أحدث الأخبار
الثلاثاء 03 كانون أول/ديسمبر 2024
معارك السودان تحصد أرواح الأطفال الأبرياء!!
بقلم : الديار ... 08.05.2023

جنيف - أكدت منظمات دولية أن الملايين من الفتيات والفتيان يتعرضون للعنف ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية فورية وإلى الحماية من الاقتتال الجاري في السودان منذ ثلاثة أسابيع.وحذّرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة “يونيسف” الجمعة من أنّ المعارك الدائرة في السودان تحصد أرواح الأطفال “بأعداد كبيرة مرعبة”، مشيرة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح، كما قالت إن أكثر من مليون لقاح مضاد لشلل الأطفال فُقدت منذ تصاعد العنف.
وقال المتحدّث باسم اليونيسف جيمس إلدر للصحافيين في جنيف "كما كنّا نخشى ونخاف، فقد أصبح الوضع في السودان قاتلا بشكل مخيف لعدد كبير من الأطفال". وأضاف إلدر، أنّ المنظّمة تلّقت تقارير من شريك موثوق به - لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد - تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال أول 11 يوماً فقط من القتال الذي بدأ في 15 أبريل.
وأشار إلدر إلى أنّه تمّ جمع هذه الأرقام من مرافق صحية في الخرطوم وإقليم دارفور. وأوضح أنّ هذا يعني أنّ هذه الأرقام لا تغطّي سوى الأطفال الذين وصلوا إلى مرافق الرعاية الصحية في تلك المناطق، محذّراً من أنّ "الواقع قد يكون أسوأ بكثير".
ودعت اليونيسف الأطراف المتصارعة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وعدم تعريض الأطفال إلى الخطر، "ووقف الهجمات على المراكز الصحية والمدارس” وكذلك عدم شن هجمات على “البنية التحتية من أنظمة المياه والصرف الصحي والمرافق الأخرى التي يعتمد عليها الأطفال".
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) كاثرين راسل الخميس "تقوض هذه الهجمات قدرتنا على الوصول إلى الأطفال في جميع أنحاء البلاد بالإمدادات والخدمات المنقذة للحياة، بما في ذلك خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي".
وشددت على أهمية أن “يلتزم أطراف النزاع بالقانون الدولي عن طريق ضمان قدرة الجهات الإنسانية على العمل بأمان على الأرض لدعم المدنيين المحتاجين".
وقالت "ندعو للسماح باستيراد الإمدادات الإنسانية والتجارية الأساسية، بما في ذلك الأغذية والوقود، عن طريق البحر والجو والبر، دون قيود أو عوائق أو انقطاع بغض النظر عمّن يسيطر على هذه المناطق".
ومن المخاطر التي تحدق بأطفال السودان نزوحهم وتعرضهم لاحتمال المزيد من الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك التجنيد والاستخدام من قبل الجماعات المسلحة، فضلا عن العنف الجنسي.
وعطلت الأزمة توفير العلاج المنقذ للحياة، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والذين تم تسجيلهم في برامج العلاج، بخمسين ألف طفل، وحاليا هؤلاء الأطفال معرضون للموت، وستزداد معدلات سوء التغذية ما لم تستأنف المساعدات بسرعة.
وقال مدير منظمة رعاية الطفولة في السودان أرشد مالك "حتى قبل الأزمة الحالية، كان هنالك 7 ملايين طفل في السودان غير ملتحقين بالمدارس، وكان 2.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تأثرت الرعاية الصحية بشدة بالعنف، حيث توقف ثلث مرافق الرعاية الصحية في السودان عن العمل، مما حرم الأطفال وأسرهم من الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
وقالت هيزل دي ويت نائبة مدير مكتب برامج الطوارئ في اليونيسف "تعرّض عدد من مرافق سلسلة التبريد للنهب والتلف والتدمير، بما في ذلك أكثر من مليون لقاح مضاد لشلل الأطفال في جنوب دارفور".
وكانت يونيسف تجري سلسلة من حملات التطعيم ضد المرض في السودان بعد ظهوره هناك في نهاية 2022. وقُتل المئات من الأشخاص كما فرّ مئات الآلاف من منازلهم في السودان منذ بدأت المعارك قبل ثلاثة أسابيع بين الجيش بقياد عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
واتّفق الجانبان على عدد من الهدنات القصيرة، لكن لم يتمّ احترام أيّ منها بالكامل، واستمرّت الضربات الجوية والاشتباكات المسلّحة الجمعة في الخرطوم لليوم الـ21 على التوالي. كذلك، شجبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع المزري في السودان، وحضّت جميع الدول على الامتناع عن إعادة المواطنين السودانيين إلى البلاد.
وقالت مديرة الحماية الدولية في المفوضية إليزابيث تان للصحافيين “تحضّ المفوضية كلّ الدول على السماح للمدنيين الفارّين من السودان بالوصول إلى أراضيها من دون تمييز”. وأضافت “هذا ينطبق على المواطنين السودانيين والأجانب بمن فيهم اللاجئون الذين استضافهم السودان وأولئك المحرومون من الجنسية وأولئك الذين لا يحملون جوازات سفر أو وثائق هوية أخرى".
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّها تستعد لتدفّق 860 ألف شخص من السودان إلى الدول المجاورة، بينما فرّ حتّى الآن أكثر من 113 ألف شخص من البلد. كما نزح مئات آلاف من السودانيين داخل البلاد. وقالت تان "نحن ممتنّون لجميع الدول المجاورة التي سمحت لهم بالبحث عن الأمان".
وإذ أشارت إلى التقلّبات الحالية في السودان، أوضحت أنّ الوكالة دعت الدول إلى “تعليق إصدار قرارات سلبية بشأن طلبات اللجوء التي يقدّمها المواطنون السودانيون أو الأشخاص عديمو الجنسية الذين كانوا يقيمون هناك بشكل عادي".واعتبرت أنّه يجب إعادة النظر في القرارات السلبية بشأن اللجوء التي أُصدرت سابقاً. وقالت إنّ "المفوضية تدعو الدول إلى تعليق عمليات الإعادة القسرية إلى السودان، بمن في ذلك الأشخاص الذين سبق أن رُفضت طلبات لجوئهم".

1