أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
القيادية في الجبهة الشعبية د. مريم ابو دقة: الانقسام كان النكبة الاولى.. وقارة غزة حالة خارقة تحارب العالم بصبرها و كرامتها!!
بقلم : اسيا العتروس ... 07.09.2022

على ملامح وجهها الاسمر تقرأ خارطة فلسطين بمختلف محطاتها النضالية وانتفاضاتها المسلحة و لشعبية , وفي حديثها رحلة عابرة للزمن بين غزة والضفة والقدس ..هي فلسطينية ككل نساء فلسطين الابيات وهي فدائية الى جانب رفيقة الدرب المناضلة ليلى خالد في معسكرات التدريب من سوريا الى لبنان و الاردن و ليبيا ..رضعت القضية و حملت المقاومة في دمائها فسخرت لها حياتها و جعلت من اطفال وشباب فلسطين عائلتها , اختارت طريق النضال و منحت حياتها للشعب الفلسطيني و للارض المغتصبة , عرفت الاعتقال والسجون في سن مبكرة فدائية رائدة، لم تنسى وصية امها قبل اعتقالها الا تخون رفيقاتها ولا تعترف للاحتلال بشيء .. مريم ابو دقة قد لا توفي كل الكلمات حقها في تقديم مسيرتها الطويلة وهي التي تواصل المعركة دون استسلام , عضوالمكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأول غزّية يطاردها الاحتلال الإسرائيلي, ولدت أبو دقة في بلدة عبسان شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة وقد انخرطت في العمل النضالي منذ سن مبكر والتحقت بمجموعات” جيفارا غزة “وكان أول اعتقال لها بعمر الخامسة عشر، استمرت عامين خلف قضبان السجون الإسرائيلية تعرضت خلالهما للتعذيب والتحقيق المستمر حتى أفرج عنها عام 1970. أبعدتها سلطات الإحتلال إلى الأردن. تلقت العديد من الدورات العسكرية وتقلدت مهام حتى أصبحت قائد فصيل. متحصلة على الدكتوراه في الفلسفة والعلوم الاجتماعية في بلغاريا.انتسبت للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية منذ عام 1965، وانتمت إلى الجبهة الشعبية عام 1967، وشاركت في نشاطاتها في فلسطين والأردن، وانتقلت إلى لبنان عام 1972، انتقلت إلى سوريا عام 1982، وكانت إحدى قيادات الجبهة الشعبية فيها، ثمَّ انتقلت إلى العراق، ثمَّ إلى ليبيا، وكانت أمين سرالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في ليبيا عام 1983.
عادت إلى فلسطين عام 1996 عبر تصريح زيارة من أهلها، واختيرت عضوا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحريرفلسطين عام 2000، وكانت مسؤولة اللجنة العليا لدعم الانتفاضة الثانية، وتجمع القوى الوطنية الفلسطينية.
في جرابها عدد من الدراسات منها آثار التعذيب النفسي والجسدي بعيد الأمد على الأسيرات المحررات والتأثير النفسي والاجتماعي على الأسيرات من واقع السيرة الذاتية، ومن كتبها: الأسيرات المحررات الفلسطينيات بين الواقع والمأمول (مشترك، 2014)، والمشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية (مشترك)..
كان لا بد من هذا التقديم الموجز لاعطاء ضيفة تونس التي جاءت من غزة المحاصرة للمشاركة في فعاليات مؤتمرالنساء القاعديات حقها في استحضارمشهد فلسطيني مأساوي بكل المقاييس ولكنه يبقى من المتناقضات مشهد يأبى السقوط من الاذهان اوالاندثاروالسبب بسيط وهو ان هناك شعب حي يصرعلى البقاء وهناك نساء في غزة يواصلن رسم الملحمة والمقاومة حتى في القطاع المحاصر ..في هذا الحوارتأخذنا د مريم ابودقة في جولة فلسطينية عابرة للحدود لتعيد احياء الذاكرة واعادة تحديد البوصلة التائهة وفيما يلي نص الحوار ..
حواراسيا العتروس
-جئت من غزة للمشاركة في مؤتمر النساء القاعديات , ماذا لو تحدثت غزة اليوم ما عساها تقول لنا و للعالم ؟
-لا شك أنه من المهم ان تكون فلسطين حاضرة في هذا المؤتمرالذي يعقد على أرض تونس بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم دفاعا عن حقوق المرأة ومن أجل العدالة الاجتماعية ورفع الظلم وتكريس الوعي لدى المرأة كل في قطره ضد الاستغلال و الحروب والمظالم ..
