منذ زمن وأنا اقرأ عن تجارب العظماءوأشاهد أعمالهم التي خلدت أسمائهم ،
ومعظمهم أشار الى قوة سحرية يمتلكها الانسان هي القوة الاروع والاكثر اثارة
القوة الهائلة في صنع التطور والتقدم الحضاري .
الخيال المبدع ....ماهو الخيال ؟ وكيف نوظفه ليحدث التغير في حياتنا ؟
لقد منحنا الله هذه القوة العظيمة وارادنا أن نستخدمها لنتدبر الكون ،
وهو نشاط عقلي غير مرئي يجمع بين الماضي والمستقبل ليحدث التغير في الحاضر والمستقبل
عملية تجمع بين الذكريات والخبرات والصور التي مرت بحياتنا نضعها في بنيتها
الجديدة وتنتج عنها فكرة مبدعة .
يبدأ الخيال رحلته معنا في سن مبكر مابين عامنا الثاني والخامس عندما نبدا نتعرف على الأشياء
التي حولنا عن طريق حواسنا حيث نقوم بتقليد الأصوات التي نسمعها ،ونبدأ نتخيل صور الأشياء التي حولنا لكن بطريقة آخرى
وتعتبر هذه المرحلة مهمة جداً فهي مشتل الشخصية للإنسان منها ينطلق خياله الى عالم الإبداع أو
ينصدم بصخور الواقع أذا لم يجد من يهتم وينمي تفكيره وهذا يتوقف على الأسرة ووعيها بما يملك الطفل من قدرات ،
وأيضا للمدرسة دورها الفعال في تنوع أنشطتها التي تغذي هذا الخيال
والشيء الأهم الحرية لايمكن أن يعيش الخيال المبدع إلا في بيئة تتسم بالحرية والمرونة.
لقد أعطى الأسلام للعلم والابداع مكانة رفيعة وكيف لا ؟
بدأ عهد الأسلام بكلمة اقرأ وكانت أول خارطة للعلم والمعرفة والبحث
وضع أركانها سيد البشر محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
بدأ واحد وأصبح أمة لم يستسلم ولم يكن تفكيره تقليدي
بل كان خارج الإطار كلنا نعرف حفر الخندق حول المدينة (معركة الأحزاب)
وكيف نجح وانتصر ولنا فيه قدوة حسنة رجل عظيم والكثير من المفكرين الغربيين كانوا معجبين بشخصيته عليه الصلاة والسلام
أمثال الأمريكي مايكل هارت عالم الفلك والفيزياء والمؤرخ،حيث صنف النبي محمد بالمرتبة الاولى بين شخصيات العظماءالمئة لما يمتلك من شخصية مؤثرة،
وسار على خطاه علمائنا المسلمين الذين أناروا الدرب للاجيال وأسسوا قواعد الحضارة الانسانية
أمثال ابن سينا والزهراوي واول من فكر بالطيران عباس بن فرناس
وهذه الحضارة بدات من فكرة ..وحلم ..وخيال ..ثم ظهرت للعلن
انظر لما حولك كل ماتراه كان خيال وأحلام يقظة ثم تحول الى عالم ملموس
لم يكون من قبل هناك السيارات والمباني الشاهقة والجسور والطائرات التي تنقلك الى أي وجهة تريد ..
لا وأيضا تنام بها وتأكل..كان الطيران حلما يراودهما للأخوين الأمريكين "رايت "منذ الصغر بدأ حلما وانتهى وسيلة عظيمة تخدم البشر .
فكر كيف وصل الأنسان الى الفضاءالواسع وأقام في محطات صنعها أشخاص أمنوا بقدراتهم
كل الأشياء لم نكن نمتلكها منذ عامين او عشرين عام او مئة عام أصبحت جزء من حياتك الأن
الخيال قوة خلاقة وهبها الله لنا بل من أعظم الهبات ونبهنا سبحانه لقدرات العقل
قال تعالى( وما اتيتم من العلم الا قليلا) الاسراء
يمكنك أن تستعمل الخيال لتصل الى المستقبل وتعود به الى حاضرك عبر تخطيطك الاستراتيجي
وهذا هو تفكير الناس الناجحين الذين يعرفون الى أين يردون الوصول كن منهم وخذ مكانك في الحياة
أما الناس العاديين يستخدمون الخيال ضد ذواتهم في تذكر المشاكل والحزن والماضي السلبي
نحن نتمتلك الحواس والمنطق والارادة والخيال والحدس والادراك لنتعامل مع العالم الموجودين فيه
يمكنك أن تجعل خيالك يبني صورة داخل عقلك ..ماذا تريد ؟لاتحكم على الصورة الان دعها تكتمل
وعبر خيالك سوف تبني ماتريد العالم يتغير ولقد منحنا الله قوى رائعة لأننا أسمى مخلوقاته فنحن روحه
فقط اطلق سراح هذه القوى ودعها تضع اساساً لنجاحك لكل منا جانب مضيء ومبدع لكن القليل جدا من يستخدم قواه وامكانياته
الشخص العادي يفكر أن يحصل على الشهادة والوظيفة يفكر باحتياجاته العادية الأكل والنوم والسكن وكل أمله أن يصل
بأمان الى الموت ... هل هذه هي الحياة فقط؟
لا تضع نفسك في قالب الروتين والملل والأمراض النفسية ..ماالذي يمنعك من الخيال والإبداع ؟
السبب الحقيقي أنك لاتؤمن بقدراتك الحقيقية .. ابقي خيالك نشطاً ستجد الطاقة تتدفق في عقلك
يجب أن نتخلص من الأفكار الهادمة لنعيش حياة أفضل ونصل الى التغير المرغوب الذي يحقق الحياة المتكاملة
لاتقول لاستطيع ولا أعلم بل أنت خلقت لتحكم حياتك وتعيشها بسعادة .. الحياة تحب الذين لايتخلون عن أحلامهم وطموحهم
آن الأوان أن تستعيد دورك في ركب الحياة حيث مكانك الحقيقي وأن تحقق أهدافك فقط "قررالأن"
ولاتقف خلف الستار تختلس النظر وتراقب الناس الناجحين من بعيد وتعيش كامل حياتك على الهامش
اصنع هدفك قبل أن يصنعه لك الآخرين .
الخيال طاقة عظمى !!
بقلم : فهيمة حسن ... 28.10.2017