سأبوح لكم ببعض الأسرار عن أحلام الأطفال الفلسطينيين!
كانت معلمة الصف عندما تكون مرهقة ونعسانة تقول لطلاب الصف الرابع الابتدائي، ضعوا رؤوسكم على الطاولات وناموا واحلموا، وبعد خمس دقائق أريد من كل واحد فيكم أن يحكي لنا ما رأى!
بعد خمس دقائق من سماع دبيب النمل توقظ المعلمة الأطفال ليبدأوا بسرد ما رأوا في مناماتهم.
الذكور أصبحوا سائقي حافلات وقطارات ولاعبي كرة قدم، أحدهم صار شرطيا، وآخر تاجرا يبيع الملابس الرياضية، وثالث رأى نفسه يستحم بالبوظة والشوكلاطة، وآخر ذهب هو ووالدته ووالده وإخوانه إلى مكان فيه بيت جميل وأشجار وأنهار وطيور، وآخر يلتقي بجده المتوفى فيحتضنه وينقده مبلغا من المال، آخر يحلم بأن «الدنيا عيد» وهو يرتدي ملابسه الجديدة ويركب الحنطور وينشد مع أترابه، وآخر رأى أنه فنان ويغني مع محمد عساف.
أما الفتيات فكانت أحلامهن مختلفة، غرف مليئة بالمحارم الملونة، مزهريات كثيرة وأزهار أكثر، ورد جوري وثم السمكة وزنابق، رحلات مع الجارات إلى شواطئ البحار وضفاف الأنهار، سهول وسفوح مكسوة بشقائق النعمان والنرجس وعصا الراعي، الجدة تهدي الحفيدة إسوارة من الذهب، ممرضات، معلمات، طبيبات يعالجن المرضى، حجّات يحلقن مع حمام مكة المكرمة.
وكما ترون فإن أحلام أطفال فلسطين عادية مثل أحلام أي طفل في هذا العالم.
من قال إن أهل فلسطين لا يريدون لأطفالهم وبناتهم أن يعيشوا طفولتهم ومراهقتهم وأحلامهم البريئة! وأن يلعبوا الغميضة ويرسموا ويزوروا حدائق الحيوان والمتاحف ومعارض الفنون التشكيلية، وأن يكتبوا رسائل حب لأترابهم، وأن يفخروا في نهاية كل فصل بشهاداتهم وتحصيلهم العلمي وينتظروا الحلاوة!
من قال إن أهل فلسطين ينجبون أبناءهم لإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة والإصابة بالرصاص المطاطي والحي وتلقي ضربات العصي واستنشاق الغاز الخانق! من قال إنهم يعشقون رائحة المستشفيات، وعفن المحققين والتحقيقات ومراكز الشرطة النتنة وقذارة من فيها ومطاردات المستعربين وغدرهم ولؤمهم، من قال إنهم يحلمون بالسكاكين وبدهس البشر ثم الموت.
من قال إن الطفل أحمد المناصرة لا يحلم بأن يكون نجما مثل رونالدو أو ميسي! من قال إنه لا يتأثر حتى الدموع عندما يقرأ قصة قطة فقدت صغارها! من قال إنه لا يحب قصة السمكة التي حاولت الطيران! وقصة السلطان والربيع! والدب والعسل، والشوكلاطة والحليب! من قال إن الفتاة الفلسطينية لا تبكي تعاطفا مع بطلة المسلسل التركي التي صفعها حبيبها ثم تركها! من قال إنهن لا يعشن أحلام الورود والسماء الزرقاء والكواكب مع أغاني الممثلات الهنديات!
من قال إن فتاة فلسطين لا تحلم بعمل كريم وشهادة وتأهيل وحب وزواج وأمومة! من قال إنهن يحلمن بالسكاكين أكثر مما يحلمن بالملابس الجميلة وبكعك ليلة العيد وبقراءة الشعر وبكاظم الساهر وبسماع قصص الجدات وسقاية الزهور في تنكات الزرع على شرفات بيوتهن!
لا يهمني ماذا أراد الشاباك أن يقول من خلال الشريط الذي يظهر فيه التحقيق مع الطفل أحمد المناصرة! سواء سُرّب الشريط بقصد أو بغير قصد! ربما أرادوا القول إن التحقيق يجري مع الطفل من دون عنف كبير باستثناء الضغط النفسي اللفظي! ولكن ما عُرض هو دقائق فقط من مئات ساعات التحقيق والحرمان من النوم والتهديدات بالعنف والتفنن بآخر تقنيات الابتزاز لطفل في الثالثة عشرة، وهي ضغوط نادرا ما يصمد فيها حتى الكبار سوى المجرّبين.
هناك رغبة سادية خفية تراكمت لدى الصهاينة عبر العصور، عندهم شعور بالنقص والدونية يعوّضونه بالعنف ضد شعب أعزل مستضعف، أما في مواجهة الأقوياء فهم مبدعون بالتذلل والابتزاز والبكاء، وتذكير العالم بالمحرقة النازية واستثمارها! انظروا نذالة نتنياهو أمام ميركيل عندما حاول تبرئة النازية من المحرقة، حتى ميركل لم تتحمل حقارته!