ناتي الان الى غزة , فقد كانت تاريخيا مخزن للثورة الفلسطينية و جزء لا يتجزأ من الوطن اسقطت مشروع التوطين في 55-و56 صمدت أمام الكثير من المؤامرات .جغرافيا غزة مساحة صغيرة و لكن فيها اكثر من مليونين و 300 ألف فلسطيني . 70 بالمائة منهم لاجئين الناس تعيش كما لو كانت علب سردين و ليس هناك موارد غير الموارد البشرية .كانت غزة مصنع تكوين جيوش المعلمين و المدرسين الذين كانوا ينتقلون للتعليم في مصر و في كل دول العالم الى ان جاءت حرب ال67 لتتحول غزة الى معقل لحركة القوميين العرب المرتبطة بعبد الناصر ثم جاءت الجبهة الشعبية و جبهة التحرير وغيرها من الحركات النضالية و تأسست جيفارا غزة وكانت غزة تحت الاحتلال في النهار ولكنها بالليل تحت سلطة الفدائيين كنت ضمن اول مجموعات جيفارا غزة وكان من اعضاءها فتح والجبهة معا كانت ثورة عارمة للقوات العسكرية هذه غزة التي انطلقت منها اول شرارة للانتفاضة الاولى لتلبي الضفة النداء .بعد قدوم عرفات استمر المخزون النضالي بوجود كل القيادات التاريخية من كل الفصائل ..
.- ولكن الوضع اليوم اختلف غزة المحاصرة ما عساها تقول للعالم ؟
-اليوم المناخ تغير الاحتلال سعى لفصل غزة عن الخريطة .ما حدث في ال48 وحد الفلسطينيين في الضفة و غزة والقدس .قلت منذ البداية ان اوسلو كان فخا لم يكن انسحاب من غزة بل اعادة انتشار .لم تكن النكبة الاولى هي الاحتلال النكبة الاولى هي الانقسام الذي وقع بفعل قوى خارجية و مؤامرات .الحصار مستمر منذ 15 سنة الانقسام سبب كل الماسي .معركة سيف القدس جاءت لتؤكد وحدة الساحة و تذكر العالم ان الفلسطيني ليس ملفا في ال48 و ملف ال67 نحن ملف واحد عنوانه فلسطين المحتلة من مستوطنين جاؤوا من كل العالم .انا اسميها قارة غزة لانها حالة خارقة غزة تحارب العالم بصبرها و كرامتها .غزة بلا ماء و لا كهرباء ثمانون بالمائة من اهلها في حالة بطالة و يعيشون على مساعدات قد تاتي و قد لا تاتي . ليس لي أولاد واعتبرأن كل أولاد الشعب اولادي وبيتي مبيت للطلبة حتى يتمكنوا من مواصلة الدراسة .في غزة نعيش تحت شعارالحاجة ام الاختراع انقطع البنزين فاستعمل الشباب الزيت المستعمل وقودا .العاطلون يبيعون أي شيء مناديل اوارغفة اوغيرها حتى لا يمدون ايديهم .الامراض السرطانية تنتشر بسبب تواتر الاعتداءات الاسرائيلية و التفجيرا على القطاع. خلال المعارك الناس تحضن المقاومة و هذا ما يتعين فهمه القيادة يجب ان تعتمد على جماهيرها فهي مصدر قوتها .منذ 74 عاما والمجتمع الدولي يعبرعن اسفه وانشغاله ولا يفعل شيئا لانهاء الاحتلال. انظروا ما يفعل المجتمع الدولي مع اوكرانيا .اليوم ستحصل اوكرانيا على 5مليار دولار دون اعتبار للمساعدات العسكرية .لا احد يتحدث عن استقدام الاف الاوكرانيين للاستيطان في فلسطين المحتلة هناك حديث عن 500 الف مستوطن جاؤوا من اوكرانيا .
الوضع في غزة صعب و لا يمكن الخروج حتى للعلاج . توقفنا حتى عن زيارة المقابر في احدى المرات كنت اريد زيارة قبرأمي للترحم عليها في العيد فلم يكن بامكاني ذلك لعدم توفر الوقود خرجت وقلت في التلفزيون اعتذر من امي ليس بامكاني الذهاب الى المقبرة ساقرأ الفاتحة من بعيد و اتمنى ان يسمع العالم صوتي ..نحن في غزة لا نتبادل قنينة عطر في العيد كل املنا الحصول على قنينة بنزين .هناك غلاء فظيع خاصة بعد حرب اوكرانيا ندفع الثمن غاليا اهالي الاسرى محرومون من زيارة اسراهم هناك اسر ممزقة بين الضفة و غزة و هناك عائلات بلا هوية لا مجال للمغادرة الدول العربية اختلف وضعها .العودة المدرسية هذا العام نكبة حقيقية الاباء يرقعون الشنط القديمة و الاطفال يريدون ملابس و شنط جديدة كل الدعم يذهب الى اوكرانيا الاطفال لا يفهمون ذلك .الطفل الفلسطيني يعرف صوت و شكل الصاروخ بسبب كثرة الاعتداءات اكثر من اللعب .هناك اسر في غزة مسحت من الوجود .
