أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
العراق: تنظيم «الدولة» يستهدف آبار النفط… وخشية كردية من تداعيات انسحاب الأمريكيين!!
بقلم : الديار ... 06.05.2021

سقط 7 من قوات الأمن العراقية بين قتيل وجريح، إثر هجمات مسلّحة شنّها تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس الأربعاء، استهدفت آباراً نفطية ودورية للجيش في محافظة كركوك الشمالية، أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، فيما أشار قيادي كردي إلى أن التنظيم، أعاد ترتيب صفوفه، مبدياً خشيته من تداعيات انسحاب القوات الأمريكية.
وأعلنت وزارة النفط، تعرض حقل «باي حسن» في محافظة كركوك إلى «اعتداءات إرهابية» أدت إلى قتل وإصابة عدد من المنتسبين.
وقالت، في بيان صحافي، إن «حقل باي حسن في محافظة كركوك تعرض إلى اعتداءات إرهابية فجر هذا اليوم (أمس)».
وحسب البيان: «أسفرت الاعتداءات عن تفجير البئرين (183) و(177) واستشهاد وجرح عدد من القوات الأمنية وشرطة الطاقة».
وأشارت إلى أن «فرق السلامة والإطفاء في شركة نفط الشمال والجهات الساندة تمكنت من إطفاء البئر (177) والسيطرة عليه بوقت قياسي، فيما تعمل هذه الفرق للسيطرة على حريق البئر (183)».
وأدانت الوزارة، «جميع العمليات الإرهابية والتخريبية التي تستهدف الثروة الوطنية» مؤكدة في الوقت عيّنه أن «هذه المحاولات اليائسة لن تثني ولن توقف العاملين في القطاع النفطي من بذل أقصى الجهود لحماية الثروة النفطية والعمل على إدامة وزيادة الإنتاج خدمة للصالح العام».
ونقلت مواقع إخبارية محلّية عن مصادر أمنية، بأن الهجوم تسبب بمقتل عنصر من شرطة الطاقة، بالإضافة إلى إصابة آخر.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن دورية للجيش تعرضت إلى انفجار عبوة ناسفة، غرب قضاء داقوق التابع لمحافظة كركوك أيضاً.
وتشير الأنباء «غير الرسمية» إلى أن عبوة ناسفة انفجرت على دورية للجيش غربي قضاء داقوق، مما أدى إلى مقتل 2 من منتسبي الجيش وإصابة 3 آخرين بجروح مختلفة.
وحسب المصادر، فإن القوات الأمنية طوقت مكان الحادث وقامت بنقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.
*العثور على وكرين
في المقابل، أعلنت خلية الإعلام الأمني (رسمية) العثور على وكرين للتنظيم وبداخلهما أسلحة ومواد تفجير في منطقتين في كركوك.
وذكر بيان للخلية أن «قطعات الفرقة الخامسة شرطة اتحادية نفذت عملية أمنية لتفتيش وتطهير مناطق (وادي الكور) في كركوك، أسفرت عن العثور على وكر يحتوي دراجة نارية تستخدمها العصابات الإرهابية للتنقل، وأفرشة منام، وأغطية».
فيما نفذت القوات عملية ثانية لتفتيش «مجمع النور» و«مجمع اليرموك» في ناحية الرشاد، تم خلالها العثور على وكر يحتوي ملابس عسكرية، و 18 مسطرة معدة للتفجير، و8 فتائل قداح، وتم تدمير الأوكار من قبل الجهد الهندسي للفرقة، وفق البيان.
وفي السياق، قال مسؤول كردي كبير، إن هناك مؤشرات متنامية على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يحاول الظهور على الساحة مجددا بعد تزايد الهجمات في العراق.
وقُتل ما لا يقل عن 19 من أفراد قوات الأمن العراقية والكردية العراقية في الأيام القليلة الماضية في مختلف أرجاء البلاد وفقا لبيانات عسكرية وتصريحات مسؤولين أمنيين، مما دفع الرئيس العراقي برهم صالح، للدعوة إلى توخي الحذر من خطر نهوض التنظيم مرة أخرى.
*جرس إنذار
وقال لاهور طالباني الرئيس المشارك لـ»الاتحاد الوطني الكردستاني» والقائد السابق للمخابرات لوكالة «رويترز» : «لقد أعادت (الدولة الإسلامية) تنظيم صفوفها فيما يبدو.لم يُقض عليها بالكامل».
