في أمسيتين متتاليتين: الخميس، والجمعة، من شهر شباط الجاري، وعلى الفضائية السعودية الMBC كانت أعراس برنامج ( الأرب آيدل) تتوالى، وأجساد ألوف الصبايا والفتيان تتقصع على أصوات المتنافسين على اللقب، وكانت كل الفضائيات السعودية الشقيقة للmbc1 تدعو وتلح على الجمهور في ( العالم) العربي أن يصوّت: صوتوا ..والتصويت للعلم ليس بلا مقابل، فهو يراكم المال في صناديق هذه الفضائية، فلا شيء ببلاش، وهذه الفضائيات لها مستشارون، ومروجون، وهي مُسّخرة لهدف واحد لا ثاني له: إلهاء ملايين العرب، وتسطيح وعيهم، وتتفيههم، وإبعادهم عن قضايا أمتهم، وهموم حياتهم...
وهذا البرنامج ( شاطر) في إثارة التنافس الإقليمي، وهو يستفز إقليمية المتنافسين، ويستدرج (جمهور) بلادهم للتصويت، والاستنفار، والولاء لابن البلد، أو ابنة البلد، فلا بد من إثبات الوجود..وابن بلدنا أولاً!!
يتباهى القائمون على البرنامج بأنه في دورته الرابعة، وأنه يجذب الملايين في ( العالم العربي) _ وليس الوطن العربي!!_ وأنه يكتشف أحلى الأصوات..ولكن القائمين على هذا البرنامج لا يقولون إلى أين تذهب هذه الأصوات، وماذا تضيف للفن العربي، وماذا حقق الفائزون في الدورات الثلاث السابقة!
الحقيقة أن كل الأصوات الفائزة لم تضف شيئا، سوى المزيد من التفاهة لكل ما يملأ الساحة الفنية العربية.
لقد ترافقت الدورة الرابعة ( للعرب أيدل) مع تفجيرات حمص التي مزقت أجساد مواطنين سوريين، وهدفها تمزيق الهدوء في حمص وأخواتها، وتعكير جو التفاوض في جنيف، وإفشال المصالحات في سورية، ومواصلة نزف الدم العربي السوري...
في العرب آيدل: المال النفطي السعودي المموّل لعشرات الفضائيات، وأولها مجموعة الmbc ، يضخ التفاهة ليل نهار، لإشغال الجماهير العربية عن كل ما يفترض أن يشغلها: في فلسطين، وفلسطين أولاً _ وهذه الفضائيات لا تمر على سيرة وفود آل سعود للكيان الصهيوني_ وفي اليمن حيث المال السعودي يدمر اليمن شعبا وأرضا بالطائرات الأمريكية المشتراة سعوديا، وفي البحرين حيث شعبه يخنق بالبطش الجاهل لحكم تابع لآل سعود..وفي سورية العربية التي تخوض حرب الدفاع عن نفسها، وعن شعبها، وعن دولتها، وتفشل مخططات آل سعود، ومعهم شيوخ قطر، وحكام تركيا الإخونجيين، وفي مواجهة الحدود الجنوبية المفتوحة أردنيا للإرهابيين...
في نفس الوقت : كان الرقص والغناء والصراخ المثير للغرائز يتأجج ..وكان الدم واللحم العربي السوري يمزّق في حمص، وكان شهداء جدد يسقطون على ثرى فلسطين...
يا لها من أعراس صفيقة
يا لها من مذابح بشعة لئيمة
وكلها لآل سعود قصب السبق فيها.
قاطعوا فضائيات آل سعود، واعلموا، يا ملايين العرب: أن هذه الأعراس التافهة المفتعلة تقام على دمكم، على حاضركم ومستقبلكم...
كلمة أخيرة: تفويز فلسطيني لن يغيّر شيئا، بل هو رشوة ليس إلاّ، فهو لن يحدث ثورة فنية، فمن قبله فاز فلسطيني سمعنا أغنيته التافهة الجديدة في أمسية يوم الخميس، ورأينا أنه ينضم لمن تكتظ بهم الساحة الفنية العربية،!
هناك من يرى أن فوز فلسطيني يعتبر انتصارا ( تاريخيا)، والحق أن هؤلاء ، ومن شدة إفلاسهم ، يحاولون التسلق على أي ( فوز) لن يحرر شبرا من أرضنا، ولن يرأب تمزق صفوفنا، وصراع سلطتينا...
المال النفطي السعودي يضرب في حمص..وعلى الMBC!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 26.02.2017