بقلم : د. أسامة أبوجامع ... 26.09.2010
علت أصوات الحرب وأنصت الجميع للمذياع وشخصت الأبصار أمام التلفاز تترقب ، يقلبون القنوات الإخبارية فيخرج مذيع قناة الجزيرة يتكلم من أنفه يود لو يخرج من التلفاز فيصارعك يخبرك بقرب مصيرك وانك مقتول لامحال ، ينتقل بك حال اليأس إلي قناة العربية فتراهم مبتسمين يبعثون بداخلك التفاؤل والأمل ما يلبث أن يخبرك المذيع بان هناك فرق كبير ما بين المدفع والرشاش وانك جرذان صغير سيرشك العدو بالمبيد الحشري لا بالقنابل ، والمتابع للمواقع المحلية يجد أن بها جدل كبير من الذي سينتصر الحق أم الباطل وفي نهاية المقال يذهب الكاتب إلي الحمام مزنوق من ثقل ما كتب فقد أرهقه ما سولت له نفسه مابين هذا وذاك ينطلق المدفع آذن بالحرب فالقنابل تهطل على غزة ممزقة الأشلاء ومفجرة الأرض عيون من الدماء . عشرات بل مئات من القتلى فقد دمر العدو المقرات الأمنية والبنى التحتية .
والبسطاء يجمعون بين أحضانهم أسرهم ويقولون الموت مع الجماعة رحمة ، يجلسون بجوار المذياع الذي يشوش عليه الاحتلال يوجه لهم رسالة تخبرهم بأنه سيسمح لأطراف المدن أن تتوجه إلى قلبها . تسير في الشارع ترى موسى يتقدم قومه لديه ملكة الحديث كثير الكلام ثرثار فقد احمر وجه وظهرت علامات التوتر والقلق علية مما علم ؟!!! جمع الرجال وألقى عليهم قولا ثقيلا ، أصبحوا كأنهم خشبا مسندة ،تقدمهم ذاهبا نحو الغرب فترى خلفه جاهل وآخر قد وصل من العلم ما وصل ؟!!!!
إن العاقل يدرك أن الشعب اعتراه عامية في الثقافة ، فهو يصدق كل ما يقال له ولكنه يحتاج إلي مؤثرات صوتية وبصرية وأن يضاف عليها بعض الألوان فيتأثر بها فهو عاطفي ، كلما تمر علية انتفاضة تجهله وترديه إلي أسوء حالاته .
أرجوك لا تذهب بعيد ، بينما أنت كذلك يخرج مدير عمليا الوكالة ورئيس وزراء اللاجئين في غزة وقلبه يتقطع من الألم على حالنا يخبرنا بأنه وصل للتو معونات إنسانية ومؤن لتسمننا لليوم النحر ما عليك إلا استلامها . فهو مسكين ممثلنا لا يقوى إلا أن يقول تعيشوا وتأكلوا غيرا . لا أطيل عليكم لقد اثحنتنا الجراح وأرهقنا طول المسير فالمقاتل لابد أن يستريح حتى يتمكن أن يسير في الشوارع مرفوع الهامة ونصر شعبه بوجوده بينهم واعز أهله ووطنه. ولم يكن عبئ عليهم . هذا نداء أبعثة وناقوس خطر علا صوته وأجهد قارعة يا الو الألباب .