إنهم يثأرون من الفارسي والبابلي والإسباني والألماني والبولوني والروسي والأوكراني والتركي والإيطالي والفرنسي والأمريكي والعربي من خلال تفريغ سمومهم وإهاناتهم عبر كل العصور في الفلسطيني.
أطفال وصبايا فلسطين يحبون الحياة مثلهم مثل أطفال كندا والسويد وروسيا وأستراليا وجنوب أفريقيا وأطفال اليهود، وصبايا فلسطين يحببن الحياة مثل بنات أوباما وحفيدات محمود عباس، وروبي ريفلين والملك عبد الله والملكة رانية والسيسي وأردوغان وحسن روحاني وديفيد كاميرون.
السائق الفلسطيني يحاذر من دهس قطة، يعرف أن لها «اخطية» سيحاسبه عليها ربه، ولكن الاحتلال هو الذي يدهس بوحشيته كل القيم ويدمر ويشوه الإنسان في داخل الإنسان.
الاحتلال هو الذي طعن ويطعن طفولة أحمد المناصرة ومعاوية علقم ابن الحادية عشرة وعلي علقم ابن الثالثة عشرة وأترابهم، الاحتلال هو الذي طعن ويطعن صبايا فلسطين في أنوثتهن، هو السكين الذي يدمي قلب وكبد كل فلسطيني.
منذ فجر البشرية، لا يوجد احتلال يبارك المقاومين له، فهو يحاول هدم وتشويه نفوسهم، قد يُتهم المقاوم بالكفر بالآلهة ويسقى السُّم أو يحرق، وقد يتهم بالردة فيدق عنقه، وقد يتهم بالخروج عن إجماع العشيرة فيعزل كالبعير المعبّد! قد يسمونه مخربا وإرهابيا فيُعدم شنقا أو بالرصاص أو بالسجن مدى الحياة أو بقنابل الطائرات، وغالبا ما يلصقون به تهمة أخلاقية لتشويه سمعته لعزله عن الحاضنة الشعبية كاللواط والسكر والتحشيش والسرقة!
لا يوجد احتلال على مر التاريخ اعترف بحق الواقعين تحت الاحتلال بالمقاومة، بل يسن القوانين ويتفنن بها للانتقام منهم، يعلق جثثهم على المشانق حتى تأكل الطير من رؤوسهم، ويمنع دفنهم كما يليق بهم، ينزع عنهم صفة البشر، يبقيهم في ساحة المعركة لأيام حتى تتحلل جثامينهم، أو يرميهم في مقابر الأرقام بالجرافات، لا يوجد احتلال يتضامن مع ضحاياه أو يتفهم دوافعهم، ربما يحاول امتصاص غضبهم هنا وهناك، ربما يحاول تفضيل فئة منهم على فئة لضرب أسافين التفرقة بينهم وتوجيه غضبهم في مواجهة بعضهم البعض، ولكنه أبدا لن يعترف بحقهم في المقاومة.
هما خياران لا ثالث لهما، المقاومة والخلاص من الاحتلال، أو الخضوع كالشياه لسكاكين الجزارين! ولن تنجو الطفولة ولا المراهقة ولا الأنوثة ولا الرجولة ولا الأمومة ولا الحجر ولا الحيوان ولا الشجر ولا السماء ولا الماء من تشويهات الاحتلال طالما هو قائم. نعم شعبنا بكل فئاته العُمرية يتوق لحياة سلمية مثل بقية البشر، ولكن هذا لن يتوفر إلا باقتلاع مرض خبيث من جذوره اسمه الاحتلال.
ماذا يريد المغتصب الذي يلعب بنظريات فريد و علمه النفسي الذي يريد هذا المغتصب اظهاره الي اطفال الانتفاضة خاصة و ان معظمهم انطلق في سن التا سعة وهي صورة تخويف وهي صورة تكسير ارادة هذا المناضل هذا البطل المحاصر عربيا و خاصة من طرف جيرانه بانه يتحدي هؤلاء المجرمون و ان الالة المدمرة بكل قوتها من الفسفور الي النابلم الي الدبابات الي الرصاص المطاطي الذي صنعه المجرم رابين لام بطال الانتفاضة الاولي
الشاباك الذي يقوده مجرمي صهاينة الفصر الملكي في الرباط و لا جهاز الشين بيت الذي يتراسه المغربي ايلي كوهين لا يؤثر علي ارادة اطفال الحجارة منذ انطلاقتهم الاولي الي هذه الانطلاقة المباركة
اما الحلم فقد تغير ففي عهد الانتفاضة الاولي بعثوا اطفال الحجارة الي ابو عمار بحلهم وهو تحرير فلسطين و يشتغون دكاترة في المستشفيات و اساتذة جامعات فاما الان ماذا حل بهذا الطفل و اي بئية اعدتها مجموعة اوسلو مع اسرائيل لهم