أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
دمار شامل: الموصل في ذمة الله!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل  ... 19.07.2017

قبل عدة اشهر من الان كتبت مقالة بعنوان ” الموصل في انتظار نتائج الإجتثاث وصور الخراب والدمار الشامل” توقعت فيها دمارمدينة الموصل التاريخية ثاني اكبر مدينة في العراق حيث استهليت المقالة بالقول “مر هولاكو الجديد من هنا ولم يترك حجرا على حجرا ولا بشر ولا شجر.. مرَ هولاكو القديم من بغداد ومر هولاكو الجديد بكامل مدن وقرى العراق..مرَ هولاكو المسلح باعتى واشد الاسلحه من الفلوجه ومن الانبار ومن سامراء ومن تكريت ومن بعشيقه وقائمه طويله من المدن والقرى والمناطق العربيه في العراق , مر مخلفا وراءه اكوام دمار وخراب بعد ان دمر المدن والقرى بالكامل وشرد سكانها وقتل واعتقل الالاف بحجة محاربة”داعش ” والارهاب, والان جاء دور مدينة الموصل التي ضربت موعدا مع الخراب والدمار الحاصل والقادم في ظل تعرضها الى قصف مكثف بشتى اشكال الاسلحه الثقيله بما فيها الدبابات والطائرات والصواريخ التي تسقط بكثافه على الموصل وسكانها لابل ان الاسلحه الثقيله تستعمل في احياء تعج بالسكان المدنيين الذين بقوا في بيوتهم رغم اشتداد المعارك ضراوة بين تنظيم داعش وما يسمى بالجيش العراقي والحشد الشعبي الطائفي الذي شارك ويشارك في مجازر تجزير وتدمير القرى والمدن العربيه في العراق على اساس عرقي وطائفي…كَسر الجره ليس كتعميرها والذين يرتكبون هذه الجرائم بحق الموصل وغيرها لن يزرعوا الا الخراب والحقد وسيحصدوا الكثير من ردات الفعل والحرب بعد الموصل ستأخذ منحى اخر اكثر دمويه ودمارا”..هذا الاقتباس حول استقراء المستقبل انذاك في مقالي السابق المذكور عنوانة اعلاة تحقق اليوم في شهر يوليو 2017 بابشع الصور حيث اعلن ما يسمى برئيس وزراء العراق نصرة المزعوم في الموصل على” داعش” فيما قام هو واعوانة باخفاء فضيحة هدم وردم مدينة الموصل على راس قاطنيها حيث قامت الطائرات الامريكية والغربيه بهدم الموصل بشكل كامل مخلفة وراءها جثث الاف القتلى تحت الانقاض بما فيها جثث عائلات كاملة ما زالت تحت الانقاض ولم تَنتشل حتى الان… الجثث لا تملا شوارع الموصل المهدمة فحسب لابل ان رائحة الموت وتعفن الجثث تملأ كل الموصل حاره حارة وشارع شارع.. لم تبقي الطائرات الامريكية ومدفعية حلفاءها حجر على حجر في الموصل!!
منذ بداية الحرب على الموصل كان واضحا ان المهاجمون والمدافعون في ان واحد مصممون على تدمير ثاني اكبر مدينه عراقيه يفوق عدد سكانها المليون وربع المليون مواطن وبالتالي يبدو واضحا ان ما يسمى بالتحالف الدولي المتحالف مع ما يسمى بالجيش العراقي كان مصمما على محاربة “داعش”عبر تدمير الموصل حاره حاره وحي حي وبيت بيت وما جرى واضح وهو ان ادارة الرئيس الامريكي ترامب قد حكمت على الموصل بالدمار والموت والاعدام مسبقا بهدف اعلان نصرها على ” داعش” حتى لوكان ثمن ذلك تدمير مدينة الموصل بالكامل وهو ما حصل اليوم بالفعل نتيجة لقصف المدينة على مدى اشهر دون توقف بشتى اشكال وانواع الاسلحة الفتاكة..!!
من هنا لابد لنا من اعادة نشر تصريح ضابط عراقي شارك في بدايات حرب الموصل وتحديدا في شهر 12 .2016,حيث اشار هذا الضابط بوضوح الى ان المستشارين العسكريين الامريكان يؤيدون تدمير الموصل بهدف اقتلاع بضعة الاف من مقاتلي “داعش” ومن ضمن ما صرح به هذا الضابط قولة ايضا ان “الأولوية هي لأرواح الجنود ومن ثم المدنيين، وهذه الحرب يجب أن تكون فيها خسائر” لكن من الواضح ان هذه الخسائر كانت تعني تدمير الموصل وقتل وتشريد اهلها.. اليوم وبعد التحرير المزعوم وطرد داعش من المدينة لا يوجد في الموصل مناطق محرره لابل مناطق مدمره بالكامل هجرها سكانها او قتلوا في قصف الدمار الشامل والارض المحروقة الذي اتنتهجته القوات الجوية الامريكيه و قوات “خضراء بغداد” بناءا على استشارة مستشارين امريكان واجانب ايَّدو منذ البداية تدمير الموصل..مدينه يقطنها مئات الالوف من البشرُدمرت بالكامل على رؤوس اهلها لتحقيق نصر مزعوم على بضغة الاف من مقاتلي تنظيم الدوله.. معادلة قوات خضراء بغداد والتحالف الغربي الفاشي كانت تدمير حارة كاملة على راس قاطنيها من اجل قتل مقاتل واحد من مقاتلي داعش!!
