوم الخميس 30 حزيران، خاطبهم رئيس روسيا بوتين: مستقبل المنطقة يتقرر في سورية، ولم يكتف بهذا القول الحاسم، بل أضاف: نهاية داعش ستكون في سورية...
أكان بوتين يوجه سفراء روسيا بأقواله الهامة تلك، أم تراه كان يرسل كلامه عبرهم إلى العالم، وتحديدا لأمريكا وحلفائها الغربيين، وأتباعهم في (المنطقة)؟!
أمّا ( المنطقة ) التي يقصدها بوتين، فتضم مع الوطن العربي: إيران، وتركيا( المأزومة).
سريعا ، وبما يشبه المفاجأة، تلاحقت خطوات استعادة التقارب بين روسيا وتركيا، سيما بعد أن كشف النقاب عن إرسال أردوغان رسالة إلى الرئيس بوتين تتضمن اعتذارا عن إسقاط الطائرة الروسية و..مقتل طيارها.
في يوم الأربعاء اتصل الرئيس بوتين هاتفيا بأردوغان، وهو الاتصال الذي أُعلن عنه مسبقا، وكان أردوغان ونظام حكمه قد تلقى ضربة ثقيلة في مطار أتاتورك في إسطنبول، مساء الثلاثاء، أوقع 43 قتيلاً..وعشرات الجرحى، وكأن تركيا التي خسرت المليارات من فقدان السياحة الروسية، كانت تنقصها هذه الضربة التي أصابت صميم الأمن الذي يحتاجه السوّاح، والذين لا يمكن أن يتوجهوا إلى بلد يترصدهم فيه موت يحصد به الإرهاب أرواحهم، وينغص عليهم هناءة استجمامهم، وقد يعيدهم إلى بلدانهم في أكفان، أو مبتوري الأعضاء.
قدم بوتين العزاء لأردوغان، وأحسب أن أردوغان تذكّر أثناء المكالمة الهاتفية نصائح بوتين المكررة له: أترى أين يصل الإرهاب الذي فتحت له حدود تركيا؟! أنت ترى أن تركيا باتت ملعبا للإرهاب، وأن ما فعلته في سورية يرتد عليك وعلى تركيا التي لم تعد آمنة!
مع تصاعد الإرهاب في العالم يتوجه بوتين إلى كل من يعنيهم التخلّص من الإرهاب: في سورية ستنتهي داعش..وسينتهي الإرهاب، ولذا لا بد لمن يريد حماية أمنه من الوقوف معنا في معركة مواجهة داعش على الأرض السورية، التي تتواجد روسيا فيها شرعيا، بموافقة الدولة السورية وحكومتها الشرعية.
منذ سنوات ونحن نكتب، ونردد في خطابنا: على أرض سورية سيتقرر مصير( المنطقة)..ونقصد: الوطن العربي الحر المستقل، ولم نتعب من ترداد: سورية بشعبها وجيشها وقيادتهاهي المقاوم للإرهاب، وهي تقف في الخندق المتقدم دفاعا عن أمتنا العربية ومستقبلها، وعن أمن العالم كله...
ترى : هل سيستيقظ أردوغان من أوهامه بالسلطنة العثمانية التي تستتبع ( الولايات) العربية المنّصب عليها ولاة من الإخوان المسلمين؟!
انتهى المشروع الإخواني الأردوغاني، رغم الضخ المالي السعودي القطري، بفضل صمود وبسالة سورية، وتحملها جحيم الحرب الرهيبة التي تقودها أمريكا، وتنفذها قوى محلية تابعة، تمويلاً، وفتحا للحدود، وتسليحا، وتدريبا..ولعل آخر فضائح الدور الأمريكي في سورية، ما شاهدناه في معركة ( البوكمال)، فجيش سورية ( الجديد) المحمول أمريكيا، والمدرب أردنيا كما نقلت الأخبار، خسر ربعه قتلى وأسرى، وباء بهزيمة مخزية جارا أذيال الخيبة.
جيش سورية ( الجديد)؟!
هل هناك جيش سوري سوى جيش سورية العريق الذي يقدم البطولات والتضحيات المعجزة في وجه (جيوش ) الإرهاب؟!
هل هناك جيش سوى جيش سورية، جيش الأمة، بل جيش الإنسانية المتصدي للإرهاب ( العالمي) على امتداد الأرض السورية؟
أمريكا لن تكف عن التآمر، وهي تعمل بضراوة مع قوى إرهابية، لتخريب سورية، وتمزيقها..ولكن جيش سورية، ومن معه من قوى شعبية وصديقة، يُفشل كل مخططات أمريكا وأتباعها...
على أرض سورية ستكون نهاية الإرهاب الدولي، وستكون هزيمة الأدوات المحلية في( المنطقة)، وكل جرائمهم لن تنسى...
سورية ستخرج من المحنة مرفوعة الرأس، وستعيد البناء..بناء الإنسان العربي السوري الجديد، وشعبها النشيط الذكي الصبور سيعيد بناء ما دمرته الحرب، وفلاحها سيزرع بهمة وبخبرات متراكمة أرضه الخصبة، وستكون سورية نبراسا لملايين العرب الذين سيرون فيها المنارة، والموئل، والملهم...
أمّا أردوغان فليس له إلاّ تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني _ ما رأي حماس؟!_ ولعق حذاء بوتين..واستجداء روسيا، و..الكف عن فتح حدود تركيا مع سورية لعبور الإرهابيين وأسلحتهم..وأحسب أن بوتين قد وضع أمامه خيارا وحيدا: إنهاء التآمر على سورية بإغلاق الحدود في وجه الإرهاب...
فهل سيتعظ أردوغان العثماني العائش في الأوهام، والذي جرّ هو وحزبه الخسائر على تركيا، وهوى بعلاقاتها مع كل جيرانها إلى ما دون الصفر؟!
على أرض سورية سيتقرر مصير المنطقة، وليس لأحد في المنطقة أن يقرر مصير سورية...
انتهى الدرس أيها الأغبياء !
بوتين: مستقبل المنطقة يتقرر في سورية!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 01.07.2016