أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أنا إيراني يا نيالي..!!
بقلم : سهيل كيوان ... 03.10.2013

حضرة فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية السيد حسن روحاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الانتخابات الأخيرة منحتك صوتي، لأنني كنت واثقا من عقلانيتك، كنت متأكدًا بأنك أكثر ذكاء من توريط الجمهورية الإسلامية في حرب فوق طاقتها،’لا يكلف الله نفسًا فوق طاقتها’ سواء كانت نووية أو تقليدية، خصوصًا بعد سنوات طويلة من الحصار الاقتصادي.
لقد استمعت إلى خطابك على منصة الأمم المتحدة بمتعة كبيرة، وقد أعجبني توجهك المختلف، شعرت بكبرياء وعظمة حقيقيين، لأنك بخطابك هذا عبّرت عن رغبة معظم أبناء شعبك، وهو العمل باتجاه تخفيف الحصار الخانق، صحيح هناك فئة فاسدة لا تشعر بنتائج هذا الحصار، ولكن غالبية شعبنا باتت تشعر بتدهور مستوى حياتها، ولك أن تتصور وضعنا بعد سنوات قليلة فيما لو تواصل الحصار! أنت تعرف أننا لا نعيش في عصر المعجزات، ولهذا أرى بعقلانيتك مصدر أمل، فقد أوصلت رسالة من شعبنا إلى العالم كله قلت فيها إنك مستعد لرقابة دولية على مشروع بلدنا النووي السلمي، وحرّضت العالم على أن غيرنا هو الذي يملك سلاحًا نوويًا، وطالبت وهذا حقك، بأن تكون منطقتنا خالية من أسلحة الدمار الشامل، رغم معرفتك بأن ما ينطبق على إيران وسورية ومصر وغيرها من دول المنطقة والعالم، لا ينطبق على إسرائيل، ورغم ذلك فقد اضطر قادة هذا الكيان المتمرد أن يدافعوا عن أنفسهم أمام العالم في محاولة لتبرير تمردهم على القانون الدولي.
منذ أكثر من عشرين عامًا وكبار المسؤولين في الكيان الصهيوني يتحدثون عن قرب إنتاج إيران للقنبلة النووية، كان هذا تخويفًا وتحريضًا وتأليبا للعالم علينا لإيذائنا، وكنت وقتها أمزح من أصدقائي وأقول إن زراعة الباذنجان على سطح المريخ أقرب من صناعة قنبلة ذرية في إيران في تلك الفترة على الأقل، ليس استهتارًا بقدرات شعبنا العلمية لا سمح الله، ولكن لأن الكثير مما نحتاجه لهذه الصناعة مصدره الغرب وأمريكا وكل ما يدخل عندنا مراقب ومحسوب من الشرق والغرب.
عندما أقارن نفسي بالعربي عموما وبالسوري خصوصا أود أن أصرخ بملء حنجرتي’أنا إيراني يا نيالي’، فالسوري الذي فقد بيته وأحباءه وهُجّر وأهين في مشارق الدنيا ومغاربها ما زال يقول’أنا سوري يا نيالي’ فلم لا أهتف بها أنا الإيراني الذي ما زلت في وطني، واخترت رئيسي، الذي يتوقف ملزمًا عن رئاسته بعد دورتين، أما السوري المسكين فقد يعود بعد هذه تجربته المريرة مع ربيعه الذي اغتالوه ليختار من جديد الرئيس الأبدي نفسه.
مسكين المواطن السوري، حتى عندنا نحن الجمهورية الإسلامية يوجد حرية خيار بين رئيس ورئيس،صحيح أن كل رئيس من ورائه الفقيه، ولكن في سوريا يقف وراء الرئيس وأمامه وتحته وفوقه شلل من مصاصي دماء شعبهم وناهبي عرقه وجهده، عندنا ممكن أن تجد رئيسًا سابقا ما زال على قيد الحياة، بل أكثر من رئيس جمهورية واحد، بينما لا يوجد في سورية وفي بلاد العرب كلها رئيس سابق إلا في القبر أو السجن، حتى محمد مرسي الذي انتخبوه انقلبوا عليه وعادوا واعتقلوه، ولهذا أقول بملء فمي ‘أنا إيراني يا نيالي’! هذا رغم أنني عاطل عن العمل، ومثلي ملايين من أبناء الشعب الإيراني،وخصوصًا في أوساط النساء المتعلمات.
سيدي الرئيس، أنا واحد من ثمانية أشخاص في العالم ينامون جائعين، وأنتظر فرصة عمل عندما يتم تخفيف الحصار، ورغم هذا، فأنا عندما أقارن نفسي مع السوري الجائع والمهجر والمذبوح والمغتصب أهتف ‘يا نيالي’.
عندما أقارن خطاب رئيسي وزعيمي السيد حسن روحاني بخطاب وليد المعلم الذي ساهمنا نحن بإنقاذ نظامه من الانهيار على حساب مزيد من البطالة والفقر في بلادنا، وعلى حساب عشرات الاف الأرواح من السوريين، أقول شتان بيننا وبينهم،خطابك بدا واثقا جدا من نفسه، وقلت إنه لا يمكن التحدث مع إيران بلغة القوة والتهديد،ومددت يدك للسلام ولكن بكبرياء، ورغم أن بيبي نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني اعتبر هذا سياسة ونجاسة فارسية لكسب الوقت، إلا أنك يا سيدي كسبت احترام الأمم كلها، واضطر العالم أن يعبر عن إعجابه بخطابك، أما وزير خارجية النظام السوري فقد نافق للأمريكان قدر استطاعته، فقال إن ما تتعرض له بلاده يشبه ما تعرضت له أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر، وقصد القول لهم نحن وأنتم وإسرائيل (في الهوا سوا) في خندق واحد ضد الإرهاب الإسلامي، أنت يا سيد حسن روحاني لم تهبط الى هذا المستوى من النفاق والدجل، لقد كان رد الأمريكان والعالم عليك باحترام كبير لأنك تستحقه، بينما كان ردهم على وليد المعلم بالسخرية والتعجب من هكذا مقارنة!
هل يظن الأمريكيين أغبياء! هل قتل جيش أمريكا من شعبه مائة وخمسة عشر ألف إنسان كي يبقي رئيسًا في الحكم رغم أنف شعبه! هل يجرأ رئيس أمريكي على وصف شعبه بأنهم جراثيم، هل يستطيع رئيس أمريكي مهما كانت انجازاته أن يبقى يومًا واحدًا على الكرسي أكثر من أيام ولايته المعدودة، وهل يمكن لأمريكا أن تسمم شعبها بالكيماوي! كلما تذكرت مثل هذه الأمور أقول ‘أنا إيراني يا نيالي’، رئيسنا يجلس دورتين على أكثر تقدير وبعدها ينقلع، وليس كما هو الحال عند العرب..خازوق قبله وبعده خازوق، ويبقى لي أن أسالك يا سيدي، إلى متى ممكن لجمهوريتنا الإسلامية مواصلة دعم هذا النظام الفاجر في دمشق…

1