بقلم : ماهرابراهيم ... 11.09.2010
رغم كل الأزمات، يرحب الغزيون بعيد الفطر المبارك لكن لسانهم يقول (بأي حال جئت يا عيد) لأنه يحل حاملا معه الآلام التي لا تدع مجالا للفرح.. ويؤكد أهالي غزة ان عيد الفطر هذا العام لا يختلف ولا يحمل أي تمايز مطلقا عما سبقه من أعوام وأيام، فلا آمال بانفراج الأزمات التي يعانيها الغزيون خاصة التي تتكاثر وتتناسل بصورة تبدد الآمال والأحلام في الحياة، على مختلف الصعد وأهمها، الاحتلال وممارساته، والانقسام الداخلي وويلاته، والفقر والبطالة مما لا يحقق لعيد الفطر «السعيد» معانيه السامية.
نزلنا الى الشارع الغزى فى اليوم الاخير من رمضان والتقينا عدد من المواطنين:
يقول الخبير الاجتماعي الدكتور عبد القادر عايدي ـ 52 عاما ـ يأتي علينا العيد وهذه الأيام من أقسى الأيام التي عشتها في حياتي، وأنا لا أرى لنا فرحة في العيد هذا العام، وأوضح ان السبب المهم هو الوضع السياسي والمخاطر التي تتهدد حياتنا ووجودنا تتسع كل يوم مع غطرسة الإسرائيليين والوضع بلا أي انفراجات.
وأضاف «مشاكلنا بقيت كما هي بل تعمقت ومنها الفقر والبطالة مع الحصار الخانق والانقسام الداخلي» وتساءل كيف يفرح الصغير وهو لم يحصل على العيدية ولم يلبس الجديد ولم يلهو ويتفسح في العاب العيد كالمراجيح وغيرها، وكيف يفرح أبناء الشهداء والأسرى (اكثر من 11 آلف أسير) . وأكد عايدي وهو من سكان مخيم الشاطئ ـ ان أطفالنا في غزة محرومون من كل شيء متعلق بطفولتهم، فهم كبار وعجائز رغم صغر سنهم، بسبب ظروف الحرمان من ابسط الحقوق في الحياة الكريمة، أما الكبار فهمومهم اليومية وأزماتهم المتجددة تبدد بشكل كبير جدا فرحتهم بالعيد..
ويقول ابو ثائر ـ 39عاما ـ وهو يقف أمام خيمة إيواء أقيمت له ولأسرته ـ 9 أفراد ـ بعد تدمير قوات الاحتلال منزله ابان الحرب على غزةـ «الحال يغني عن السؤال فنحن مشردون في هذه الخيمة مع فقدان ابسط مقومات الحياة ومثلنا مئات الاسر.. فكيف يكون لنا فرحة وبيوتنا ركام، ولا امل حتى الان في اعادة البناء لان مواد البناء ممنوعة واضاف «دمروا عمارتي المكونة من ثلاثة طوابق وكنت أسكن في احد الادوار ومؤجر للباقي واعتاش من ذلك, لكن اليوم انا اعيش على المساعدات من الاخرين، فأنا اسألك هل هذا يجعلنا نفرح بالعيد؟؟».
وتقول رولا سعيد ـ 21عاماـ وهي تتجول في سوق حى الرمال الراقي وسط غزة تصطحب معها طفليها تامر وحنين ( 7ـ 9 سنوات) «ها هو السوق امامك فنحن قادمون إلى عيد وأيضا إلى موسم بدء العام الدراسي لكن لا يوجد في السوق بضاعة جديدة واغلب الموجود هو مصري مصدره الانفاق والاسعار مرتفعة جدا، واضافت حملت معي للتسوق 1000 شيكل (حوالي 300دولار) وانا اعلم ان المبلغ لا يكفي الا للضروري ليفرح اولادي بلباس جديد» المواطن سامي ابو عبد الله ـ 31عاما- قال انه شخصيا قرر الغاء زيارة العيد الا للمحارم والاقربين فقط بسبب وضعه المادي الصعب ويضيف «امكاناتي المادية لا تسمح لي بالعيدية على كل محارمي واقاربي « ويتابع انا عاطل عن العمل منذ اربع سنوات ? في عيد العام الماضي بعت خاتم ذهب لزوجتي حتى أعيد الارحام».
واشار إلى ان شهر رمضان كان مرهقا ماديا له، حيث ارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش في الأاكل والمشرب «مما نفدت معه فلوسنا» وقالت سميرة فؤاد ـ 40عاماـ تعمل مدرسة وام لاربع بنات وولد، «لاحظت ان البضاعة الموجودة في السوق من ملابس للعيد رديئة رغم ارتفاع ثمنها، ويقول لنا التجار ان الاسعار مرتفعة لان البضاعة تجلب تهريبا عبر الانفاق، واضافت انها لم تتمكن من شراء الا القليل مما يلزم اطفالها الخمسة من الملابس بسبب ارتفاع الاسعار، فميزانيتها لا تحتمل شراء الملابس لجميع أولادها، مؤكدة ان موسم العيد يتزامن مع بدء العام الدراسي الذي يتطلب مصاريف باهظة لتحضيرات المدارس» .
وألمحت ان الفقر ينغص على كل الاسرة، وتساءلت كيف للام ان تفرح بالعيد وهي تعيش حرمان اولادها من لبس الجديد؟؟ وتقول زهرة مصطفى ـ 30عاماـ اولادي الاربعة اطفال مش حاسين بفرحة العيد وايام العيد عليهم «نكد وحسرة»، فزوجي اسير في سجون الاحتلال منذ 6سنوات .