منذ بداية الحملة العسكرية على الموصل كان واضحا ان الحرب جرت وتجري على ابواب السكان المدنيين وداخل احياء مكتظه بالسكان تعرضت لقصف دمار شامل عنوانه الخارجي الحرب على داعش وفحواه ماهو جاري على الارض وفي الميدان وهو اباده جماعيه ودمار شامل استهدف سكان المدينه وبنيتها المعماريه لابل كان هدفها الاساسي تدمير الموصل وصور اليوم تظهر الدمار الشامل البشع الذي لحق بالموصل والانكى من هذا ان الاف الجثث ما زالت تحت الانقاض ومئات العائلات دفنتها صواريخ الطائرات
الامريكية احياءا وما هو جاري في هذا الاوان هو ان سلطات خضراء بغداد تقوم بمنع الصحافيين ووسائل الاعلام من دخول المدينة المدمرة في محاولة منها للتستر على هول الجريمة.. اين ماحفَرت تحت الانقاظ واينما حطيت قدمك في الموصل تجد كومة من الجثث لعائلات كاملة تحت الانقاض وفي الشوارع وفي المساجد وفي كل مكان, وقد ذكرت مصادر في مديرية الدفاع المدني بمحافظة نينوى” إنها تمكنت من انتشال مئات الجثث لمدنيين خلال الـ72 ساعة الماضية13.7.017، وما زال البحث مستمراً تحت أنقاض منازل الموصل، خصوصاً في مناطق السرج خانة وباب الطوب وباب لكش وباب البيض وباب حديد وبوابة الشام وشارع الفتاح وشارع الأغا والنجفي، وأحياء وأزقة أخرى في المدينة القديمة والأحياء القريبة منها.ووفقا لضابط في جهاز الشرطة المحلية العراقية، فإن المئات من الجثث تم انتشالها بمساعدة فرق متطوعة وقوات الجيش والدفاع المدني.” وأوضح ضابط آخر طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “المنازل قصفت بالطائرات، وهذا واضح فالتدمير الكامل لها يؤكد أنها لم تقصف بصاروخ كاتيوشا أو غراد من تلك التي يمتلكها تنظيم داعش، وذات تأثير بسيط لكن ما نراه هو منازل خسفت بها الأرض” وفقا لقوله.وبيّن أنه “يستبعد أن تتهم الحكومة العراقية قوات التحالف بالوقوف وراء تلك المجازر، كونها ستدين نفسها في المقام الأول، وتؤكد وحشية التحرير”.. تدمير في ثوب تحرير مزعوم.. !!
اغرب مافي الامر هو اعلان النصر على داعش في العراق على اشلاء سكان الموصل وقد استدعى الامر اعلان اسبوع عطلة كامل في العراق للإحتفال بالنصر المزعوم وهو ليست اكثر واقل من الاحتفال بعرس موت الموصل وسكانها.. بعد خراب وموت الموصل تحتفي خضراء بغداد وحشدها الشيعي الطائفي بنصر كارثي صنعتة الطائرات الامريكية عبر تدمير الموصل وتشريد اهلها ووفقا لاحصائيات الامم المتحده أن “قرابة مليون مدني من قاطني المدينة الذين يفوقون المليونين، قد فرّوا من منازلهم منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر/ تشرين الأول 2016” واكدت الامم المتحده ايضا انها لا تعرف حتى اليوم الأعداد الحقيقية للقتلى المدنيين في المعارك، وإن كان مؤكدا أن أعدادهم أكبر بكثير من الأرقام التي أعلنتها سلطات “خضراء بغداد” والحديث يدور عن عشرات الاف القتلى والمفقودين فيما دمر القصف الامريكي والغربي احياء كاملة مأهولة على راس قاطنيها في حين قام تنظيم داعش ايضا تدمير الكثير من المباني ودور العبادة وكل ما وقع تحت قبضتة… الاطراف المتحاربة شاركت كلها مجتمعه في تدمير الموصل
لكن قوة النيران والدمار الامريكية كانت تفوق بكثير قوة نيران داعش..المحصلة كانت ان الموصل اصبحت في ذمة الله … مدينة مدمرة واهلها منكوبين ومشردين او ما زالوا جثثا تحت الانقاض .. دمار شامل: الموصل في ذمة الله…هولاكو الامريكي ومرتزقتة من عرب وعجم وشيعة وسنة مروا من هنا وتركوا وراءهم خراب مدينة الموصل…نصر العبادي وترامب في الموصل هو جريمة حرب كبرى تلحق بجرائم حرب اعظم واكبرجارية وتجري في كل من العراق وسورية بحجة محاربة ” داعش” والارهاب.. !!

1