ميز الله الإنسان بالعقل عن باقي الكائنات ، وجمله به فارتبط مصطلح الوسامة والجمال عند معظم الناس بالشكل الخارجي للإنسان مهملين الجانب الداخلي منه كالعقل والإدراك والذكاء والتخيل وغيرها من السمات الداخلية التي تلعب دور أساسي في زيادة قيمة الإنسان ،وقد أعطيت هذه القيمة مكانة عند الفلاسفة حيث قال فرويد لاقيمة تعلو على قيمة العقل ولاسلطة تعلو على سلطته فهي الانعكاس لسلوك الفرد وأفعاله وأقواله في المواقف وهي الجانب الأساسي الذي يميز شخصية الإنسان ، فالحكم على الشخص عند البعض على المظهر الخارجي للشخصية و لكن بالحقيقة الوسامة العقلية مرتبط بجوهر الشخصية لذلك قال ارسطو عندما أراد أن يحكم على شخصية الفرد تحدث حتى أراك ، لان اعتبر أن حديثه انعكاس لأفعال ومستوى نضج تفكيره ، كمعيار لدرجة وسامته العقلية .
فالشخص الذي يتميز بالعقل الوسيم صادق مع ذاته ومع الأخريين مع ذاته يعي قدراته ومهاراته قادر على التعامل مع المشكلات والتحديات فلديه قدرة على التعامل مع التحديات كفرص للتحسين والتعامل مع المشكلات كفرص للنجاح ،ومرن قابل للتعلم ومتعلما من أخطائه ، وعادل ومنصف غير مزدوج المعايير و موضوعي في حكمه وافتراضياته ، ولديه قدرة على استخدام شقي الدماغ في التفكير الشق الأيمن بالإبداع والتخيل والشق الأيسر بالحفظ والتفكير المنطقي ، ولديه أهداف واضحة وخطط وإستراتيجية لتحقيق هذه الأهداف يعرف مايقوم به جيدا الآن ومايمكن أن يكون عليه بالمستقبل ، ولديه خبرات وتجارب وقدرة على الاتصال والتواصل ومتواضع قادر على استيعاب الأفراد والمواقف ومؤثر بالآخرين يقودهم للتميز و مثقف متخصص في مجال معين يبدع فيه ،صادق في أقواله وأفعاله ويتميع بالطاقة الايجابية ولديه مستوى تفكير عالي .
ومالا يعرفه البعض أن العقل الوسيم يرفض التناقض والسلبيات في المعلومات فالدماغ يعرف جيدا إن كان صاحبه يقول الصدق أم يكذب ،فالشخص الكاذب المتصنع عندما يتحدث ويفعل أشياء غير حقيقية , فإن الإشعارات التي تصدر من المركز الرئيسي للدماغ الخاص بالشق الأيمن لباقي أجهزة الجسم والجهاز العصبي تكون إشعارات غير طبيعية لأن الدماغ يعرف جيدا بأنه يكذب لأن مايقوله غيرمتوافر في مخزونة المعرفي في الشق الأيسر شق حفظ المعلومات التي اكتسبها الفرد من خلال خبرته وتفاعله مع البيئة فيلجأ إلى استخدام الشق الأيمن من الدماغ، وهو الشق المسؤول عن الصور والتخيل والإبداع واختلاق القصص والتأليف ،فبالتالي تؤثر على عمل الأجهزة الفسيولوجية وكيمياء الدم ومياه البشرة لذلك عندما يكذب الفرد نشعر أنه غير متوازن في حركاته وإيماءاته و دقات قلبه ونجده متوتر وقلق ولديه تغير في لون بشرته وأحيانا يكون متعرق وعند محادثته نجد معظم نظرات عينيه تتركز بالغالب نحو جبهته اليمين وهو الشق الأيمن شق التخيل والإبداع واختلاق القصص واللعب بمحتواها وصورها، و مع كثرت استمرار استخدام الكذب يصبح هناك خلل في تفاعل الفرد مع ذاته ومع الغير وتشعر هنا ذاته بالهشاشة حيث تقع فريسة للصراع مابين التناقض أقواله وأفعاله فتصبح غير متوازنة مجمعه لكم مرتفع من الطاقة السلبية لذلك عندما نرى هذا الشخص نشعر بنفور وعدم القبول أو الارتياح له ، وتختلف درجة النفور من شخص لآخر تبعا لدرجة الطاقة الايجابية كلما كانت طاقتك الايجابية مرتفعة كلما كانت درجة حساسيتك أعلى بالنفور من ذوي الطاقات السلبية شبيه بالشعور بالصواعق الكهربائية .
أما الشخص الصادق الذي يتمتع بالوسامة العقلية عندما يتحدث فإن أفكاره ومعلوماته حقيقية موجودة بالمخزون الدماغي فهو يتحدث بكل ثقة وسلاسة لتواجد حقيقي لما يقول في الشق الأيسر من الدماغ شق حفظ المعلومات التي اكتسبها الفرد من خلال خبراته وتجاربه فالإشعارات التي تصدر للجهاز العصبي وأجهزة الجسم تكون طبيعية وسلسة وتنعكس على كيمياء الدم ومياه البشرة بطريقة تجعل لون البشرة صافي وأفعاله وأقواله فيها توازن، وعند محادثته تجده معظم نظرات عينيه تركز على جبهته اليسرى أي الشق الأيسر ليستدعى المعلومات قد مربها من خلال خبراته لذلك درجة صدق أقواله تعطيه ثقة عالية وتعزيز ذاتي فترتفع من طاقته الايجابية لذلك هذه الشخصية عندما تحضر نلاحظ أنها تتمتع بالحضور والهيبة والمكانة والقبول وكأن طاقة ايجابية اقتحمت المكان فتشعرك بالارتياح لها وكلما كانت طاقتك ايجابية ستشعر بالانجذاب لهذه الشخصية ، لذلك عزيزي القارئ إن الوسامة العقلية هي أفعال وأقوال الشخص وهي انعكاس لمستوى تفكيره و لمدى رقي تفكير الشخص وثقافته ، ودلاله لدرجة مصداقية الفرد مع ذاته ومع الأخرين وكلما ارتفعت درجة المصداقية ارتفعت وسامته العقلية،فكم درجة وسامتك العقلية ؟؟؟
