ربما تعتبر تصريحات وزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية للصحفي ( الإسرائيلي) رفائيل أهارون، والتي نشرها على موقع ( ذي تايمز أوف إسرائيل) أوقات ( إسرائيل) مثيرة جدا، ومستهجنة، بحسب وجهة نظر من يقرأها، وانتمائه، وموقفه من الصراع العربي _ الصهيوني.
في مؤتمر ميونخ بألمانيا، للأمن الدولي الذي اختتم قبل أيام .
التقى الصحفي ( الإسرائيلي) رفائيل أهارون بوزير الخارجية القطري، وصافحه، وعندما كشف له عن ( هويته)، زاد الوزير القطري من ود المصافحة، وقال له: نحن و( إسرائيل) أخوة.
طلب الوزير القطري من الصحفي عنوانه، ورقم هاتفه، ليتصل به، ويدعوه للقائه قريبا...
لم العجب؟!
علاقة قطر الرسمية بالكيان الصهيوني معروفة، ومفضوحة منذ تم تأسيس مكتب للعلاقات التجارية ( الإسرائيلي) في الدوحة، وهو مكتب ما زال يمارس نشاطه حتى اللحظة، ويصدر الفيز لمن يرغب بزياة ( إسرائيل)، رغم ادعاء السلطات القطرية بأنها أغلقت المكتب قبل سنوات!
شيخ قطر حمد الأب التقى بالوزيرة ليفني، وبصحبته وزير خارجيته آنذاك حمد ، رئيس الوزراء فيما بعد، وتبادلا الحديث الودي معها، والمشهد بتمامه_ إلاّ ما خفي من مباحثات واتفاق على عمق العلاقات _ متوفر على اليوتيوب لمن يرغب من التأكد، والصور يمكن الوصول إليها على مواقع التواصل، فالتكنولوجيا تفضح المستور، وأخوة ( إسرائيل) لم تعد تقلقهم فضائح علاقاتهم مع مُحتل فلسطين، وعدو الأمة، وممتهن مقدسات العرب المسلمين والمسيحيين.
الصحفي ( الإسرائيلي) أعرب عن سعادته بحفاوة الوزير القطري، ومودته، ورد فعله عندما عرف بأنه ( إسرائيلي)...
هذا ليس مجرد تصرف عابر من وزير قطري، فهذه سياسة قطرية باتت ثابتة: صداقة ( إسرائيل) علنا، بحجة الواقعية السياسية، وتقريب وجهات النظر!
لا يخطر ببال حكام قطر أن من يصادق ( إسرائيل) لا يمكن أن يصادق فلسطين في نفس الوقت، وحكام قطر يعرفون هذا، ولكنهم لا يأبهون بفلسطين، وعروبتها، وقداستها...
حكام قطر اختاروا الأخوة مع ( إسرائيل)، فهذه أخوة مربحة أمريكيا، وهي توفر( الأمن) لقطر في وجه أطماع ( الأخ) السعودي، وربما تمنح قطر نقاط تفوق على السعودية، وتؤسس لتحالف يضيف عنصر قوة لقطر في السعي لتحقيق دور يعزز طموحها في البروز( عربيا) و( دوليا)!
العجب العجاب أن قطر تستضيف قيادة حماس ( المجاهدة) والرافضة للتفاوض، والداعية لخوض مقاومة مسلحة!
والعجب العجاب أنها، أي قطر منحازة للإخوان المسلمين في مصر، ومنهمكة في التحالف مع تركيا ضد مصر، وتعادي حكم ما بعد الأخوان في مصر، وهي تعتز بعلاقة الأخوة مع ( إسرائيل)!..ما رأي الأخوان، وكيف يمكن أن يقتنع العرب والمسلمون بتحالف الأخوان مع قطر؟!