-هناك قرار من حكومة غزة باعدام 5 فلسطينيين بتهمة التخابر مع العدو كيف تنظرون الى ذلك ؟
نحن في الجبهة ضد الاعدامات و هناك مراكز حقوقية نددت بذلك .الاعدام يفترض ان يصادق عليه الرئيس ونحن في الحالة الفلسطينية لدينا دولتان وكلاهما تحت الاحتلال .
-أمام هذا المشهد هل باتت المصالحة مستعصية ؟
وقعت محاولات كثيرة للمصالحة ممكن تكون مستحيلة و ممكن تكون سهلة اذا توفرت الارادة و لكن دعنا نقول بصراحة دون وحدة وطنية لن يكون هناك انتصار لا لفتح و لا لحماس و لا حتى للجبهة .الانتخابات يمكن ان تشكل عنصر من عناصر المصالحة على ارضية النسب فلا يسيطر أي طرف على المشهد و تكون هناك شراكة بين كل القوى لتعزيز الصمود و المنطلق وثيقة الشرف التي سيتعين على الجميع احترامها خاصة بعد زيارة بايدن الذي يروج بان القدس عاصمة موحدة لكيان الاحتلال .هناك مطلب شعبي ان تكون الانتخابات اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني على قاعدة الشراكة و هي المرجعية .نحن في مسار تحرر وطني و لابد من الالتزام بقرارات المجلس الوطني الاخيرة و انهاء اتفاق اوسلو و اتفاقية باريس التي تخنقنا و اجراء انتخابات المجلس الوطني و التشريعي و الرئاسي ..
-ماذا عن حوار الجزائر وهل هناك تقدم ؟
-الجزائر وجهت دعوة للفصائل منفردة من جانبنا لا يمكن ان نقبل ان تفشل الجزائر .الجبهة قدمت مبادرة اعتقد انها متوازنة و قابلة للتحقيق لاننا نريد مجلسا موحدا فتح و حماس كل منهما قدم مبادرة و كل طرف متمسك بموقفه .نحن كجبهة نسعى لتشكيل جبهة وطنية فلسطينية لتحقيق الوحدة و نسعى الى انشاء تكتل نسوي من كل الفعاليات من فتح و حماس و غيرهما للوصول الى جبهة قومية عريضة بما في ذلك القوة المعادية للتطبيع في الدول المطبعة لمقاومة هذا المسار الذي يبقى خنجرا في ظهر القضية و خطر على الامة العربية و اذا اشتد الاحتلال على كل المنطقة فهذا عار علينا.نحن ازاء صراع عربي صهيوني و لكن هناك قوى متنفذة تريد تسويقه على انه ليس صراعا .هذا اخر احتلال استيطاني في العالم و هذا ما يجب تسويقه للراي العام الدولي .
-مازالت ترفضين اتفاق أوسلو ؟
-من البداية قلت انه فخ و ما حدث في غزة لم يكن انسحاب بل اعادة انتشار ، وتعتبر أن الاعتراف بدولة الاحتلال هو تنازل عن حق الفلسطينيين التاريخي، فكل فلسطين للفلسطينيين، ومن وقَّع الاتفاق كان مجحفا بحق الشعب الفلسطيني، والانقسام أخطر شيء واجه المشروع الوطني الفلسطيني، وهو النكبة الأولى للفلسطينيين على عكس نكبة 48 التي وحدَّت الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلالو لا يمكن للفلسطينيين الانتصاردون أن يكونوا موحدين.
– الجبهة تقاطع اجتماعات المجلس المركزي ؟
ليست مقاطعة لاجل المقاطعة و لكن الاصرارعلى عقد اجتماعات المركزي دون مشاركة الجميع، يعني أن اجتماعات المركزي تهدف إلى تكريس الانقسام، والجبهة لن تكون شاهد زور على أي قرارات أو لقاءات تعزز الانقسام.موقف الجبهة الشعبية من عدم المشاركة في اجتماعات المركزي، ينسجم تمامًا مع مواقفها السابقة بضرورة وجود مجلس وطني توحيدي، ومجلس مركزي توحيدي، يضم القوى والفصائل كافة.
