لا يمكن الصمت على وقاحة واستهبال ومروق حكّام الإمارات على الأمة العربية بمسلميها ومسيحييها، وهم يرسلون طائرة أولى.. ثم طائرة ثانية..إلى مطار بن غوريون في الكيان الصهيوني، وبحجة تقديم أدوية وأجهزة تنفس للشعب الفلسطيني لمواجهة الكورونا.
أمس الثلاثاء 9 حزيران هبطت الطائرة الثانية في مطار بن غوريون، وجهات صهيونية أعلنت عنها، ولتسويغ ما يفعله حُكّام الإمارات فقد أعلن في الكيان الصهيوني أن الطائرة الإماراتية تحمل أجهزة تنفس للفلسطينيين، باتفاق بين الأمم المتحدة و( إسرائيل)..والإمارات!
لماذا لم تنقل منظمة الصحة العالمية الأدوية وأجهزة التنفس لشعبنا في الضفة وقطاع غزة؟!
انتبهوا: الفلسطينيون لا علاقة لهم بما يفعله حكام الإمارات المطبعون، فما يجري يهدف إلى مصلحة صهيونية ( إماراتية) ومن وراء ظهر عرب الإمارات!
الطائرة الأولى رفضت السلطة تسلم ما تحمله، وأعلنت بأنه لا علم لها بها، فلم يجر التنسيق معها حولها...
ولكن حكام الإمارات غير معنيين بموقف السلطة، وبرأي الشعب الفلسطيني، فهم معنيون ( بالتطبيع) مع الكيان الصهيوني..وعلى ظهر الشعب الفلسطيني وقضيته التي تتعرض لأخطر أوقات تصفيتها أمريكيا و ( إسرائيليا) و( عربيا) من قبل حكام تابعين أمريكيا، متورطين في المؤامرة البشعة..لا تهمهم فلسطين وقدسها بمقدساتها المسيحية والإسلامية، وفي المقدمة: حكام السعودية، وتوابعها في البحرين، ولا ننسى الدور القطري( السبّاق) في التطبيع، وعُمان التي استقبل سلطانها الراحل نتنياهو وحرمه مسجلاً ( مأثرة) في خاتمة عمره!..يعني ( كل) دول الخليج..باستثناء الكويت الصامدة حتى اللحظة في موقفها المنحاز لفلسطين وشعبها.
هؤلاء المستهبلون يرسلون طائرتين..ويبدو أنهم بصدد افتتاح خط جوي بين ( أبوظبي) وتل أبيب – فالكيان الصهيوني مرر أخبارا صحفية عن قرب تدفق( سواح) إماراتيين وبطائرات إماراتية!
ما دام حكام الإمارات لم يتراجعوا بعد فضيحة الطائرة الأولى، ورفض السلطة تسلم تلك الأدوية التي نقلت على متنها، وعادوا ووجهوا طائرة ثانية، وبعد استقبال وفود رياضية..و(دينية)، فقد بات واضحا أن حكام الإمارات ضالعون في مؤامرة صفقة ترامب – نتنياهو، التي ترمي إلى مصادرة الأغوار الفلسطينية..وشمال البحر الميت، وضم المستوطنات الصهيونية..لإنهاء أي أمل بحل الدولتين، فهم يعرفون ما يفعلون، ويؤدون دورا خيانيا للشعب العربي الفلسطيني، وفلسطين، والقضية الفلسطينية، وهم يسفرون عن وجوههم علنا بالالتحاق بحلف أعداء فلسطين قضية الأمة العربية الأولى..التي كانت هكذا دائما..وستبقى.
في مواجهة مروق حكّام الإمارات ودورهم الخياني الإجرامي..واستهانتهم بكفاح عرب فلسطين الذين يتصدون منذ أكثر من مائة عام للهجمة الصهيونية على قلب الوطن العربي، واستهتارهم بمئات ألوف شهداء شعبنا وأمتنا على ثرى فلسطين..لا بد من التصدي لحكام صغار مارقين يعبثون بأقدس مقدسات الأمتين العربية والإسلامية.
من العار، إذا كانوا يخجلون، على حُكّام الإمارات أن يرسلوا طائراتهم التطبيعية إلى مطار مؤسس الكيان الصهيوني المجرم بن غوريون الذي دشن سياسة التطهير والتهجير في فلسطين..بينما تتحدى إيران الحصار عليها وعلى فنزويلا وترسل السفن المحملة بالنفط وأدوات تشغيل مصافي نفط فنزويلا ..والطائرات الحاملة للأدوية لشعب فنزويلا الصديق..ورغم أنف ترامب وأمريكا!
هذه هي الأخوة الحقيقية بين الشعوب..حتى وإن كانت تنتمي إلى أُمم وأعراق مختلفة..وهذا هو الفرق بين المقاومة والأخوة الإنسانية وبين باعة النفط والكرامة وفلسطين.
كان بمقدور حكام الإمارات أن يرسلوا المساعدات الطبية لشعب فلسطين المحاصر في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة عبر الأردن ومصر..لكن هذا لا يحقق لهم أهدافهم التطبيعية التآمرية الفاجرة والمستهبلة على الأمة كلها من محيطها إلى خليجها.
شعبنا الفلسطيني الحر المقاوم يرفض أدوية حكام الإمارات..فهو يضحي منذ مائة عام ليتنفس بحريّة هواء فلسطين بدون تلويث صهيوني...
على شعبنا لن تمر ألاعيب (هواة) وأولاد في السياسة..كل أهميتهم أنهم يملكون مال النفط ويبددونه في شراء أسلحة لم تخدم يوما قضايا الأمة..سيما في فلسطين، بل وظّف في التآمر على قضية فلسطين المقدسة..وعلى شعب اليمن..وعلى تأجيج الحر التدميرية في ليبيا..وعلى كل قضايا أمتنا وشعوبنا الساعية للحرية والكرامة.
العار للمطبعين الخونة.
المجد لفلسطين العربية من نهرها لبحرها ولشعبنا المقاوم ولملايين العرب الشرفاء المنحازين لعروبة فلسطين.
حُكّام الإمارات:وقاحة واستهبال..ومروق!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 10.06.2020