الناصرة : قام وفد من حراك “حرية” من منطقتي الجليل والمثلث بزيارة مسافر يطا، جنوب الخليل، لتقديم المساندة والدعم، والمساهمة في إفشال مخطط طردهم من ديارهم، بعدما بات وشيكاً.
وحمل فلسطينيو الداخل لأشقائهم طروداً غذائية، دعماً لهم في مواجهة الحصار وبرد الشتاء. وحسب بيان لـ “حرية”، وهي منظمة أهلية داخل أراضي الـ 48، فإن الجولة تأتي في وقت يترقب نحو 1200 فلسطيني في مَسافِر يطا أوامر إسرائيلية تقضي بترحيلهم وهدم منازلهم، علمًا أن المحاكم الإسرائيلية رفضت كافة الاستئنافات، كما تم الإعلان عن المنطقة كمنطقة عسكرية مغلقة، تجري فيها تدريبات عسكريّة بغية التضييق على الأهالي وترهيبهم.
وتضمنت الجولة، التي شارك فيها 35 ناشطًا، منهم صحافيون، مسنّون، وطلاب مدارس من حراك “صوت واحد”، شرحًا حول مخططات الاحتلال الهادفة للتطهير العرقي لسكان التجمعات السكانية المُقامة على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تمهيدًا لضم أكبر مساحة من الأراضي، مع أقل عدد ممكن من الفلسطينيين.
كما زار نشطاء الحراك قرية سوسيا، بتنسيق مع “لجنة الدفاع عن الخليل”، حيث قدموا نحو 130 طردًا غذائيًا لسكان القرى المهددة بالتهجير، والتقوا نشطاء من اللجنة والعمل الشعبي الفاعلين في المنطقة، واستمعوا منهم لشرح عن أهم التحديات اليومية التي يواجهها سكان المنطقة، وسبل التصدي لها، والدور المتوخى من فلسطينيي الـ 48.
وأشارت فاطمة النواجعة، وهي من سكان مسافِر يطا، إلى التحديات التي تواجه النساء والأطفال خاصة، موضحةً أنّ النساء أكثر الفئات تأثرًا بهذا التهجير الجماعي، وتابعت: “أولًا: هن بالفعل مجموعة مهمشة تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية في المجتمع، مثل عيادات النساء ومراكز التدريب، وثانيًا: تتحمل النساء مسؤولية عائلاتهن، وهي مهمة تزداد صعوبةً وتعقيدًا في الظروف القاسية التي تشهدها مسافر يطا، خاصة في قرية جنبة، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي بناء بنية تحتية، أو تعبيد الطرق، ونتيجة ذلك يعيش السكان في ظروف بدائية جدًا”.
وثمّن كلّ من الناشط الحقوقي هشام الشرباتي وعنان دعنا، من لجنة الدفاع عن الخليل، المبادرة، مشيرين إلى أهمية خلق تواصل “فلسطيني- فلسطيني”، حيث ينشط في المسافِر اليوم عدد من المنظمات الحقوقيّة، إلا أن أغلبها إسرائيلية. كما شدد كلاهما على الدور المتوخى من فلسطينيي الـ 48 في إسناد سكان مسافر يطا تحديدًا وسكان الضفة الغربية بشكل عام، لا سيما في ظل الحكومة الحالية التي تمعن في الاضطهاد والتضييق على الفلسطينيين في كل مكان.
من جهته، تحدث رئيس المجلس القروي نضال يونس إلى المشاركين، موضحًا التطورات الأخيرة بعد شهر كانون أول (2023)، ومؤكدًا أنّ شبح الطرد والترحيل بات قاب قوسين وأدنى من الواقع، مشيرًا إلى أنّ الضغط الجماهيري والتواصل مع سكان المسافِر والوقوف إلى جانبهم، قادر على حشد الرأي العام العالمي، وبالتالي الضغط على حكومة إسرائيل للعزوف عن مخططاتها المنافية للقوانين والمواثيق الدولية.
وثمّن الناشط سامي الهريني عمل نشطاء “حرية”، وهو ليس أول نشاط في المنطقة، وأهاب بمجتمعنا في الـ 48 للتواصل والوقوف إلى جانب سكان المسافِر، لا سيما المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.
كما أكد المحامي سامح عراقي، من المبادرين إلى “حرية”، أنّ التواصل الفلسطيني هو من البديهيات، ويرتكز على خصائص الهوية الفلسطينية الجامعة. وأوضح أنّ الفكرة من “حرية” تعزيز هذا التواصل وتطوير آليات عمل تعزز صمود شعبنا الفلسطيني، لا سيما في ظل الحكومة الحاليّة، وأيضًا تراخي الخطاب السياسي في الـ 48، والذي بات يتجاهل تحدي الاحتلال، وهو التحدي الأكبر، والذي منه تشتق بقية التحديات، منها الاقتصادية، ومنها الاجتماعية، فلا يمكن عزل العنف مثلاً عن الاحتلال، ولا يمكن التعامل معه كمشكلة اجتماعية خالصة، فهو مشكلة سياسيّة أيضًا، ومثل ذلك أيضًا الفقر والمسكن وإلى آخره. وشدد على أنّ هذه الزيارة للمسافر، ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وأنّ مجتمعنا باقٍ على العهد، ومشاركة طلاب مدارس في الجولة تؤكد ذلك.
ناشطون من فلسطينيي الداخل في مسافر يطا لدعم صمودها!!
بقلم : الديار ... 23.02.2023