أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
برازيليا.. البرازيل : الوباء والفقر معا على سكان مدن الصفيح في أميركا اللاتينية!!
05.06.2020

يضرب وباء كورونا الأحياء الفقيرة في أميركا اللاتينية حيث يعجز الملايين من السكان عن الامتثال للتدابير الوقائية فيما هم يواجهون خطر الموت جوعا.وقالت مديرة منظمة الصحة الأميركية كاريسا إتيان، “يزداد قلقنا حيال الفقراء والمجموعات الضعيفة الأكثر عرضة للمرض وللموت بسبب فايروس كورونا المستجد”.ومع ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير جدا في دول مثل البرازيل والبيرو وتشيلي وتوقع أن تكون الأرقام أكبر بكثير من تلك المعلنة، أصبح الوضع خطرا جدا.في الأرجنتين، دقت السلطات ناقوس الخطر بعد الكشف عن 84 إصابة مثبتة وحوالي مئة مشتبة فيها في أسول وهي مدينة صفيح في محيط بوينوس آيرس.وقد وضع سكان مدينة الصفيح هذه البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف في العزل التام مع حظر الخروج من الحي الفقير الذي فرضت الشرطة طوقا حوله. والهدف من ذلك تجنب أن ينتقل الفايروس إلى مدينة صفيح مجاورة يتكدس فيها 16 ألف شخص.لكن في هذه المنطقة تشكل الوظائف غير الرسمية نسبة 54 في المئة ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة في الأشهر المقبلة بسبب الأزمة الاقتصادية. لذا يصعب على أفقر الفقراء الاختيار “بين الموت جوعا أو الموت جراء الفايروس”.وتقول داليا مايمون من جامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية إن المنطق السائد هو التالي “أنا على ثقة من أنني سأموت من الجوع لذا أجازف مع محاولة الاتقاء من الإصابة وأخرج للعمل”.ومن الصعوبات الأخرى اكتظاظ هذه الأحياء الفقيرة الأمر الذي لا يسهل احترام إجراءات التباعد الاجتماعي. ويمضي السكان جزءا كبيرا من النهار في الخارج بسبب المساكن الضيقة التي تقيم فيها أجيال عدة.أما العمل عن بعد فهو مستحيل لغالبية هؤلاء الناس العاملين في الخدمات أو القطاع غير الرسمي. ويستمر معدل البطالة بالارتفاع بسبب شلل لاقتصاد.ويوضح أوسكار غونزاليس وهو تشيلي في الثالثة والأربعين، “نحن عمال بناء وبائعون ونخرج يوميا. ومع العزل أغلق كل شيء ولم يعد لغالبيتنا أي عمل”.ويقيم غونزاليس في حي بريساس دل سول وهو الأكثر اكتظاظا في سانتياغو وقد شهد عدة تظاهرات وأعمال شغب للمطالبة بالحصول على لقمة العيش ومساعدة من الدولة. ويقول بغضب “لا نحصل حتى على مساعدة صغيرة من الدولة. يعتقدون أنه بإمكاننا أن نعيش من دون مال لكن كيف نشتري الطعام؟”وفي دول أخرى، تستغل منظمات إجرامية هذا الفراغ الرسمي لتوسيع نطاق نفوذها. يؤكد الخبير في الأمن دوغلاس فرح الذي شارك في منتدى حول هذا الموضوع قبل فترة قصيرة في واشنطن “هذا هو الميل الأخطر”.في المكسيك، توزع كارتلات المخدرات المواد الغذائية والأدوية، وفي هندوراس تنظم العصابات حملات تعقيم في المناطق التي تسيطر عليها. وأمام تخاذل الدول ترص الكنائس والجمعيات الصفوف أيضا من خلال حملات توعية وتعقيم وبنوك الأغذية.في حي “6 دي مايو” في ضاحية سانتياغو، يعرف السكان أماكن إقامة المرضى فينظمون صفوفهم لتقديم الطعام إليهم. وتقول غلوريا ريسس وهي خياطة في الثانية والخمسين “لن يساعدنا أحد إن لم نساعد بعضنا البعض”.ويؤكد جيلسون رودريغيس المسؤول في حي مارايسوبوليس ثاني أكبر مدن الصفيح في ساو باولو (مئة ألف نسمة)، “يجب أن يكون لدينا السياسات العامة الخاصة بنا ووضع البدائل مع غياب الحكومة”، موضحا أن الحي الفقير “يستعد لأسوأ السيناريوهات”.والبرازيل هي من أكثر الدول تضررا من الجائحة بالأرقام المطلقة بعد الولايات المتحدة، مع أكثر من 25 ألف حالة وفاة و400 ألف إصابة فيما عدد السكان 210 ملايين نسمة.ومن المعضلات الأخرى، الحصول على المياه. وتفيد الأمم المتحدة أن 89 مليون شخص في المنطقة لا تتوافر لديهم خدمات النظافة الأساسية ما يجعل غسل اليدين الروتيني صعبا بينما هو من أسس الوقاية من انتشار كوفيد – 19.في البيرو التي تضربها الجائحة بقوة يعاني نحو ثلث سكان ليما البالغ عددهم عشرة ملايين، من مشاكل كبيرة للحصول على المياه ولاسيما في الضواحي.وتقول مارييلا سانشيس مدير منظمة “أوكوافوندو” غير الحكومية “أزمة المياه في ليما تهديد صامت. وأضعف الفئات تصبح الأكثر عرضة للجائحة”.وفي فنزويلا تضاف الجائحة إلى أزمة اقتصادية كارثية في الأساس مع تقنين متزايد في الكهرباء ونقص في الوقود. في مدينة سان كريستوبال عند الحدود مع كولومبيا تلجأ عائلة رينالدو فيغا يوميا إلى حيل يستعين بها الكشافة. يقول فيغا وهو يبحث عن حطب لموقد الطبخ، “بهذه الطريقة يمكننا الاستمرار”.!!


1