بقلم : ردينة حيدر ... 06.10.2010
ميمي..ميمو.. مميموشا..
ليت للقلب نافذة كبيرة وستائر يسدلها على رحيلك الأبيض البسيط، فلا تأتي ريح تتأرجح .. ويدفق ألق عينيك، ورويدا رويدا يزداد الرقص، يزداد الطرق..
تقفزين إلى خزانة كبيرة في الذاكرة، تختبئين خلفها، كما في الحقيقة.. أنادي عليك من الحلم، أطل من نافذته الرمادية، أعثر على لولو بدلا منك!
يتداخل الحلم كالعادة، مرة أنت، مرة لولو..!
يتهجى قلبي لغز الحزن وحيدا بدونك.. بالكاد يهمس لك هذي الكلمات.. بالكاد يتدحرج بين ضفتيه..
ليت للقلب بيت، يضمك لا أكثر..
تخدشينه بمخالبك الصغيرة..
تعضينه بأسنانك التي نبتت لتوها وراحت تؤلمك..
متسع لتضعي ربع قدمك، تنامين، تلعبين..
تتقافزين حولنا كفرح ملون، لكل يوم لون..
تختبئين في الأماكن الغامضة كي تثيري خوفنا ..
نصرخ..ميمي.. ميمي!
فلا تردين..! تجيدين الصمت كما الالم
مميموشا ليس ثمة متسع من الوقت لك، ليس ثمة مكان يحضن جسدك الصغير الدافئ..
هذه الأرض ليست للعب يا صغيرة..!
إنها فقط للموت.. للقسوة..
لإلغاء الفوضى الجميلة..!
إنك الحياة بذاتها وإننا عرائس للبيع، عرائس للأطفال يمزقوها، وهم يضحكون، أنه ليس
ثمة مكان للقطط الصغيرة الوحيدة..
الأطفال أولاد العنف، في "الأغنية الدائرية"، يمزقون قدمك،
يرقصون حولك فرحا..
إذ تعرجين أمامهم كمهرج مبتدئ..!
نراقبهم من بعيد، نشعر بالغم، نرمي بعض الكلمات خلفنا كي ترن على الرصيف المقابل لوجودنا!
"الأطفال هم أيضا ضحايا العنف"!
نلتفت إليك ولا نرى فيك إلا (ربع قدمك) بعد أن بترها بيطري سفاح
تقشعر أبداننا من الألم، ندير وجوهنا، نشعر بالشفقة..
رغم قوتك، عنفوانك الغريزي..
نتخلى عنك مرة أخرى..
وثمة قائمة طويلة من المبررات..
"لم يعد ذلك يناسبنا، الجميع ينزعجون من وجودك، بربع قدم تحتاجين إلى عناية خاصة جدا،
البيت عال وغيرمناسب، العالم صغير جدا، الشوارع ضيقة، تم حجز القمر بكامله، الكوكب يختنق،
التصحر يجتاح الكرة الأرضية.."
وثمة عالم آخر للهو واللعب لن نعيشه أبدا..
لن نعثر عليه يوما
هكذا فكرت يائسة..
ذات مساء .. لم يعد لميمي وجود فيه..!