انتصر الشيخ خضر عدنان في معركة الأمعاء الخاوية بعد 56 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام ، ويأتي هذا الانتصار الجديد بعد انتصاره المرة السابقة في اضراب عام 2012م والذي استمر ستة وستين يوماً وفتح من بعده معركة الأمعاء الخاوية بشكل جدى والتي أوجعت كيان الاحتلال وفضحته دولياً خاصة أنّها تتدعى الديمقراطية وحقوق الانسان. نجاح الشيخ عدنان هذه المرة في هذه المعركة الانسانية والسياسية له عدة عوامل لعل أبرزها الصمود الأسطوري الذي تمتع به هذا الرجل وهذا الاصرار على الكرامة والعزة متحدياً جبروت الاحتلال الذي يأخذ الفلسطينيين رهائن الاعتقال الإداري غير القانوني منذ عام 1967م بناءً على تقرير سرى ظالم من ضابط المخابرات الذي يسعى الى تعذيب واهانة رموز وقيادات الشعب الفلسطيني ، صمود وإصرار الأخ المناضل أبو عبد الرحمن مستمد من ايمانه بالله أولاً والاعتماد عليه ثم ايمانه المطلق بعدالة قضيته على المستوى الإنساني والسياسي والقانوني. ثاني هذه العوامل هى التهديدات الجادة والرسمية التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي بإنهاء التهدئة المبرمة مع الاحتلال وتبرير ذلك سياسياً ، فالاحتلال يحاول قدر الإمكان المحافظة على أمنه وأمن مستوطنيه في المدن الفلسطينية المحتلة ، وتهديدات الجهاد أُخذت على محمل الجد ، وحملتها أكثر من جهة اقليمية ودولية بناءً على بعض المصادر ، ودولة الاحتلال تعرف أن حركة الجهاد لديها قوة يمكنها ايلامه وشل حركة المستوطنين في كثير من المدن المحتلة وقد جربّت دولة الاحتلال حركة الجهاد الإسلامي في كثير من المعارك وهي تعرف مدى صلابة وقوة هذه الحركة . ثالث هذه العوامل هو التضامن الدولي غير المسبوق مع الأخ القائد ، فدولة الاحتلال التي تتغنى بحقوق الانسان واحترام القانون الدولي الإنساني ، تم فضحها دولياً في كثير من الأماكن ولعل تصريح رئيس أكبر مؤسسة دولية وهي الامم المتحدة بخطورة حياة الشيخ خضر عدنان وضرورة الافراج عنه ساهم في ادانة دولة الكيان دولياً ، فأصبحت صور القائد عدنان ترفع في كثير من الدول الأوروبية وأصبحت رقعة التضامن تتسع وهذا يزعج دولة الاحتلال التي تعتبر جميع الفلسطينيين ارهابيين وأن ما تقوم به ضمن القانون ولكن قضية عدنان اثبتت دولياً وحقوقياً أن دولة الاحتلال فوق القانون وهذا ما يجهله جزء كبير من الرأي الدولي، وأيضاً من عومل انتصار الأخ خضر عدنان هو تدخلات بعض الجهات الدولية والاقليمية التي تحاول المحافظة على أجواء الهدوء في قطاع غزة والضفة والقدس ، وآخر العوامل هو حالة التضامن الشعبي الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وجاهزية الشعب الفلسطيني في تحمل تداعيات استشهاد الشيخ خضر عدنان من أجل الكرامة والعزة ، فقضية عدنان وإن كانت بظاهرها ظاهرة فردية ولكنها تمثل في جوهرها قضية عادلة وهي رفض الاعتقال الإداري هذا السيف المسلط على رقاب شعبنا منذ احتلال العصابات الصهيونية لأرضنا والذي يكتوى بناره مئات الأسرى الفلسطينيين ، ولا ننسى صمود عائلة الاسير المنتصر وجهود جميع الحقوقيين والمعنيين بقضايا الأسرى الذين وقفوا بجانب الشيخ الأسطورة خضر عدنان والذين شكلوا بمجموعهم أروع صور التضامن وبجهودهم خرج الينا هذا الانتصار الرائع والأسطوري ، والشعب الفلسطيني وكل الاحرار بانتظار الافراج عن عدنان في 12/يوليو/2015 في ليلة القدر بناءً على الاتفاق الذي ابرم مع مصلحة السجون الصهيونية ، هكذا انتصر الشيخ خضر عدنان وهكذا انتصر الحق الفلسطيني وهكذا انتصر الشعب الفلسطيني على جبروت الاحتلال الغاشم .
عوامل انتصار الشيخ خضر عدنان !!
بقلم : محمد أحمد عطاالله ... 29.06.2015