بقلم : ... 20.02.2016
صنعاء- عرضت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية صورا مروعة للعديد من الحيوانات المفترسة التي تتضور جوعا، ما يدفعها إلى أكل لحوم بعضها البعض من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة بحديقة الحيوانات بمدينة تعز اليمنية، التي يفرض عليها الحوثيون حصارا مطبقا.وتظهر الصور الأسود والنمور وغيرها من الحيوانات في وضع مأساوي بحت وقد هزلت أجسادها وبانت أعراض المرض عليها. وتضم الحديقة 280 من الحيوانات التي تعاني من الإهمال والنسيان والتجاهل منذ بدء النزاع المسلح في البلاد في مارس عام 2015. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 21.2 مليون شخص غادروا اليمن وأن حوالي 82 في المئة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.وأصبحت حديقة الحيوانات في تعز الآن محورا لجهود الإنقاذ الشجاعة التي تبذلها العديد من المنظمات التطوعية الدولية عبر حملات على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى توفير المساعدة لحوالي 20 أسدا و26 من النمور العربية النادرة والسجينة في الأقفاص.وتظهر بعض الصور أن بعض الأسود فقدت فراءها نتيجة لفركها على القضبان، فيما ظهرت علامات سوء التغذية على بعض الحيوانات الأخرى. صرحت شانتال جوكرجوا، مندوبة إحدى الجمعيات التطوعية بأن “النمور العربية هي من الأنواع المهددة بالانقراض، وهي تتضور جوعا إلى درجة دفعت بواحد من الذكور إلى البدء في أكل جثة رفيقته”. وأضافت أن “واحدة من النمور كانت حاملا، وفي الأشهر الخمسة الماضية، توفي 11 أسدا وستة نمور”.وأوضحت بأنهم (المتطوعون) أجروا تقييما لكل الحيوانات في الحديقة، وضبطوا قائمة مفصلة مع الأرقام حول الأنواع، والغذاء اليومي والمياه لهذه الحيوانات، فضلا عن الاحتياجات البيطرية.وأكدت أن الحديقة تضم الآن 281 من الحيوانات التي من بينها الوشق، الضباع، الثعابين، التماسيح، البابون، البوم، الببغاوات، النعامات، الصقور، والنسور وغيرها. وقالت جوكرجوا إنه “رغم العناية التي حظيت بها الحيوانات من غذاء ومياه ورعاية بيطرية في 13 فبراير الجاري، إلا أنه ما يزال أمام المنظمة الدولية طريق طويل لتقطعه من أجل إنقاذ هذه الحيوانات المهددة في حياتها”.وقالت جوكرجوا إن “عملية الإنقاذ بدأت، ولكن يبدو أن المهمة شاقة وتتطلب الكثير من الدعم على أرض الواقع في تعز، إلى جانب توفير الكثير من الأموال للحفاظ على حياة العديد من الحيوانات في الحديقة”. وقد بدأ فريق منظمة إس.أو.إس في جمع التبرعات، ولكنه يواجه صعوبات في توفير الأموال الكافية بشكل سريع من أجل تغطية احتياجات الحيوانات.وقالت جوكرجوا “لتجنب كارثة المجاعة، هناك حاجة كبيرة للعمل على دفع ثمن الاحتياجات الغذائية والمياه بشكل يومي. على سبيل المثال يحتاج النمر بين 2 و4 كيلوغرامات من اللحم يوميا، بينما يحتاج الأسد بين 4 و5 كيلوغرامات. أما الحيوانات العاشبة فسوف تكون في حاجة إلى 10 كيلوغرامات من الخضروات بشكل يومي. بينما تحتاج الحيوانات جميعها إلى آلاف اللترات من الماء يوميا”.كما أفاد الدكتور أحمد، وهو من بين المتطوعين لإنقاذ هذه الحيوانات “بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى الرعاية البيطرية، من تخدير وفيتامينات ومضادات حيوية للأسود التي تعاني من ضعف شديد”. وشدد قائلا “من المحزن أن نرى الحيوانات في حديقة تعز قد أصبحت من ضحايا النزاع البشري. وبالتالي فإن الحرب في اليمن ليست مأساة إنسانية فحسب”!!