أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أخطاء المقاومة المفتراه..ردا على د.صالح النعامي!!
بقلم :  د.عصام شاور  ... 22.09.2014

من قال أن العدوان الإسرائيلي الأخير كان مجرد عمليات اغتيال وليس حربا شاملة على قطاع غزة ؟ من قال أن " اسرائيل" كانت ستوقف حربها لو لم ترد المقاومة على ذلك الهجوم البربري؟ هذه أسئلة بحاجة إلى رد شاف من الدكتور صالح النعامي كاتب مقال " الحرب على غزة .. أين أخطأت المقاومة" لأنه من هذه النقطة فتح نيرانه على المقاومة وجلدها أكثر مما جلدتها السن وأقلام العلمانيين، لكننا لن نلجأ الى الرد العاطفي وإنما سنرد الشبهة بالحجة والفرية بالحقائق ليس إلا.
يدعي د.النعامي بأن أهم أخطاء حماس أنها استدرجت إلى الحرب في أسوأ بيئة إقليمية وداخلية وأن عمليات اغتيال إسرائيلية لم تكن تستدعي ردودا تفضي إلى حرب شاملة، الكاتب يؤكد بأن إسرائيل تريد الحرب وليس فقط عمليات اغتيال وهذا في حد ذاته تناقض واضح في اقوال الكاتب، ثم ان البيئة الإقليمية السيئة كانت من اهم الأسباب التي أغرت " إسرائيل" بشن الحرب وكذلك فإن الأيام التي سبقت الحرب كلها تؤكد على أنها كانت ذاهبة إلى حرب لا محالة.
يدعي الكاتب بأن من أخطاء حماس سقف مطالبها المرتفع وذكر التمسك بالميناء والمطار مما أدى إلى إطالة أمد الحرب وجسامة الخسائر في صفوف الشعب الفلسطيني.. هل كانت المطالب هي سبب إطالة الحرب .. الإجابة يعرفها د.النعامي وقد نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي أثناء الحرب ومنها: نتنياهو هو الذي طلب من اوباما التوسط والضغط عليه من اجل وقف اطلاق النار حتى لا يحرج نفسه، مصر كانت سببا رئيسا في إطالة أمد الحرب.. الذي أطال الحرب _زيادة من عندي_ هو عنجهية نتنياهو الذي أصبح كمن وقع وسط رمال متحركة يغوض فيها اكثر كلما حاول الخروج من مآزقه، أما بالنسبة لجسامة الخسائر فالكاتب في ذات المقال اعترف بأن إسرائيل استغلت الكثافة السكانية في احداث قدر هائل من الضرر البشري والمادي في العمق المدني الفلسطيني من اجل الضغط على المقاومة الفلسطينية لوقف اطلاق النار .. يبدو ان المقاومة لم تستسلم لتلك الضغوط ولكن صاحبنا ورغم اعترافه يلوم المقاومة على التسبب بتلك الاضرار، وهنا نسأل الكاتب وكل من يعزف على هذه النغمة السيئة ,, هل تريدون من المقاومة ان تستسلم لو ان اسرائيل قتلت الف مواطن في اول ساعة من الحرب ؟.
وننهي ردنا على ما كتب الاخ الدكتور صالح النعامي بما هو مؤسف، حيث بدأ مقاله كالتالي:" لا يجدر بالمقاومة الفلسطينية الاكتفاء بالاحتفاء بصمودها الكبير ونجاحها في إفشال المخططات الصهيونية بل يتوجب عليها استخلاص عبر مهمة.."؛ نلاحظ أنه لا يعتبر ما حصل انتصارا لغزة وإنما فقط صمود وإفشال مخططات، يعز عليه نطق " انتصار" و"الاحتفاء"،وكأنه ليس من حقهم الاحتفال بالنصر، ثم يطالبها باستخلاص العبر، وكأني به يريد من المقاومة ان تعقد ورشات عمل في القاعات او حتى من خلال الفضائيات من اجل استخلاص العبر ويكون شاهدا عليها، ومن قال له ان المقاومة تنتظر انتهاء المعركة أساسا من اجل ذلك، العدو ذاته اقر بأن كتائب عز الدين القسام هي خير من استخلص العبر واستغل كل التجارب عظيمها وصغيرها لمراكمة خبراتها العسكرية وغيرها، ولولا ذلك لما انتصرت غزة واحتفلت بانتصارها وليس فقط بصمودها.

1