أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حزب الله يوظف فزاعة داعش لضرب مخيم عين الحلوة!!
بقلم :  شادي علاء الدين  ... 19.07.2016

عاد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ليتصدر عناوين الصحف المحلية في الفترة الأخيرة، من بوابة وجود تنظيم الدولة الإسلامية في المخيم، واتصلت “العرب” بعدد من المسؤولين الفلسطينيين وأيضا ببعض التنظيمات لتبيّن حقيقة الوضع هناك، حيث أجمع هؤلاء على أنه لا وجود لأي بنية تنظيمية لداعش، وإن كان هناك ميل لدى البعض لفكره المتطرف.
بيروت - أشارت مصادر عدة في الآونة الأخيرة إلى تزايد ملحوظ لعناصر مؤيدة لتنظيم داعش المتطرف في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان.وكانت قد رشحت معلومات تفيد بوجود بعض العناصر من المخيم قد بايعت التنظيم وتخطط للقيام بعمليات إرهابية في مناطق لبنانية مختلفة انطلاقا منه.وإثر ورود هذه المعطيات عقد اجتماع بين قائد منطقة الجنوب في مخابرات الجيش العميد خضر حمود وبين قادة الفصائل الفلسطينية في عين الحلوة، قيل إنه تضمن اتهامات للفصائل بإخفاء معلومات أمنية عن قيادة مخابرات الجيش اللبناني.
ويقول النائب معين المرعبي، إن الحديث عن وجود تنظيمي لداعش في عين الحلوة أمر مبالغ فيه، وإن كان لا ينفي حقيقة مبايعة بعض أبناء المخيم له.
ويوضح المرعبي أن “حضور داعش في عين الحلوة لا يزال محصورا في مجموعة قليلة من الأفراد، وهؤلاء لا يملكون القدرة ولا الإمكانيات التي تسمح لهم بالقيام بعمليات إرهابية خارج المخيم، تستهدف مناطق الجنوب وتهدد السلم الأهلي”.
ويربط المرعبي تزايد الحديث عن وجود تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم عين الحلوة وبين مخطط حزب الله الرامي إلى تهجير السنة من صيدا وعرسال، مؤكدا أن الحزب “يستخدم الوضع الحالي المتردي من أجل إيصال الأمور إلى درجة من التصعيد تجعل أهالي المخيم في حالة شديدة من اليأس، وتضعهم في مواجهة مع محيطهم ومع القوى الأمنية على وجه الخصوص”.
ويشير النائب اللبناني إلى أن “الوضع المأساوي الذي يعاني منه المخيم، والذي يسعى الحزب إلى جعله متفاقما أكثر، سوف لن ينتج في نهاية المطاف سوى حالة عامة ميالة إلى التطرف”.
ويعرض النائب الشمالي في سبيل تأكيد وجهة نظره، مسألة تعاطي حزب الله مع مستشفى “الشيخ زايد” في شبعا، حيث “يمنع الحزب مباشرة العمل فيه على الرغم من أنه يمكن أن يوضع تحت حماية الجيش ورعايته. وبهذا يكون الوضع المأساوي جد ضاغط مما يدفع الناس إلى تبني خطاب الجماعات المتطرفة، أو إلى نشوء حالة تهجير قسرية بسبب الظروف التي لم تعد تحتمل”.
ويدرج الناطق الإعلامي باسم “عصبة الأنصار” أبوشريف عقل في تصريحات لـ”العرب” الأحاديث حول وجود داعش في مخيم عين الحلوة في إطار”السيناريوهات التي تهدف إلى إحداث فتنة لضرب المخيم”.
ويلفت عقل إلى أن “أبناء المخيمات هم من أهل السنة، ومن الطبيعي أن يكون للأحداث في المنطقة تأثير عليهم، ولكن التأثير السلبي لناحية التوجه إلى تبني التطرف على الطريقة الداعشية لا يزال محصورا في نوع من التأثير الفكري ولم يتجاوز حدود ذلك، فالجميع في عين الحلوة متفقون على ضرورة تحصين المخيم”.
ويعتبر اللواء صبحي أبوعرب، قائد الأمن الوطني في لبنان، أن “هناك الكثير من الكلام يدور حول مخيم عين الحلوة”، منتقدا وسائل الإعلام “الميالة نحو التهويل من حقيقة وجود عناصر تدين بالولاء لداعش في المنطقة”.
ويرد على تهمة إخفاء معلومات عن الأجهزة الأمنية اللبنانية التي راجت في وسائل الإعلام قائلا “نحن نعقد اجتماعات متتالية مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ومؤخرا كان لدينا اجتماع مع العميد حمود، وكان مرتاحا لمستوى التنسيق العالي، وهو يدرك أنه ليست من مصلحتنا إخفاء أي معلومات حول وجود داعش لأن الأمر يضر بأمن المخيم”.
وحول صور أعلام التنظيم في المخيم، يعلق أبوعرب قائلا لـ”العرب”، “عدد سكان المخيم 110 آلاف نسمة، وإذا وجد شخص رفع علم داعش فهذا لا يعني شيئا، وأؤكد أن مثل هذا السلوك في حال كان صحيحا لا يمكن أن يكون سوى حالة فردية”.
ويشدد أبوعرب على أن تأييد داعش في المخيم هو “تأييد محصور في إطار عام دون وجود أي بنية تنظيمية”، متسائلا “هل خرجت سيارة مفخخة واحدة من عين الحلوة؟”.
ويكرر قائد القوة الأمنية الفلسطينية في المخيمات منير المقدح اتهام الإعلام اللبناني بالتجييش ونشر أخبار مغلوطة حول وجود التنظيم في مخيم عين الحلوة.
ويقول في هذا الصدد “الإعلام في واد ونحن بعين الحلوة في واد آخر، والعناصر الموالية لداعش في المخيم لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة”.
ويلفت إلى “أن الرايات السوداء المنتشرة في المخيم لا تعود إلى داعش، فمعظم رايات الفصائل الإسلامية من قبيل ‘عصبة الأنصار’ سوداء، وتشبه في الشكل علم التنظيم المتطرف، وهي موجودة في المخيم منذ فترة طويلة”.
ويؤكد المقدح على عدم قدرة داعش على التغلغل في المخيمات بسبب “عدم وجود أي مربع أمني خارج عن سلطة الفصائل الفلسطينية التي تنسق بشكل دائم مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، ما من شأنه أن يمنع التنظيم المتطرف من بناء أي حاضنة شعبية له”.
ويؤكد المقدح أن الفلسطينيين في لبنان نجحوا في عزل أنفسهم عن الصراعات المندلعة في المنطقة والتي كانت سببا أساسيا في انتشار التطرف.
ويشدد على أن “عدد الفلسطينيين الذين خرجوا من لبنان للمشاركة في الحروب المندلعة في المنطقة لا يتجاوز الـ71 شخصا خلال فترة خمس سنوات، وهذه النسبة قليلة جدا وتؤكد على أن فلسطين هي وجهة الفلسطينيين في لبنان وليست سوريا أو العراق”.

المصدر: العرب
1