-أي دور لمنظمة التحرير اليوم ؟
-منظمة التحرير فقدت بريقها ودورها الريادي في توحيد البيت الفلسطيني تحت مظلة واحدة منذ أعوام عدة، وفقدت بوصلتها الحقيقية لتحرير البلاد، و لكن المنظمة تبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، و نحن نريد أن تكون منظمة التحرير ممثلة لكل القوى والفصائل كافة ولذلك وجب العودة للميثاق الأساسي الذي انطلقت منه لتحريرفلسطين، وبناء استراتيجية وطنية مقاومة وموحدة فمعركتنا مع الاحتلال مفتوحة، وأي اجتماعات للمركزي دون توحيد الصفوف بمثابة تعزيز وتكريس للانقسام.
لذلك وجب إعادة بناء منظمة التحريرباعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا على أن يتم إعادة بنائها لتستوعب الكل الوطني، والاتفاق على استراتيجية وطنية تجمع الكل على أرضية المقاومة.
منذ 73 عامًا و نحن نناشد العالم للنظر لما يجري في بلادنا دون جدوى, لكن عندما اندلعت معركة سيف القدس انتفض العالم كله، وتلاحم الفلسطينيون في أمريكا، وأوروبا، وفي كل دول العالم من أجل قضيتنا وشعبنا في القدس.
-هل مازالت المرأة الفلسطينية قادرة على تغيير المشهد ؟
-قناعتنا أنه على المرأة الفلسطينية أن تكون متواجدة في جميع المحافل الدولية لأن تراجعها يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول منذ البدايةاقصاءها و تجهيلها .
ممارسات الاحتلال لا تقف عند حد و هي تصر على التضييق على المؤسسات الفلسطينية فتجفف منابعها وتحجب التمويل عن بعضها، وتصنف بعضها الآخر كمنظمات إرهابية كما حدث مع اتحاد لجان المرأة مؤخراً، وبعض المؤسسات المعنية بالدفاع عن الطفل الفلسطيني وحقوقه.
– من اين تاتي المرأة الفلسطينية بهذه القوة والقدرة على الصمود ؟
– المرأة الفلسطينية هي الوحيدة في العالم التي ما زالت تعيش تحت سيطرة احتلال فاشي عنصري استيطاني . المرأة الفلسطينية جسدت أقوى نماذج الصمود أمام جميع الانتهاكات.القوة تولد من الثورة في وطن يعاني من الاحتلال وليس بيننا اسرة واحدة لم يستهدفها ظلم الاحتلال وليس فيها شهيد أوأسيرأو أب يستهدف أو زوج أو ابن أوأخ او أخت أو زوجة .أكثرمن 17 الف فلسطينية اعتقلن ,وأنا عرفت الاعتقال في سن مبكرة كنت في الخامسة عشرة و كل رفيقاتي في السجن كن في هذا السن .الاحتلال يستهدف النساء لانه يعرف أن المرأة تبقى قضية حساسة في مجتمعنا و لكن ردة فعل العائلات الفلسطينية صدمت الاحتلال فالاسيرات اصبحن بطلات واصبحن حافزا لغيرهن و الكل أصبح يريد أن يكون بطلا .المرأة الفلسطينية تتحول الى اسد عندما تعرف ان ابنها مهدد من الاحتلال الذي يقتحم البيوت في كل حين و يقتل الناس عمدا .
-وماذا عن المستقبل ؟
أمامنا طريقان ما يجري اليوم في العالم يمكن ان يكون فرصة لنا او نقمة علينا الامر يختلف حسب استعدادنا للاستفادة من هذا الوضع .ازدواجية المعايير انكشفت العدوان المتكررعلى الاقصى وعلى غزة و التطهير العرقي خاصة بعد سيف القدس وعملية برج الاعلاميين نقل الصورة للرأي العام و ليس للحكومات .نحن ضد الحروب ومع حق تقرير المصير لكل الشعوب ولا يمكن ان نقبل الى ما لا نهاية بدعوات ضبط النفس .القانون الدولي لا ينتصرللضعفاء راينا ما يحدث في العراق والامثلة كثيرة. ابو مازن تحرض الى حملة شرسة في المانيا عندما وصف ما يتعرض له شعبنا بالمحارق.علينا ان نشتغل على هذه النقطة الاتصالية مع كل الشعوب المحبة للسلام وهي كثيرة ومع منظمات المجتمع المدني وتبقى الوحدة الفلسطينية كلمة السر. الاحتلال يعمل على سد المنافذ و تجفيف المنابع للسلطة ومنظمة التحريروكل الفصائل .نحتاج استراتيجة وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال والتطبيع وانهاء الانقسام . نحن في مرحلة تحريرولم نحررأرضنا بعد علينا التصدي للعدوولا بد أن يكون للجامعة العربية دورها.
