الأربعينية هنا تختلف كلّياً عما يخطر ببالكم:
أ. إذ لا نحن على بوابة (علي بابا وأربعين حرامي) .. ولو أن كلمة (الأربعين) المهرّبة من عام 1974، تسّللت خلسةً عنوان مقالنا اليوم (عمان كويت خمسة صفر! .. والأربعين.؟)
ب. ولا هي الدقائق الأربعينيات العمانية الأهداف ومعظمها أربعينية، الهدف الأول المهاجم العماني المقبالي 44 دقيقة، الهدف الثاني سعد المهاجم 45 دقيقة، والثالث نفس اللاعب 48 دقيقة .. سلسلة ثلاثية أربعينية تصدرت الهدفين الأخيرين، حققت للمنتخب العماني خمسة أهداف نظيفة على المنتخب الكويتي بملعب "الأمير فيصل بن فهد" بحي الملز في الرياض.
نحن مع (أربعينِ) من نوع آخر .. إنها أربعينية تاريخية للبلدين الشقيقين (عمان وكويت) .. ومن أسعفته ذاكرته فليذهب أربعين عاماً للوراء (وأنا معاه) ان الكويت كانت قد أشعلت شمعة الفوز على عمان خمسة صفر عام 1974، وعادت اليوم عمان وبعد أربعين سنة أشعلت الشمعة ذاتها وبنفس القيراط والميزان خمسة صفر عام 2014.!
طبعاً عمان أشعلت الشمعة الثانية العمانية ودون ان تطفأ الأولى الكويتية، لأنها شمعة خليجية الألوان خليجية الأوزان، .. المواجهة العمانية الكويتية اليوم لا تعني شمعة فوق شمعة، تطفأ الأولى فتشعل الثانية .. وإنما هي شمعةٌ جنب شمعة، أضواء وإضاءات بإضافات، وشموعٌ بلا دموع.
الخليجيون يحتفلون بعيد الحب، والحب الخليجي هو الكأس، ولا يختصر لون عيد الحب في الخليج على اللون الأحمر الخاص بعيد الحب، لون حبنا هنا هو لون كل الخليج، الأبيض يقبّل الأسود، الأحمر يعانق الأخضر، والأزرق يصافح الأصفر.
لون كأس الخليج هو اللون الذي أختاره الخليجيون، ليعبروا عن حبّهم لكل الألوان وكلّ الأبدان وكلّ الأوطان، ولكل من في تلك الأوطان وحول تلك الأوطان .. أنا لا أوافق الكاتب الذي يستخدم مصطلحات "سحق و دهس" في المواجهات الرياضية، لأنها على شاكلة "دحر و نحر" في المواجهات الدموية، وما أكثرها في هذا الزمان.
قرأت لأكثر من كاتب مخضرم وبعض العناوين اللامعة (عمان تسحق الكويت.!) ولم يعجبني هذا العنوان ولا ذاك المحتوى، نحن في هذا الزمان لسنا بحاجة لمصطلحات التشنج والإثارات، الزمن الذي إنتشر فيه الحقد والكراهية والهدم والبغضاء والدمار .. نحن نحتاج للمزيد من المواجهات الرياضية التي تنتهي دائماً على التسامح والعناق والتقبيل والتقارب بين الشعوب والأعراق، وإلغاء الحواجز بين الأقاليم والقارات.
كأس الخليج هو كأس الحب، والزمان متعطش لهذا الكأس، إنه الكأس الذي منه الأيادي الخفية تستبدل الخناجر الخافية بباقات زهور علنية، وحتى مصاصوا الدماء في شريعة الغاب وغابات أفريقيا، لو أسقيتهم شراب الحب بالكأس الوحدوي، لندموا على ما فات عليهم من سواد الظلام دون عيد الحب بكل الألوان.
لا أعتقد ان الكويت بعد أربعين سنة شعرت بمرارة الهزيمة جنب شمعة الفوز العماني .. والكويت وهي منجم الشموع الحضاري، مقتنعة وقادرة قبل غيرها، أن تحول عيد الحب الخليجي الى شمعة الولادة للغد الكويتي، وان تجعل من شمعة الفوز العماني شمساً للكويت وقمراً للخليج تدفأ وديانها وخلجانها دفئا وأمانا، وتثلج صدور أبنائها بردا وسلاما
وإليكم ما وصلتني الآن من قارئة كويتية (طلبت عدم ذكر إسمها) من أبيات ساخنة بسخونة الحدث:
الكويت عمان وعمان الكويت
ماتفرق بيننا كــــــورة قدم
التنافس بالشرف عزه وصيت
لو مهم الفوز فالجــــيره اهم
ما اقول انك على جارك عديت
وﻻ اقول انا لقولك ننتــــــقم
بس اقول السته اﻻخوه فبيت
ما يفرقنا حدود وﻻ علــم
مدها من نوس وصلها حفيت
لي قطر لكويت لي دار الحرم
للمنامه ديرة المجد الثبيت
التحام ومن وﻻنا نلتحــم
صح اقول اﻻحمر بفعلك سميت
بس منسا للمبادي و القيـــم
تاج راسي يا عمان ويالكويت
ما تفرق بيننا كورة قـــــدم
عُمان كويت 5 صفر! .. طيب والأربعين؟!
بقلم : أحمد إبراهيم * ... 22.11.2014
*كاتب إماراتي