وأضاف أن «هناك بضعة آلاف من مقاتلي التنظيم يعملون في العراق».
وأبدى قلقه من قدرة التنظيم على التجنيد عبر وسائل منها مواقع التواصل الاجتماعي. وقال اعتُقل، قبل ثلاثة أسابيع، على 38 جُندوا للعمل مع تنظيم الدولة الإسلامية وجميعهم من الأكراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و22 عاما.
وزاد «كانوا على وشك شن هجمات، تلقوا عتادا وقنابل ومتفجرات. وكان هذا جرس إنذار».
وعُزيت بعض الإخفاقات الأمنية إلى الافتقار للتنسيق بين الجيش العراقي والقوات التابعة لإقليم كردستان شبه المستقل. وحارب الجانبان تنظيم «الدولة الإسلامية» لكن العلاقات بينهما تدهورت منذ محاولة الأكراد الفاشلة نيل «استقلال» كامل عام 2017 وهو مسعى أوقفته بغداد عسكريا.
*مقتل وإصابة 7 من الأمن في كركوك… ووزير سابق يدعو لضبط الحدود
وحسب طالباني مقاتلي التنظيم «يمكن أن يستغلوا الأراضي المتنازع عليها بين الجانبين ويعملوا فيها».
وأضاف «الافتقار للتنسيق بين أربيل (عاصمة الإقليم الكردي) وبغداد أدى إلى عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وزيادة قوته ونشاطه وقدراته».
وخفضت الولايات المتحدة قواتها من نحو خمسة آلاف كانت متمركزة للمساعدة في قتال التنظيم إلى نصف هذا العدد خلال العام الماضي.
ومع خفض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لعدد قواته في العراق، فمن المتوقع أن يملأ حلف شمال الأطلسي هذا الفراغ بالتدريب والتنسيق مع القوات العراقية، لكنه ليس مفوضا بالمشاركة في العمليات القتالية.
وتطالب فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران بانسحاب القوات الأمريكية بالكامل. وأصبحت هذه الفصائل خصم الولايات المتحدة الرئيسي في العراق منذ هزيمة تنظيم «الدولة» وراحت تطالب بالانسحاب بقوة أكبر منذ أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني العام الماضي.
لكن، طالباني، يخشى من تداعيات سحب القوات الأمريكية. وسحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق عام 2011 تاركة فجوة أمنية أمكن للمتشددين استغلالها.
في حين، اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الأربعاء، أن انسحاب القوات الأجنبية القتالية من بلاده يساعد على استقرار وتعزيز أمنها.
جاء ذلك خلال استقبال الأعرجي في مكتبه في بغداد، رئيس أركان حلف شمال الأطلسي «الناتو» يواكيم رول، حسب بيان صدر عن مكتبه.
وقال البيان، إن الجانبين «بحثا التعاون المشترك بين العراق وبعثة الحلف، بما يحقق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة».
ونقل البيان عن الأعرجي قوله خلال اللقاء، إن «انسحاب القوات الأجنبية القتالية من العراق يساعد على استقرار وتعزيز أمنه» ولفت إلى «عدم وجود زيادة بأعداد القوات الأجنبية في العراق». وأشار الأعرجي، إلى أن العراق «بحاجة إلى التدريب والمشورة ورفع قدراته القتالية ولا يحتاج لأي قوة قتالية».
رول، أوضح، وفق البيان، أن بعثة الناتو «غير قتالية تساعد وتساهم برفع القدرات والمهارات القتالية للقوات العراقية، من خلال التدريب والاستشارة الصحيحة».
وفي 18 فبراير/شباط الماضي، أعلن «الناتو» أن الحلف قرر زيادة أفراد بعثته في العراق من 500 إلى 4 آلاف عنصر، من دون ذكر توقيت ذلك.
لكن مسؤولي الحكومة العراقية يقولون إن بغداد لم تتخذ لغاية الآن أي قرار بخصوص زيادة أفراد «الناتو» في البلاد.
وبناءً على طلب بغداد، يتولى «الناتو» مهمة تقديم المشورة والتدريب لقوات الجيش، لرفع قدرة قواته ومنع عودة تنظيم «الدولة».