-ماذا تنتظرون من قمة الجزائر ؟
طبعا نتمنى أن تعقد ففي ذلك مصلحة لنا وللجزائروللعرب .فلسطين هي الممر ونهايتها يعني سقوط الامة العربية .دعم العالم لنا حق و ليس منة علينا ان نعمل من اجل نجاح المصالحة التي ستكون صفعة للاحتلال .ومن هذا المنبر ومن تونس أقول لكل الفعاليات اصفعوا الاحتلال بتوحيد الجهود ليس هناك ثورة بدون توحيد الصفوف .
-مريم ابو دقة بدأت العمل السياسي مبكرا ومازلت حتى اليوم لم تستريحي ؟
-فعلا عرفت صفوف المقاومة و السجن مبكرا كنت مسؤولة فصيل عسكري وعضو مكتب سياسي للجبهة الشعبية .تخليت عن القيادة لصالح الشباب حتى يتدرب على المسؤولية, القائد من يربي القيادة هكذا تعلمنا من الحكيم جورج حبش الذي تخلى عن القيادة دون أن يتخلى عن دوره النضالي .اليوم تفرغت للجانب الوطني التوعوي للمرأة الفلسطينية.أنا أعيش بين الناس وانتبه لنبض الشارع الفلسطيني ازور الاسرى من مختلف الفصائل لدعمهم احاول تجميع ما دونته و نشر كل ما يخص التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية .انا اولا ابنة وطني و ابنة منظمة التحريرولاحقا الجبهة الشعبية ولاؤنا للوطن وليس لاي جبهة .
كفلسطينيات لم نكن محايدات في الصراع مع الاحتلال بل كنا في قلب المعركة الوطنية وكنا وقودها المتوصل. انخرطت مباشرة في المقاومة وأدرك الاحتلال خطورة هذا الدور، فتصدي للفلسيطينيات بعنف .. لا أعلم ان كان لسوء او حسن حظي اني كنت من أوائل الفتيات اللواتي اعتقلن عام 1968 و قضين عامين في سجون الاحتلال.. كان ذلك في طفولتي المبكرة ولم يكن عمري يزيد عن الخمسة عشر عاماً ، وفي السجن نضجت تجربتي وتضاعف عمري الزمني.. وفي السجن واجهت السجان وأدركت أنني محظوظة لأنني تعلمت الكثير والكثيرو وعرفت المعني الحقيقي للحرية … واكتشفت القوة الرهيبة التي كانت كامنة في داخلي و داخل كل امرأة الفلسطينية ، لم أكن وحدي ، كنت مطوقة بالأسيرات البطلات اللواتي سبقوني في النضال ، كل واحدة كانت عنوان لقصة بطولة.. اذكر جيدا ما قالت لي امي لحظة اعتقالي عندما طوق الجيش الصهيوني بيتنا “مريم..إياك أن تعترفي علي أحد من رفاقك .. إذا اعترفت ستكوني خائنة لشعبك وحينها لست بنتي ، وخلال المحاكمة احضر العسكري قنابل وألغام ورصاصات ووضعها علي الطاولة ، وقال لي ما هذا؟ .. قلت له : لا أعرف أمي لا تتركني ألعب في المزبلة .. و عندما سألني كم عملية عملتي .. قلت له .. لم أدخل المستشفي في حياتي .. صحتي جيدة ..؟ هو لا يقصد ذلك وأنا أفهم المقصود ولكني هربت بالتورية
-مريم ابو دقة حكاية فلسطينية كيف يمكن نقلها للاجيال ؟
بتاريخي النضالي فقدت أسرتي، لأننى ما كونت أسرة فاعتبرت الشعب الفلسطيني كله أسرتي وكل المناضلين أسرتي وكل أسر الشهداء والأسرى أسرتي، ضحيت بكل لحظة من حياتي واقْتُلعتُ من الأرض بسبب الاحتلال وبذا فقدت طفولتي البريئة وكبرت بغير زمني…أعتز بأني ضحيت من أجل شيء مهم جداً، إني ضحيت من أجل فلسطين لا من أجل فتح أو حماس ولا الجبهة الشعبية التي أنا فيها لأني تعلمت في مدرسة الجبهة الشعبية أن فلسطين هي المنطلق وهي الأساس وهي الهدف.
*المصدر: راي الامس

1