العجب العجاب أن ( الشيخ) القرضاوي الذي دأب على التحريض على قيادة مصر ما بعد الأخوان ومرسي، وإطلاق فتاواه من الدوحة في خطبته في كل جمعة لم يفتح فمه بكلمة نقد في وجه السياسة الرسمية القطرية، ولذا لا بد أن نسأله، ويسأله غيرنا كثيرون: ما رأيك يا أيها الشيخ العلاّمة بعلاقة قطر الأخوية ( بإسرائيل) التي تغيّر معالم بيت المقدس، وتعمل بضراوة على بناء الهيكل على حطام الأقصى؟!
تكرس قطر القطيعة الفلسطينية، وتمزيق الوحدة الفلسطينية، وتدعي مع ذلك الحرص على ( توحيد) صفوف الفلسطينيين، وفي ذات الوقت هي تجمعها علاقة ( أخوة) ب( إسرائيل)!!
( أخوة إسرائيل) يعملون بلا كلل لإلقاء ( يوسف) الفلسطيني في غيابة الجب، وإهالة الركام عليه وعلى قضيته الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين ..كما يفترض، وهذا هو الدور الذي تلعبه قيادة قطر التي أعمى الثراء بصيرتها وبصرها، فما عادت تميّز، وهو ما يدفعها لبيع الأخوة العربية في فلسطين، ومصر، وسورية، وليبيا التي أسهمت في تخريبها وإشاعة الفوضى فيها.
قيادة قطر شاركت بضراوة في تدمير ليبيا، وهي تتحمل المسؤولية أكثر من حلف الناتو في تدمير ذلك البلد العربي، وإدخاله في الفوضى، ونهب ثروته النفطية، ودعم ورعاية ألوف المسلحين التابعين للإخوان الذين يعيثون خرابا وفسادا في ليبيا على تمزيق وحدة ليبيا، وتحويلها إلى ( دولة) فاشلة ضائعة تائهة.
قطر لعبت دورا، وما زالت، تآمريا، تسليحيا، تمويليا، تخريبيا في سورية، وهي متحالفة مع الأخوان، ومع تركيا التي فضح الصحفي الأمريكي سيمون هيرش دورها في تدبير مؤامرة ( كيماوي) غوطة دمشق الشرقية للتأثير على غدارة أوباما لدفعها لشن حرب تدميرية على سورية!.
الفضيحة المدوية التي كشفها الصحفي الأمريكي الكبير، وهو يهودي أكثر نزاهة ومصداقية من ( أخوة إسرائيل) من المحسوبين على أمة العرب.
تصريحات داوود أُوغلو قبل أيام بشّرت بتفاؤل بتطوّر العلاقات التركية ( الإسرائيلية)، فلا عجب، ف( فإسرائيل) أُخت وحليفة لقطر وتركيا حزب العدالة والتنمية ( الأخونجي)!
فعلاً : سقط القناع عن الوجوه الخائنة
أعداء الأمة ما عادوا يتحرجون من كشف عدائهم وتآمرهم عليها، وعلى أقدس قضاياها: قضية فلسطين، التي يريدون تصفيتها، لينتقلوا إلى التحالف المعلن مع الكيان الصهيوني...
أنبه إلى أن قطر، وإن كانت تباهي بما تقترف، وتتنطع بصلف للتآخي مع ( إسرائيل)، فإنها لا تنسينا الدور السعودي الخطر جدا تاريخيا على كل قضايا الأمة...
* تنويه: القراء الأعزاء: مقالتي هذه لم تظهر في القدس العربي اليوم الأربعاء 9 نيسان، لأنها تفضح وزير خارجية قطر، وسياسة مشيخة قطر، وتحالف المشيخة مع الكيان الصهيوني.. ناهيك عن تحالفها مع ( تركيا) اردوغان، ودعمها للإرهابيين بالمال والسلاح لتدمير سورية العربية.سأعود لتوضيح علاقتي بالقدس العربي على مدى 24 عاما، ووضع النقاط على الحروف.
هواء طلق..وزير خارجية قطر: نحن و( إسرائيل) أخوة!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 09.04.2014