تعرّضت تل أبيب ومنطقة المركز ليلة أمس الثلاثاء إلى ضربات صاروخية، وأُرغم سكانها على الركض إلى الأماكن المحمية، وهذا يُعتبر مسّاً كبيراً في هيبة العسكرية الإسرائيلية، التي ما زال معظمها يعيش ويعيد ويكرّر ويستمتع بأمجاد حرب 1967.
في الوقت ذاته، كان هناك الكثير من مواقع الاشتباك بين الشرطة والمواطنين العرب، التي قدَّرها مدير عام الشرطة بحوالي ستين بؤرة مواجهة، على مداخل المدن والقرى العربية، وكذلك في الأحياء العربية داخل المدن المختلطة، مثل عكا ويافا والرملة واللد وحيفا، التي استمر بعضها إلى ما بعد منتصف الليل، تخللها إشعال حرائق في الشوارع الرئيسة، واشتباكات مع الشرطة، ومهاجمة سياراتها ومراكزها بالمفرقعات النارية والحجارة، ووقعت اشتباكات بين عرب ويهود خصوصاً في اللد، وذلك بعد استشهاد شاب من عائلة حسّونة على يد مستوطن رمياً بالرصاص، وهي مشاهد تذكر بانتفاضة الأقصى عام 2000 .
رغم ما يدعيه القادة الإسرائيليون من ذكاء، وزعمهم بأنهم يُعمِلون التفكير أكثر من القوة، فقد أعرب أكثرهم عن تفاجوئه إزاء رد فعل العرب الفلسطينيين على ما يجري في القدس. لم يتعلموا الدّرس عام 2000 عندما اقتحم شارون باحات الأقصى، فكانت الشّرارة التي أشعلت كومة العنصرية والإجحاف المتراكمة منذ عقود، ولا يريدون أن يستوعبوا قدسية المكان ولا رمزيته وحساسيته الفائقة.
ردّ الفعل على استفزازات المستوطنين في حي الشّيخ جرّاح، وعلى وقاحتهم وإصرارهم على التطهير العرقي، كأنه حقٌ تاريخي لهم، ومحاولات اقتحام المسجد، إنما هو تحذير بأن زلزالا مدمِّرا سيحدث إذا وقعت الواقعة، وحدث ما يخططون له للمسجد الأقصى، لأن الأمر لن يبقى محصوراً بين الفلسطينيين والاحتلال، ولا حتى بين العرب وإسرائيل. من ناحيتهم، أعرب مسؤولون من مختلف المواقع العسكرية والمدنية عن دهشتهم لما جرى في المدن المختلطة مثل، اللد والرملة ويافا وعكا، فيبدو أنهم يظنون بأن التّجاهل يمحو الذاكرة ويجعل الناس يرضون ويتأقلمون مع واقع التمييز العنصري وحتى مع الفاشية. لقد انتفض العرب عموماً وأهالي المدن المختلطة على إهمال ممنهج وعلى فاشية تتفاقم، ولأنهم جميعهم مرُّوا بشكل أو بآخر بتجربة الشيخ جرّاح ومحاولات ترحيلهم، سواء بالإغراء لبيع الممتلكات، أو من خلال الضغوط وتحويل حياتهم إلى جحيم، وكثيرون منهم، هم أبناء وأحفاد جيل طُرد من بيوته وقراه وأرضه، وما زال يعيش حالة من القلق على وجوده. من يمر في المدن المختلطة يستطيع أن يعرف الحيّ العربي بدون جهد يذكر، ومن دون أن يرى مسجداً أو كنيسة، لكنه يلمس ذلك من الإهمال المنهجي الواضح، وهذا ينطبق على كل بلدة عربية من الشمال حتى الجنوب.
مسيرة الحافلات من فلسطينيي الداخل إلى القدس في ليلة السابع والعشرين من رمضان، ومحاولة الشرطة منعهم من الوصول إلى الأقصى في ليلة مقدّسة، قالت إن الصراع مفتوح في كل مكان وفي كل لحظة، وهو مرشح دائماً للاشتعال من جديد، خصوصاً أن العنصرية المنهجية تُوّجت بدخول الكاهانيين إلى الكنيست، التي يعلن ممثلوها هدفهم بوضوح وبدون لفٍّ ودوران، بأن هدفهم هو تفريغ ما يسمونه أرض إسرائيل من العرب، وقادوا الحملة الأخيرة للتطهير العرقي في الشيخ جراح، واصطدموا مع المرابطين هناك. حراك المقدسيين وعرب 48 المكثّف في الشهر الفضيل في مواجهة الفاشيين، قال إن سياسة الإحباط الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال ضدّهم قد فشلت.
لقد عمد الاحتلال إلى إغراق أجيال من الشبان العرب في السموم والجريمة والحروب الداخلية واليأس والتدجين، ولكنه ارتطم بحقيقة أخرى، وهي أنه في مواجهة شباب واعٍ ووطني ذي عنفوان، يعرف بالضبط ما يُخطّطُ له، ويعرف واجبه ومسؤوليته تجاه نفسه وشعبه ووطنه وأمّته. لقد فشل الاحتلال في تيئيس المقدسيين، رغم سعيه إلى عزلهم عن امتدادهم الجغرافي والديموغرافي مع الضفة الغربية وسعيه إلى ضربهم اقتصادياً، فأحد أهداف الحواجز على مداخل القدس القديمة، وتكثيفها في رمضان المبارك، هو عرقلة وصول القادمين إليها لتخريب الدورة التجارية لتجار القدس. كذلك فشلت سياسة التدجين، من خلال منح بعض سكان القدس البطاقة الشخصية الإسرائيلية الزرقاء، فالبطاقة الزرقاء لم تكن ضمانة للحصول على الحقوق، وحال المقدسيين في معظمهم أسوأ من حال عرب 48. في نهاية الأمر، فإن العنصرية والفاشية وسياسة التطهير العرقي تُوحِّد الفلسطينيين، لأنها لم تستثن أحداً ولا منطقة جغرافية في فلسطين كلها، لا في قطاع غزة المحاصر منذ سنين، ولا في الضفة الغربية التي تُصادر ويصول فيها المستوطنون ويجولون، ولا في القدس المعزولة المحاصرة، ولا في داخل مناطق 48 المُهَمّش، ولهذا فإنه من الطبيعي جِدا أن تكون ردود الفعل في كل مكان في فلسطين التاريخية، مع الأخذ بعين الاعتبار، اختلاف الوسائل المستخدمة في هذه الردود المواجهات، حسب ظرف الزمان والمكان الذي تحدث فيه.
YOU Have to have complete,INTIFADA in the whole country Do not waste more time ABBAS is an agent to the Zionist he is a traitor take him out and give weapons to the poeple to defend themselves , the bastard is not going to liberate you , stand up and take what is yours by your own hands