انتهى اليوم الأول لمحادثات السلام السورية، أمس الاثنين، في فندق «ريكسوس» في العاصمة الكازاخية أستانة. وافتتحت المحادثات بكلمة وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف أمام الوفدين اللذين وجدا في الغرفة نفسها حول طاولة مستديرة كبيرة وبوجود وفود الدول الراعية روسيا، تركيا، وإيران والأمم المتحدة، وبحضور مندوبي الحكومتين الأمريكية والبريطانية.وفي الجلسة الافتتاحية، قال عبد الرحمنوف أثناء تلاوة بيان من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف إن «هذا اللقاء يشكل دليلا واضحا على جهود المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في سوريا». وأضاف «الطريق الوحيد لتسوية الوضع في سوريا يجب أن يكون المحادثات، على أساس الثقة والتفاهم المتبادلين».وفي بداية الجلسة العامة، جلس المشاركون في المفاوضات وممثلو الأطراف الدولية إلى طاولة مستديرة بالترتيب التالي: كازاخستان وإيران ووفد النظام والأمم المتحدة والولايات المتحدة ووفد المعارضة وتركيا وروسيا.وامتنع منظمو المفاوضات عن وضع لافتات تفرق بين ممثلي وفد النظام ووفد المعارضة، بل وضعوا أمام الجميع لافتة واحدة كتب عليها «الجمهورية العربية السورية».وأكد ناطق باسم فصائل المعارضة، أسامة أبو زيد، أن «القضية ليست فقط وقف إطلاق النار». وأضاف أن «القضية هي وضع آليات مراقبة، آليات محاسبة وتحقيق. نريد وضع هذه الآليات كي لا يتكرر هذا المسلسل».وقال «إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة. لكن إذا لم تنجح للأسف لا يكون لنا خيار غير استمرار القتال».وقال رئيس وفد المعارضة محمد علوش في كلمته في الجلسة الافتتاحية إن المعارضة تتطلع لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، وتطبيق انتقال سياسي يبدأ برحيل بشار الأسد ونظامه. من جانبه قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إنه يتطلع لهدنة لفترة محددة للفصل بين من وصفهم بالإرهابيين وبين التنظيمات الراغبة بالمصالحة، على حد قوله.وقال مصدر غربي من داخل اجتماعات أستانة ـ، إن فصائل المعارضة رفضت المشاركة في حوار مباشر في الجلسة الأولى من المحادثات مع النظام في أستانة، وإن سجالا دار بين الجعفري رئيس وفد النظام، ورئيس وفد المعارضة علوش. واتهم الجعفري علوش بعدم الجدية في المباحثات، ووصف الجعفري كلمة علوش بأنها «خارجة عن اللياقة الدبلوماسية وبها إسفاف في القول وعدم ارتقاء لمستوى الحدث»، وأنه «استفزازي».وأضاف المصدر الغربي أن علوش قال للجعفري: «الدول العظمى أتت بنا وبكم إلى هنا، ونحن نمتلك تفويضا من الشعب السوري خلافا لكم»، مشيرا إلى أنه ما أن انتهى الجعفري من التلاسن مع علوش حتى قال المندوب الروسي لرئيس وفد النظام بعد استخدامه كلمة نابية بالروسية: «أنت ودولتك تعيشون في عالم غير عالمنا».وأضاف المصدر الغربي , روسيا تقدمت باقتراح فوري طالبت المعارضة بالموافقة عليه لإنشاء جمعية وطنية لصياغة دستور للبلاد.وجاء في مسودة البيان الختامي للدول الراعية لمفاوضات أستانة، والتي حصلت «القدس العربي» على نسخة منها، والتي ترفض المعارضة السورية بنودا فيها، الدعوة لإنشاء آلية ثلاثية ـ روسية ـ تركية ـ إيرانية ـ لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في سوريا.كما تدعو مسودة البيان لبدء محادثات سياسية بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة رقم 2254، وتشير إلى رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة في محادثات جنيف المقررة في شباط/ فبراير المقبل.وتتحدث المسودة عن رغبة الدول الراعية بفصل تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقا) عن جماعات المعارضة السورية الأخرى، وفي هذا السياق تتعهد الدول الراعية مشتركة بقتال التنظيمين.وقال المصدر الغربي إن أعضاء من وفد المعارضة وخاصة المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين رفضوا تماما ما جاء في مسودة البيان الختامي حول وجود إيران كضامن أو مشاركتها في الآلية الثلاثية، معتبرين أنها قوة احتلال، فيما يجادل باقي أطراف الوفد بأن روسيا أيضاً جزء من الأزمة وأنها أيضا دولة احتلال، معتبرين موافقة النظام وروسيا وايران على قرارات للأمم المتحدة نصرا للمعارضة.وأوضح المتحدث باسم وفد المعارضة أسامة أبو زيد أنه تم الاتفاق مع الجهات الضامنة بأن تكون هذه المرحلة لبحث تثبيت وقف إطلاق النار. ووصف إيران بأنها دولة عدو ساهمت في التغيير الديمغرافي في سوريا وارتكبت جرائم ضد الشعب السوري «ولا ينبغي القبول بدورها كبلد ضامن».ورفض الوفد صياغة أي مبادئ سياسية في البيان الختامي وضرورة حصره بتثبيت وقف إطلاق النار، كما رفض ذكر أي دور لإيران في البيان الختامي كضامن لوقف إطلاق النار.!!
أستانة..كازاخستان : المندوب الروسي لممثل النظام السوري : أنت ودولتك تعيشون في عالم غير عالمنا والجعفري وعلوش يتلاسنان!!
24.01.2017