أحدث الأخبار
الأحد 16 حزيران/يونيو 2024
من رسائل الحب والحرب!!
بقلم : جيينا صالح ... 16.05.2024

النّكبة ….
صديقي الغالي :
أكتبُ لك ومازالت نكبتُنا تتوالى !؛ عاماً تلوَ عام و الحُزن في قلبي لا ينقطع ..
يأتي هذا اليوم(علينا ذكرى النكبة) في هذا العام بالشهر الثامن للحرب ‘ الأشرَس و الأعظم و الأخطر في هذا الزمان !
يمرّ هذا اليوم الأغبر ‘ بصمت عربي (رسمي )مُريب ! و اسستحقاق شعبي عالمي مُهيب!
وبرغم كل الخذلان ‘ إلّا أنني اشعر بالأمان ؛ فالعالم بأحراره (في الجامعات في الشوارع و على كل المنصّات ) ينتفض نصراً للقضيّة ‘موازين القوى اختلّت الأرض من تحت أقدام المُحتلّ اهتزّت ‘بصمود ال م ق ا و م ة ‘و بتضحيات أهلنا و دعم الشرفاء’ بعدَ أن تأكّد للعالم اجمع بأن الهويّة من النهر الى البحر عربيّة … كانت و ستبقى ..فلسطينيّة’ .. و بلا شك أن استمرار الحرب محال’ و كما كانت غ ز ة مقبرة الغزاة ‘ بالتأكيد أن رفح ستكون وجه الفرح ‘ هذا الكيان إلى زوال… والشعب ال ف ل س ط ي ن ي سيُقاوم و لن يركع..
أمّا قبل : فأنا في الحب كما الحرب ؛ ما زلتُ على قيد عناء ؛ أطوي الأيّام على ملَل على عَجَل’ على أمل .. ‘خيباتي و أحزاني بابتسامة هادئة أُداريها.. في ذكرى النكبة : أستذكرُ نكبتنا ! آآآهٍ ما أقسى هذه الأوقات علي ! أُمارس حياتي و كأنها طبيعيّة و الله أدرى بالحال ! أنفاسي بالكاد ألتقطها ! و كأنّما تعطّلت الحياةُ من حولي و في داخلي ‘ و كلّما حاولت أن أبدو بخير فضَحني شرودي و سرحاني ‘ في الآونة الأخيرة انتباتني حالة من التعب؛ أشعرُ بدوارٍ شديد و كأنها الدنيا تلف و تدور بي لِتُلقيني في مهب العمر الضائع إلّا من ذكريات جميلة نكهتها أصبحت مريرة كمرارة الأيّام التي نعيش.. !
لقد وضعتني في محطّة يصعب منها الرّجوع ؛ المُصيبة أنّني كُلّما حاولت أن أسْتَقِلَّ قِطاراً لأُغادرها’ فَشلْتْ !؛؛؛ بَعْدَك أدرَكتُ أنّ الإنسان قد يُعذّب آخَر فقط لأنّهُ يُحبّه ! أيقنت أنّ المرء يمُر بحياته شخص يُلَخبط كيانه؛ يُحييه ! يُميتُه ! يكسره و يجبُرُه ! يرويه ‘ويُعيدُهُ ظماآااان !!!
شيء يجعلك غريباً (واللهِ أنّكَ أعَدتني غريبة)!أعدتني غريبة ليسَ عنكَ فقط ! بل و عن نفسي أيضاً ..!!!
أعترف بأنّك كما الوطن غالي وعظيم؛ لا أستطيع نسيانك لا أستطيع منع نفسي من التّفكير فيك!! الشعور بأنّك تمضي بشيء ‘ تخاف منهُ وعليه لِتَجِدهُ يُسيطر عليك ! مهما حاولت التخلّص من ذاك الشعور ستجدك (تهرب من نفسِك اليها)!!
عزيزي الذي أفتقده: لليوم 222 للحرب و أكثر منها للحب’ صباحي من دونك مأتم ‘ وليلي في غيابك جنازة في إثر جنازة ‘أُدرك أن لا أحد يُمكنهُ أن يختار نهايته ‘إنّما يلزمه أن يمضي لغايته!
مع ذلك اكتب لك و كُلّي يقين بأنك لن تقرأ !و لكني أعدُك بأنني سأمضي بثباتٍ و تمكين؛ فلا شيء يبقى على حاله و ما عاد هذا التاريخ مؤشر ضياع حق وزواله! بل هو ولادة كفاح و نصرٍ قادمٍ لا محالة ..
هذهِ المرحلة حسّاسة جدا ‘ انها كمن يَدُّق المسمار الأخير في نَعش أي علاقة! أو تصوّر! و لكنه الصدق ما يُعطي للحياة معنى و بُعد….
وطني وحبيبي:
قلبي عليك ‘ و لا أملك إلّا الدّعاء ؛ فكم من حزن رحل بسجدة و كم من فرح حلّ بدعوة! !
و يا عزيزي ‘الحقوق لا تسقُط بالتّقادُم.. و الوقت كفيل بتسوية كل ما لا يُسوّى…
في الختام ‘:
على مرّ السنين ‘ كما في كل حين ف ل س ط ين لنا و إنّا إليها راجعون ..
سننتصر ‘ وأعدُك أيضاً بأنني سأُقاوم ‘ و كما في كل مرّة أقول : سأعود و كلّي حنين .. لدار الأحبة ‘ و القلبُ عيد ..
للمرّة المليون :أُحبّك ‘أُحيّك …. أفتقدُك ..
وإلى حين عودة و نصر و تمكين أستودِعُكَ قلبي و روحي..
يااااا روح قلبي..

*كاتبة من الاردن
1