في الموازاة، عدّ وزير الداخلية الأسبق، باقر الزبيدي، إن تأمين الحدود العراقية مع دول الجوار، هو العنصر الأساس لاستتباب الأمن ومنع تكرار الخروقات الأمنية التي باتت البلاد تشهدها بشكل يومي، خصوصاً في المناطق الشمالية منه. الزبيدي قال في «تدوينة» له أمس، إنه «تردنا الكثير من الأسئلة حول الحل الحقيقي لمشكلة الخروقات الأمنية المتكررة والتي لم تنته بعد كل العمليات العسكرية الكبيرة التي قامت بها قواتنا الأمنية».
وأوضح أن «الأساس الحقيقي لأي نجاح عسكري هو ضبط الحدود وحماية أسوار الوطن، وعندها سوف تكون عملية محاصرة الحواضن الإرهابية والقضاء عليها مجرد وقت، لأنك قمت بتجفيف الدعم الواصل من خارج الحدود نحو الداخل». وأشار أيضاً إلى أن «الجهد الاستخباري الحقيقي يلعب دوراً كبيراً في عملية تأمين الحدود، من خلال التنسيق مع دول الجوار أو كشف الممولين المحليين ومراقبتهم، ومعرفة مصادر تمويلهم ومواعيد وأماكن دخول العناصر الإرهابية والثغرات والطرق التي يستخدمونها للدخول إلى البلاد ومعالجتها».
واعتبر أن «تنامي قدرات التنظيم وتحوله من أسلوب (الكر والفر) إلى العمليات الانتحارية والقصف بالهاونات، يعني استطاعته التحول إلى عملية مسك الأرض ولو بصورة محدودة، وهو ما يتطلب مراجعة حقيقية للخطط الأمنية والثغرات والمناطق الرخوة التي تنطلق منها هذه العمليات، خصوصاً في جبال حمرين (تمتد من محافظة ديالى وتقطع شمال محافظة صلاح الدين وجنوب محافظة كركوك) التي لازالت تشكل نقطة انطلاق للتنظيم، وهي في حاجة إلى معالجة أمنية تكتمل بعمليات مسك الأرض منعاً لعودة هذه الخلايا».
*أموال وجهود
ورأى أن «عودة الجماعات الإرهابية إلى استخدام الانتحاريين، يعني إن هناك أعدادا يتم منذ فترة لهؤلاء المجرمين من تغذية فكرية وتفخيخ، وهو ما يعني أن هناك أموالًا وجهودا ضخت من أجل الإعداد لهذا الأمر» مبيناً إن «وادي حوران والقذف (أكبر وديان العراق تقع في محافظة الأنبار غرباً وتمتد لمسافة 350 كلم من الحدود العراقية-السعودية) من المناطق التي شهدت عمليات عسكرية قبل فترات طويلة، ولم تشهد عمليات مسك الأرض بسبب مساحاتها مما يجعلها حاضنا قويا للخلايا والمضافات».
وفي شأن آخر، لفت الزبيدي إلى أهمية عملية «الايقاع بوالي الفلوجة الإرهابي المكنى (أبو علي الجميلي) والذي اعترف بانتمائه إلى تنظيم القاعدة عام 2005 وكان محكوماً عليه بالسجن 15 سنة وتم الإفراج عنه سنه 2011! وبعدها جدد ما تسمى بالبيعة لعصابات داعش الإرهابية، وعمل ضمن أوكار الأسلحة وتجهيز المقاتلين العرب، ثم عُيّن بما يسمى نائب والي الموصل وبعدها أصبح والي على الفلوجة».
إلى ذلك، أعلن «الحشد الشعبي» أمس، إنطلاق عملية أمنية لملاحقة مسلحي تنظيم «الدولة» في قضاء تلعفر غربي محافظة نينوى.
وذكر إعلام «الحشد» في بيان صحافي، ان «قوة مشتركة من الجيش والحشد الشعبي نفذت اليوم (أمس) عملية دهم وتفتيش لملاحقة خلايا داعش في قضاء تلعفر غربي محافظة نينوى».
وأضاف أن «العملية شملت تفتيش قرى طوله باش، وسبيعيه، وساير، ومير قاسم التابعات للقضاء».

1