بقلم : زينب خليل عودة ... 08.01.2011
يمكن القول أن الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة، منها العدوان الهمجي والحرب على قطاع غزة ، وتلاها تقرير جولدستون، ثم اقتحام سفينة مرمرة وقتل بعض من بداخلها، إضافة إلى مواصلة الاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية شبرا شبرا، أحدثت نوعا لو بسيطا من التذمر والغضب في الرأي العام خاصة الغربي على حكومة الاحتلال الصهيوني الذي بات يعيش شبه عزلة دولية وصلت إلى أن بعض قادتها وجنرالات جيشها باتوا مطاردون في معظم الدول الأوربية لتقديمهم لمحاكم دولية مثل ماحدث من مطالبات في كل من اسبانيا وبلجيكا وبريطانيا .
وقد يكون وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان استشعر مؤخرا ما تواجه دولتهم بمختلف أركانها وقادتها من خطر من جهة ومن جهة أخرى الصورة القاتمة التي ظهرت بها حكومة وقادة وجيشا جراء تلك الأحداث خاصة على غزة المحاصرة، لذا اعتزم ليبرمان البدء حملة علاقات عامة جديدة في عدد من العواصم الأوروبية مطلع العام الحالي 2011 لتحسين صورة (إسرائيل) .
لقد شد انتباهي ما ذكرته صحف الاحتلال عن الوزير ليبرمان الذي حدد خطوطا عريضة لخطته المذكورة أولا استخدام خبراء متمرسين بالعلاقات العامة لدى سفارات الاحتلال في أوروبا للعمل لصالح دولتهم ثانياً الاستعانة بأعضاء في الجالية اليهودية المحلية وناشطون في منظمات مسيحية وصحفيون وسياسيون وأكاديميون ومثقفون وناشطون في منظمات طلابية.
اسمحوا لي أن أورد بالتفصيل ولأهمية الأمر ما ذكرته صحيفة هاآرتس - في تقرير أوردته في موقعها على شبكة الإنترنت- أنه قبل أسبوع تم إبلاغ سفارات إسرائيل في لندن وبرلين وروما ومدريد وباريس ولاهاي وأوسلو وكوبنهاجن بالمبادئ الأساسية لخطة العلاقات العامة الجديدة. ونقلت الصحيفة عن ناؤور جيلون، الذي يرأس قسم أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله، إن وزير الخارجية مهتم جدا بهذه الحملة ويعتزم الاجتماع بسفراء إسرائيل بشأن هذه المسألة.
وقالت الصحيفة إنه تم توجيه تعليمات إلى كل سفير على حدة أن يعد قائمة لا تقل عن 1000 حليف يتم إطلاعهم بشكل روتيني من جانب السفارة أو إدارة العلاقات العامة ويجب أن يكونوا على استعداد للقيام بعمل لصالح إسرائيل من خلال مظاهرات ومسيرات دعم في المقالات التي تنشر في الصحافة وغيرها.
كما ستوجه وزارة الاحتلال ثلاثة أنواع من المواد تشمل "رسائل سياسية" تنطوي على مواقف إسرائيل من عملية السلام والمستوطنات وغيرها و"رسائل مصنفة " تشمل مواقف إسرائيل في مجالات محددة مثل التكنولوجيا والاقتصاد والسياحة وغيرها، بالإضافة إلى رسائل حول تطورات تمثل إشكالية في الشرق الأوسط ليست لها صلة مباشرة بإسرائيل مثل حقوق الإنسان في إيران وسوريا وسيطرة حزب الله في لبنان وغيرها. وأمرت الوزارة السفراء أيضا في تلك العواصم بالتركيز على أنشطتهم في تنظيم جماعات من الأشخاص المؤثرين من تلك البلدان لزيارة إسرائيل.. وصدرت تعليمات للسفراء بعقد حدث يحظى بتغطية إعلامية واسعة مرة كل شهر.
وأنا أتابع خبر حملة ليبرمان تساءلت وقلت أين حملاتنا في الاتجاه المعاكس وأقصد نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين، أين حملاتنا؟ ومن يقودها وأين ومتى وما أسلحتهم وبرامجهم المتنوعة؟ وأقول هنا ليس حملاتنا لتشويه صورة (إسرائيل ) لأنها مشوهة أصلا وستبقى، ولكن لكشف زوايا عديدة من الحقائق التي تقوم بها على الأرض اتجاه الشعب الفلسطيني أرضا وشعبا ونساء وأطفالا وشجرا وحجرا وكل شي ،، لابد من تحديد أبعاد إنسانية مؤثرة لعرضها على العالم الغربي ... فمثلا الحرب الصهيونية على غزة وما ارتكبه من وحشية وقتل ومجازر، أظهرت صورة الاحتلال الحقيقية لما تبقى من العالم الحر والمؤسسات الإنسانية والحقوقية النزيهة.
وأسال هنا كم وزير خارجية عربي فكر في التخطيط لحملة إعلامية مدروسة ومتخصصة وكم شغل باله في وضع البرامج والوسائل المختلفة لتنفيذها بما يحقق أهداف خدمة القضية الفلسطينية بكافة جوانبها الوطنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وكم اقتنص هذا الوزير أو ذاك أو سفارات فلسطين في الخارج الفرص من أجل ذلك الغرض وخاصة التحرك على المحيط الاوروبى والامريكى بوجه خاص. وأجمل هنا القول بالتأكيد على ضرورة البحث والاستعانة بل وتخصيص خبراء وممثلي عن الجاليات العربية والإسلامية المنتشرة هنا وهنا وتكوين جماعات ضغط ناشطة ومؤثرة يكون عملها ليل نهار فقط موجه للعالم الغربي وغيره لنصرة القضية الفلسطينية ، مع التأكيد على التركيز على نوعية لا كمية الرسالة الإعلامية المطلوبة وخطط العلاقات العامة الموزونة لتحقيق التأثر والأهداف المنشودة. ... ومازلت فعلا أتسأل أين نحن وأين حملاتنا؟؟؟ فهل من مجيب!!!!!!